مجموع الأصوات: 39
نشر قبل سنة واحدة
القراءات: 1499

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

حق المرأة في الإسهام العلمي والفكري

لقد جاء كتاب (دعونا نتكلم) الصادر في طبعته العربية عام 2002م، لمجموعة من النساء المسلمات الأكاديميات المقيمات في الولايات المتحدة الأمريكية، ليطلق صوت المرأة عالياً ومدوياً في مجال الحديث عن قضايا المرأة في الفكر الإسلامي، ويدفع بهذا الصوت ليكون حاضراً وفعالاً من خلال تبني ما تصطلح عليه هذه المجموعة النسائية بالمنهج الفكري الفعال في معالجة قضايا المرأة، وتعزيز الهوية الذاتية للمرأة المسلمة.
ولعل هذا الكتاب من أكثر المؤلفات المصنفة على النسق الإسلامي، الذي يمتلك الاستعداد على إطلاق صوت المرأة بهذا المستوى من الجرأة والشجاعة، ويدافع عن هذا الموقف بثقة ومحاججة، وسوف تجد فيه المرأة المسلمة المعاصرة والمثقفة منهن بالذات، أنه جاء معبراً عن الجانب المسكوت عندها، وكاشفاً عن حقيقة ما يعتمل في صدورهن، وما يتكتمن به، أو لا يستطعن البوح والإشهار به بالقدر الكافي، وكأن لسان حالهن يقول هذا ما نريد الوصول إليه، والتعبير عنه، والإصغاء له.
وجميع المشاركات في هذا الكتاب، على اختلاف وتعدد اختصاصاتهن ومجالاتهن النظرية والعملية، قد عبرن عن مثل هذا الموقف الداعي لاستعادة صوت المرأة، وضرورة الاستماع إلى هذا الصوت من أجل ضمان حقوق وكرامة المرأة، والالتزام بمبادئ العدالة والمساواة في التعامل معها، وكيف أن غياب أو تغييب هذا الصوت، أو عدم الاستماع إليه، كان له الأثر البالغ على الوضعيات التي وصلت إليها المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية على الصعيدين الفكري والعملي.
وفي هذا الشأن تقول الدكتورة أمينة ودود ـ الأستاذة المشاركة بقسم الدراسات الدينية والفلسفية في جامعة فرجينيا ـ أن غياب إسهام المرأة أو صوت المرأة قد خلف فجوة هائلة في التراث الفكري الإسلامي، وأن إدراك تأثيرات هذه الفجوة، وتفهم طبيعة صوت الأنثى الغائب مفيدان للنظر في تصحيح اختلال التوازن بين الجنسين في ممارسات المسلمين، وسيشكل إغلاق هذه الفجوة مساهمة أساسية للمناقشات الحالية حول وضع المرأة في الإسلام،
وأن إقحام خبرات المرأة وتصوراتها في تشكيل النماذج الإسلامية الأساسية سوف ييسر الجهود لاستئصال كل أشكال التمييز ضد المرأة في المجتمعات الإسلامية.
أما الدكتورة أمينة ماكلاود ـ أستاذة مشاركة في الدراسات الإسلامية قسم الدراسات الدينية بجامعة دي بول ـ فتشتكي كيف أن العالمات المتخصصات في أي شان من الشؤون الإسلامية لا ينظر إليهن نظرة استحسان في المجتمعات الإسلامية، ويتم تجاهلهن ببساطة، وتجاهل ما يمكن أن تسهم به هؤلاء العالمات في التفكير الجديد بشأن هذه المجتمعات الإسلامية.
والكتاب مفعم بمثل هذه المواقف والتصورات المدافعة والمنافحة عن حق المرأة في الإسهام العلمي والفكري، وتأثير هذا الإسهام في ضمان حقوق وكرامة المرأة، وتأمين الوضع العادل لوجودها، وتحسين نوعية حياتها حاضراً ومستقبلاً.
ولجدية هذه المشاركات وأهميتها فإن محررة الكتاب الدكتورة جيزيلا ويب، تضعها في أحدث طور من أطوار الدراسات النسائية الإسلامية، كما تضع اهتمامات هذه المجموعة النسائية وأهدافهن وأساليبهن في إطار الرؤية الأكاديمية والعامة، وترى أن بامكان هذا الكتاب أن يزود الأكاديميين بمنهج مقارنة بين الاختصاصات في الدراسات المتعلقة بالمرأة المسلمة المعاصرة، وسيشكل مرجعاً مفيداً للذين يواجهون تحدياً أمام دمج الدراسات الخاصة بالجنسين ضمن الدراسات الدينية، بما في ذلك الدراسات الإسلامية بالإضافة إلى الدراسات الدينية المقارنة1.

  • 1. الموقع الرسمي للأستاذ زكي الميلاد و نقلا عن صحيفة عكاظ، العدد 14901.