الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

رئيس التوابين سليمان بن صرد الخزاعي

بعد قيام الإمام الحسين عليه السلام بثورته المباركة ، و شهادته في سبيل المبدأ و العقيدة ، ندمت قطاعات كبيرة من الأمة عن تخلفها عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام و شهادتها معه ؛ و يمكن أن يقسم هؤلاء إلى :
1 ـ من شارك في قتاله حيث خسر الدنيا و الآخرة .
2 ـ الذين كاتبوه و دعوه للدفاع عنهم و في آخر المطاف و في الموقف الحرج أسلموه لعدوه و هم قادرون على نصرته و الدفاع عنه .
3 ـ الذين كانت لديهم أعذار في عدم تمكنهم من الحضور مع الإمام الحسين عليه السلام و الدفاع عن الإسلام . كما في الأشخاص المسجونين أو البعيدين عن منطقة القتال ولم يسعفهم الوقت بالحضور .
4 ـ الذين دعاهم الإمام الحسين عليه السلام لنصرته مباشرة ولم يستجيبوا له مثل عبيد الله بن الحر الجعفي و ندم على ذلك ، أو استجابوا إليه و ظنوا أنه يطلب مغنماً مادياً فلما علموا أن قصده لم يكن كذلك رجعوا عنه .

التوابون

من القسم الثاني و الثالث تشكلت أعداد كبيرة للطلب بثأر الإمام الحسين عليه السلام و الندم على تقصيرهم فيما مضى في عدم نصرة أبي عبد الله عليه السلام سُمُّوا هؤلاء ( بالتوابين ) و كان عددهم 4000 مقاتل اجتمعوا و تلاوموا فيما بينهم على ما فرطوا من عدم نصرتهم للحسين عليه السلام أو عدم توفيقهم لذلك لأنهم كانوا مسجونين ، و أمَّروا عليهم سليمان بن صرد الخزاعي و اقتتلوا مع أصحاب عبيد الله بن زياد بعد أن عسكروا بالنخيلة مستهل ربيع الثاني سنة 65هـ حتى قتلوا عن آخرهم .

رئيس التوابين

كان سليمان بن صرد الخزاعي ممن كاتب الإمام الحسين عليه السلام و دعاه للحضور إلى الكوفة بل كانت جل الرسائل المرسلة للإمام الحسين عليه السلام كانت تنطلق من منزله .
هذه الشخصية الكبيرة و المتحمسة لأهل البيت و هذا العظيم و رئيس شيعة العراق و صاحب مشورتهم ، و وجههم البارز ، هل كان من المجموعة الثالثة المعذورة ؟ أو من المجموعة الثانية المتخاذلة و نكثت بعهودها و وعودها ؟
و السؤال الثاني : هل شارك الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في جميع حروبه ؟ أو شارك معه في بعضها ؟
و السؤال الثالث : هل أنه من صحابة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله أو كان من التابعين فقط ؟
هذا مايحتاج أن نسلط عليه الضوء في عدة نقاط بعد دراسة حياته :

اسمه و نسبه

سليمان بن صُرد الخزاعي الكوفي .
سليمان بن صُرد بن الجَوْن بن أبي الجَوْن بن منقذ بن ربيعة بن أصرم الخزاعي ، من ولْدِ كعب بن عمرو بن ربيعة ، و هو لحيّ بن حارثة بن عمر بن عامر ، و هو ماء السماء عامر بن الغطريف ، و الغطريف هو حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن ، و قد ثبت نسبه في خزاعة لا يختلفون فيه ، يُكْنَى أبا مُطَرِّف . كذا في الإستيعاب . و في الإصابة و تهذيب الكمال بعض الإختلاف مع هذا .

طبقته

قال المزي بعد أن وضع عليه علامات من أخرج له :
( روى عن :
1 ـ النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ (ع)
2 ـ و عن أُبي بن كَعْب ( دسي )
3 ـ و جبير بن مُطْعِم ( خ م د س ق )
4 ـ و الحسن بن علي بن أبي طالب .
5 ـ و أبيه علي بن أبي طالب .
روى عنه :
1 ـ تَمِيم بن سَلَمَة .
2 ـ و شُقَيْر العَبْديُّ .
3 ـ و شِمْر .
4 ـ و ضَبْثم الضبي .
5 ـ و عبد الله بي يسار الجُهَنِيُّ (س) .
6 ـ و عَدِي بن ثابت ( خ م د سي ) .
7 ـ و أبو إسْحاق عَمْرو بن عبد الله السَّبِيْعيُّ (ع) .
8 ـ و أبو الضُّحى مسلم بن صُبَيْح .
9 ـ و يحيى بن يَعْمر ( د ) .
10 ـ و أبو حَنيفة والد عبد الأكرم بن أبي حنيفة (ق) .
11 ـ و أبو عبد الله الجدلي ) 1 .

الثناء عليه و شهادته

هو أحد الصحابة الأخيار ، و التابعين الكبار ، و زهادهم .
ـ قال الفضل بن شاذان : ( فمن التابعين الكبار ، و رؤسائهم ، و زهادهم ، جندب بن جنادة ، قاتل الساحر، و عبد الله بن بديل ، و حجر بن عدي ، و سليمان بن صرد ، و المسيّب بن نَجَبة ، و علقمة ، و الأشتر ، سعيد بن قيس ، و أشباههم ، أفناهم الحرب ، ثم كثروا بعد ، حتى قتلوا مع الحسين عليه السلام ، و بعده ) 2 .
ـ و قال السيد الخوئي : ( لا إشكال في جلالة سليمان بن صرد ، و عظمته ، لشهادة الفضل بن شاذان بذلك) 3 .
ـ و قال ابن سعد : ( سليمان بن صرد … و يكنى أبا مُطَرِّف ، أسلم و صحب النبي صلى الله عليه و سلم و كان اسمه يسار ، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه و سلم ( سليمان ) و كانت له : سنٌّ عالية ، و شرف في قومه ، فلما قبض النبي صلى الله عليه و سلم تحول فنزل الكوفة حيث نزلها المسلمون ، و شهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام الجمل و صفين ، كان فيمن كتب إلى الحسين بن علي أن يقدم الكوفة فلما قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه ، كان كثير الشك و الوقوف ، فلما قتل الحسين ندم هو و المسيب بن نَجَبة من خذل الحسين ، ولم يقاتل معه ، فقالوا ما المخرج و التوبة مما صنعنا ، فخرجوا فعسكروا بالنخيلة لمستهل شهر ربيع الآخر سنة خمسة و ستين و ولوا أمرهم سليمان بن صرد ، قالوا نخرج إلى الشام فنطلب بدم الحسين ، فسموا التوابين ، و كانوا أربعة آلاف فخرجوا فأتوا عين الوردة و هي ناحية قرقيسياء فلقيهم جمع من أهل الشام و هم عشرون ألفاً عليهم الحصين بن نمير فقاتلوهم فترجل سليمان بن صرد يقاتل فرماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله فسقط و قال : فزت و رب الكعبة ، و قتل عامة أصحابه ، و رجع من بقي منهم إلى الكوفة و حمل رأس سليمان بن صرد و المسيب بن نَجَبة إلى مروان بن الحكم أدهم بن محرز الباهلي ، و كان سليمان بن صرد يوم قتل ابن ثلاث و تسعين سنة ) 4 .
و قريب من هذا ذكره في موضع آخر 5 .
ـ و قال ابن عبد البر : ( كان خيراً فاضلاً ، له دين و عبادة ، كان اسمه في الجاهلية يساراً فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم سليمان ، سكن الكوفة ، و ابتنى بها داراً في خزاعة ، و كان نزوله بها في أول ما نزلها المسلمون ، و كان له سنٌّ عالية ، و شرف و قدر ، و كلمة في قومه …. ) 6 .

خطبه

له عدة خطب تدل على عظمته و ثباته و إيمانه و أنه لم يتغير ولم يتبدل 7 .

النقطة الأولى : صحبته

اختلف في صحبته لرسول الله صلى الله عليه و آله و عدمها .

القول الأول : أنه من التابعين

و قد اختاره الأستاذ السيد الخوئي ( قدس سره ) قائلاً : ( … ثم إن ما ذكره الشيخ ـ من كون سليمان بن صرد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله ـ فلعله مأخوذ من بعض كتب العامة ، و إلا فقد صرح الفضل بن شاذان بأنه من التابعين) 8 ، تبعاً لما حكاه الكشي عن الفضل بن شاذان في ترجمة صعصعة بن صوحان رقم ( 19 ) :
( قال الفضل بن شاذان : فمن التابعين الكبار ، و رؤسائهم ، و زهادهم جندب بن زهير ، قاتل الساحر ، و عبد الله بن بديل ، و حجر بن عدي ، و سليمان بن صرد ، و المسيب بن نَجَبة ، و علقمة ، و الأشتر ، و سعيد بن قيس و أشباههم ، أفناهم الحرب ، ثم كثروا بعد ، حتى قتلوا مع الحسين ( عليه السلام ) و بعده ) 2 .
أقول :
1 ـ كلام الفضل بن شاذان لا يدل على كونهم تابعين من حيث الفترة الزمنية و أنهم لم يلتقوا بالنبي صلى الله عليه و آله و إلا كيف يذكر في جملتهم ( عبد الله بن بديل ) المتفق على كونه من الصحابة و هو رسول النبي صلى الله عليه و آله إلى اليمن و قتل يوم صفين 9 .
2 ـ أن الأستاذ السيد الخوئي ( قدس ) هو نفسه في ترجمة ( عبد الله بن بديل ) وجه هذا النص بشكل لا يلزم أن يكونوا بأجمعهم من غير الصحابة قال : ( الظاهر أن الفضل أراد بقوله : و من التابعين من تابع علياً و شايعه ، و القرينة على ذلك قوله : ( أفناهم الحرب ثم كثروا حتى قتلوا مع الحسين عليه السلام و بعده ) و إلا فهو من الصحابة ، كما ذكر الشيخ ـ قدس ـ ) 10 و هذا التفسير يخالف ما تقدم منه .
3 ـ لعل الفضل بن شاذان لاحظ الأكثر و الأكثر هم من التابعين غير عبد الله بن بديل و سليمان بن صرد فكلامه صحيح من باب التغليب .

القول الثاني : أنه من الصحابة

و هذا ما اختاره الشيخ الطوسي و عدد كبير من مترجمي الصحابة :
1 ـ فقد عده الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله رقم ( 255 ) و في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام رقم ( 597 ) و في أصحاب الحسن بن علي عليه السلام رقم (936) و صرح بقوله أدرك رسول الله صلى الله عليه و آله .
و هذا كاف في عده من الصحابة ، و قول الفضل بن شاذان ـ المتقدم ـ لا يعارضه .
2 ـ و يؤيده :
أن العلامة المجلسي نقل عن جعفر بن محمد بن نما في شرح أخذ الثأر قائلاً : ( … فأول من نهض سليمان بن صرد الخزاعي و كانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه و آله و مع علي عليه السلام … قال رفاعة بن شداد … فإن رأيتم ولَّيْنا هذا الأمر شيخ الشيعة صاحب رسول الله سليمان بن صرد فقال المسيب بن نجبة أصبتم ووفقتم …. ) 11 .
3 ـ و نقل ابن شهرآشوب عن سليمان بن صرد قال النبي عليه السلام : حين أجلي عنه الحزاب : ( إن لا نغزوهم و لا يغزوننا ) 12 .
و الظاهر أن هذا منقول عن العامة .
4 ـ أن المترجمين له من العامة كابن الأثير و ابن عبد البر و ابن حجر و المزي و ابن سعد و غيرهم ذكروه في عداد الصحابة ، و كتب الحديث عندهم نقلت رواياته عن النبي صلى الله عليه و آله كما في الكتب الستة و غيرها 13 .
و ذكر آخرون أنه من الصحابة منهم :
أبو عبد الله الحنبلي المقدسي المتوفى 643هـ في الأحاديث المختارة ج 3 ص 378 .
و أبو حاتم الرازي 14 .
و الذهبي في سير أعلام النبلاء 15 .
و ابن حبان في الثقات 16 .
و الدار قنطي قال : له صحبة 17 .
و الخطيب البغدادي في تاريخه 18 .
و عبد الباقي أبو الحسين في معجم الصحابة 19 .
و قال ابن سعد : أسلم و صحب النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم و كان اسمه يسار فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه و سلم سليمان و كانت له سنٌّ عالية و شرف في قومه ) 20 ـ كما تقدم ـ .
و قال ابن ماكولا المتوفى 475هـ قال : ( له صحبة و رواية عن النبي ( ص ) و هو أمير التوابين ) 21 .

الرئيس الثاني للتوابين

المسيب بن نجبة الفزاري

هو المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال بن شَمْخ بن فَزَارة الفزاري الكوفي . عده الفضل بن شاذان : من التابعين الكبار ورؤسائهم و زهادهم ، الذين أفناهم الحرب .
و عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام علي عليه السلام و في أصحاب الحسن عليه السلام رجال الطوسي رقم 804 و 952 . .
وقال ابن شهر آشوب :
كان ممن خرج إلى نصرة علي عليه السلام في حرب الجمل مع جماعة فاستقبلهم علي عليه السلام على فرسخ ، و قال : ( مرحباً بكم أهل الكوفة ، و فئة الإسلام ، و مركز الدين ) 22 .
و قال ابن سعد :
( شهد القادسية و شهد مع علي بن أبي طالب مشاهده ، و قتل يوم عين الوردة مع التوابين الذين خرجوا و تابوا من خذلان الحسين ، فبعث الحصين بن نمير برأس المسيب بن نجبة مع أدهم بن محرز الباهلي إلى عبيد الله بن زياد و بعث عبيد الله بن زياد إلى مروان بن الحكم فنصبه بدمشق ) 23 .
و ترجمة ابن حجر في الإصابة ، و نقل عن ابن سعد ما تقدم 24 ، و كان من جملة الذين كتبوا إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن يقدم إلى الكوفة 25 ، و ممن كتب لهم الإمام الحسين عليه السلام 26 .
و كان رئيس التوابين بعد شهادة سليمان بن صرد الخزاعي ، فقد أوصى سليمان له بالقيادة من بعده 27 .
و قد نقل العلامة المجلسي عن ابن نما في شرح أخذ الثار قوله :
( و المسيب بن نجبة الفزاري و هو من كبار الشيعة وله صحبة مع علي عليه السلام ) 28 .

شهادته

و قال ابن الأثير : قيل لما قتل الحسين عليه السلام رجع ابن زياد من معسكرة بالنخيلة و دخل الكوفة تلاقته الشيعة بالتلاوم و المنادمة و رأت أن قد أخطأت خطأً كبيراً بدعائهم الحسين عليه السلام و تركهم نصرته و إجابته حتى قتل إلى جانبهم و رأوا ، أنه لا يغسل عارهم و الإثم عليهم إلاَّ قتل من قتله و القتل فيهم فاجتمعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤساء الشيعة إلى سليمان بن صرد الخزاعي و كانت له صحبته و غلى المسيب بن نجبة الفزاري و كان من أصحاب علي عليه السلام ، و إلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي ، و إلى عبد الله بن وال التيمي تيم بكر بن وائل ، و إلى رفاعة بن شداد البجلي و كانوا من خيار أصحاب علي عليه السلام فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فبدأهم المسيب بن نجبة و قال بعد حمد الله فإنا ابتلينا بطول العمر ( إلى أن قال ) و قد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا فوجدنا الله كاذبين في كل موطن من مواطن ابن بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و قد بلغنا قبل ذلك كتبه و رسله و أعذر إلينا فسألنا نصره عوداً و بدءاً و علانية فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قتل إلى جانبنا لا نحن نصرناه بأيدينا و لا جاد لنا عنه بألسنتنا و لا قويناه بأموالنا و لا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا فما عذرنا عند ربنا و عند لقاء نبينا و قد قتل فينا ولد حبيبه و ذريته و نسله لا والله لا عذر دون أن تقتلوا قاتله و الموالين عليه أو تقتلوا في طلب ذلك فعسى ربنا أن يرضى عنا عند ذلك و لا أنا بعد لقاءه لعقوبته بآمن ( إلى أن قال ) فما زالوا ، بجمع آلة الحرب و دعاء الناس في السر إلى الطلب بدم الحسين عليه السلام فكان يجيبهم النفر ( بعد النفر ) ولم يزالوا على ذلك إلى أن هلك يزيد بن معاوية سنة 64 ، فلما مات يزيد جاء إلى سليمان أصحابه فقالوا قد هلك هذا الطاغية و الأمر ضعيف فإن شئت و ثبنا على عمر بن حريث ، و هو ( كان ) خليفة بن زياد على الكوفة ثم أظهرنا الطلب بدم الحسين عليه السلام و تتبعنا قتلته و دعونا الناس إلى أهل هذا البيت المستأثر عليهم المدفوعين عن حقهم ( إلى أن قال ) فلما مضت ستة أشهر بعد هلاك يزيد ( إلى أن قال ) ثم صاروا مجدين فانتهوا إلى عين الوردة فنزلوا غريبتها و أقاموا خمساً فاستراحوا و أراحوا و أقبل أهل الشام في عساكرهم حتى كانوا من عين الوردة على مسيرة يوم و ليلة فقام سليمان في أصحابه و ذكر الآخرة و رغب فيها ثم قال : أما بعد فقد أتاكم عدوكم الذي دأبتم إليه في السير آناء الليل و النهار فإذا لقيتموه فاصدقوهم القتال ( إلى أن قال ) إن أنا قتلت فأمير الناس المسيب بن نجبة ( إلى أن قال ) فلما قتل سليمان أخذ الراية المسيب بن نجبة و ترحم على سليمان ثم تقدم فقال بها ساعة ثم رجع ثم حمل فعل ذلك مراراً ثم قتل رضي الله عنه بعد أن قتل رجالاً ) 29 .
المترجمون له كلهم ذكروا أنه قتل و استشهد في سنة 65هـ في حركة التوابين ، إلا ابن حبان ذكر أنه قتل سنة 67هـ و هو وهم .
روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ، و الحسن بن علي عليه السلام ، و حذيفة بن اليمان .
روى عنه : أبو أدريس المرهبي ، و أبو اسحاق السَّبِيعي ، و عبيد المكتب .

ملاحظة

تكرر ذكر المسيّب بن نَجَبة في واقعة التوابين و هو الذي تولى القيادة لهم بعد مقتل سليمان بن صرد بأمر منه ، و لكن هل اسم والده نَجَبة أو نَجيَّة اختلف في ذلك فقد ضبطه بعضهم بعنوان :

المسيّب بن نَجِيَّة

فقد ترجمه بهذا العنوان التفريشي في نقد الرجال 30 و السيد الخوئي في المعجم 31 و النمازي في مستدركات علم الرجال 32 و في ثلاثة موارد من البحار و مورد واحد في الأمالي للصدوق و في 4 موارد في المناقب لابن شهرآشوب . كل ذلك ورد بعنوان ( المسيّب بن نجِيَّة ) .
و لا يبعد أن هذا تصحيف . ابن نجبة ـ كما سيأتي .

المسيّب نَجَبَة

بهذا العنوان ذكره الخاصة و العامة في تراجمهم له و غيرها ، فقد ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب علي عليه السلام رقم ( 804 ) و في أصحاب الحسن بن علي عليهما السلام رقم ( 952 ) و الكشي في رجاله رقم ( 124 ) و رقم ( 46 ) و في أكثر موارد البحار و الإرشاد .
و أما العامة فأكثرهم ضبطوه بعنوان ( ابن نجبة ) قال ابن حجر في ( التقريب ) المسيّب بن نجبة ، بفتح النون و الجيم و الموحدة 33 . و كذلك في تهذيب التهذيب ، و تهذيب الكمال ، و الطبقات الكبرى لابن سعد ، و الاستيعاب ، و الاصابة و غيرها . و هذا هو الصحيح .

مصادر ترجمته

رجال الطوسي : الشيخ الطوسي .
مناقب آل أبي طالب : ابن شهر آشوب ج 3 .
بحار الأنوار : العلامة المجلسي ج 33 و 44 و 45 .
الطبقات الكبرى : ان سعد ج 6 .
الإصابة : ابن حجر العسقلاني ج 6 .
تقريب التهذيب : ابن حجر العسقلاني .
معجم رجال الحديث : السيد الخوئي ج 18 .
أعيان الشيعة : السيد محسن الأمين ج 10 .
تهذيب الكمال : المزي ج 27 .
الثقات : لابن حبان .
نقد الرجال : السيد مصطفى التفريشي ج 4 .

النقطة الثانية : هل تخلف عن حرب الجمل ؟

السؤال المتقدم هل شارك مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام جميع حروبه أم شاركه في بعضها ؟
لا إشكال أنه شهد صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام و تفانى في ذلك حتى قتل حشوباً ؛ و لكن هل شارك في حرب الجمل مع أمير المؤمنين عليه السلام كما في حرب صفين ، أم أنه تخلف عنه ؟ و هل عتب عليه أمير المؤمنين عليه السلام و أنبه على ذلك ؟ ربما يقال بالأول و ربما يقال بالثاني .
وكان الأساس و المدرك للقول الثاني و هو دعوى عدم حضوره الجمل و موقفه المشين من ذلك هو :
أولاً : ما رواه نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفين ( قال نصر : عن سيف ، حدثني إسماعيل بن أبي عميرة ، عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود : أن سليمان بن صرد الخزاعي دخل على علي بن أبي طالب بعد رجعته من البصرة فعاتبه و عذله و قال له : ارتبت و تربصت و راوغت ، و قد كنت من أوثق الناس في نفسي ، و أسرعهم فيما أظن إلى نصرتي فما قعد بك عن أهل بيت نبيك ، و ما زهدك في نصرهم ؛ فقال يا أمير المؤمنين لا تردن الأمور على أعقابها ، و لا تؤنبني بما مضى منها ، و استبق مودتي يخلص لك نصيحتي ، و قد بقيت أمور تعرف فيها وليّك من عدوك) 34 .
هذا هو النص في إشاعة عدم مشاركة سليمان بن صرد في واقعة الجمل و عتب الإمام عليه ، و يعطي صورة مشوهة عن سليمان بن صرد ، و قد اعتمد على هذا النص جل من تأخر عن نصر بن مزاحم كالطبري و ابن الأثير و ابن أبي الحديد و ابن أعثم الكوفي و غيرهم .
و حينئذ لابد من دراسة هذا النص من حيث السند حتى نعرف قيمة متنه .

1 ـ نصر و كتابه " وقعة صفين "

نصر بن مزاحم و إن كان ( مستقيم الطريقة صالح الأمر غير أنه يروي عن الضعفاء ) 35 .
إلاَّ أن الشك في كتابه هذا المطبوع المنتشر ، هل هو نفس ذلك الكتاب الذي له أم لا ؟ قال الأستاذ السيد الخوئي ( قدس ) في رده لهذه الرواية ( … على أنه لم يثبت كون هذا الكتاب عن نصر بن مزاحم بطريق معتبر ) 3 .

2 ـ سيف

و هو سيف بن عُمر التميمي البُرجُمي ، و يقال السعدي ، و يقال الضبي ، و يقال الأسدي ، الكوفي صاحب كتاب ( الردة و الفتوح ) .
اتفقت كلمة علماء الجرح و التعديل من الخاصة و العامة على ضعفه و كذبه و زندقته .
قال يحيى بن معين : ضعيف الحديث . و قال أيضاً : فَلْس خير منه 36 .
و قال أبو حاتم : متروك الحديث 37 .
و قال أبو داود : ليس بشيء 38 .
و قال النسائي و الدارقنطي : ضعيف 39 .
و قال ابن حِبَّان : من أهل البصرة اتهم بالزندقة … يروي الموضوعات عن الأثبات . و قال أيضاً : قالوا إنه يضع الحديث و كان قد اتهم بالزندقة 40 .
و قال أبو زرعة الرازي : ضعيف الحديث 41 .
و ذكره العقيلي في الضعفاء 42 .
و ذكره ابن الجوزي في الضعفاء 43 و قال و ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال : و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق 44 .
و أما الشيعة : فقد ألف فيه العلامة السيد مرتضى العسكري كتابين في موضوعاته و مختلقاته : 1 ـ بعنوان ( عبد الله بن سبأ و أساطير أخرى ) في مجلدين . 2 ـ خمسون و مائة صحابي مختلق ، في مجلدين . و قد طبع كل من الكتابين .
و يكفي في سقوط هذه الرواية وجود سيف بن عمر فيها و لعلها أحد مختلقاته ، فإنه مغرم بالوضع و الاختلاق ضد أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و محبيه و إلصاق التهم بهم و التقصير في حقهم ، و كيل المدح و الثناء لعدوهم .
بالإضافة إلى أن بقية رجال السند لم تثبت وثاقتهم ، مع الإختلاف في أسمائهم فهل إسماعيل بن أبي عمير أو أبي عمرة ؟ و عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود كما في المصدر ، أو عبد الرحمن بن عبد بن الكنود كما في رجال الطوسي أو عبد الرحمن بن أبي عبيد كما في هامش رجال الطوسي أو عبد الرحمن بن عبيد أبو الكنود كما في مستدركات علم الرجال رقم 7719 و الأمالي للشيخ المفيد ص 129 ، أو عبد الرحمن بن عبيد بن الكنود كما في أمالي المفيد أيضاً ص 127 ؟ فهذا الإختلاف في اسمه مما يكشف عن مجهوليته .
و مع هذا لم يوثق أحد منهم .
و ذكر هذه الرواية أو قريب منها أحمد بن أعثم الكوفي 45 المتوفى 314هـ لكن السند غير نقي بل المؤلف لم تثبت وثاقته .
فالنتيجة : أن هذه الرواية ساقطة سنداً فتسقط دلالة و مضموناً .
رأي الشيخ المفيد :
يرى الشيخ المفيد ( قدس سره ) المتوفي 413هـ في كتابه ( النصرة لسيد العترة ) أن سليمان بن صرد الخزاعي من الأشخاص الذين بايعوا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وثبتوا وشهدوا مشاهده كلها ، فبعد أن ذكر 27 نفراً ممن بايعوا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وذكر سليمان تحت الرقم 10 منهم قال :
( ممن كانوا بالمدينة عند قتل عثمان ، و أطبقوا على الرضا بأمير المؤمنين عليه السلام فبايعوه على حرب من حارب و سلم من سالم ، و أن لا يُولوا في نصرته الأدبار ؛ فحضروا مشاهده كلها ، لا يتأخر عنه منهم أحد حتى مضى الشهيد منهم على نصرته ، و بقي المتأخر منهم على حجته ، حتى مضى أمير المؤمنين عليه السلام لسبيله…) 46 .
فهذا صريح أن سليمان بن صرد ممن شهد جميع حروب أمير المؤمنين عليه السلام بما فيها حرب الجمل .
رأي الطوسي :
ثانياً : أن المدرك للقول بعد حضوره واقعة الجمل هو أن الشيخ الطوسي ذكر سليمان بن صرد في أصحاب علي عليه السلام رقم ( 597 ) قال :
( المتخلف عنه يوم الجمل المروي عن الحسن عليه السلام أو المروي على لسانه كذباً في عذره في التخلف ) 47 .
هذا الكلام من الشيخ الطوسي هل يفهم منه أن سليمان بن صرد قد تخلف فعلاً عن الإمام عليه السلام في يوم الجمل ؟ أو أن الشيخ الطوسي يكذب تخلفه و الإعتذار المروي عنه أو عن الإمام الحسن عليه السلام ؟
قبل أن ندخل في الجواب نقول : من المطمأن به هو أن الشيخ الطوسي اعتمد في ذلك على رواية نصر بن مزاحم المتقدمة .
رأي التستري :
يرى المحقق الشيخ محمد تقي التستري أن سليمان بن صرد الخزاعي قد تخلف عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في حرب الجمل و دافع عن ذلك ، كما فهم من كلام الطوسي أنه يرى ذلك أيضاً و اعتمد في ذلك :
1 ـ على رواية نصر المتقدمة و قال معلقاً على كلام صاحب ( تنقيح المقال ) : ( ليته راجع صفين نصر حتى يرى تصديق قول الشيخ : فروى عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود أن سليمان دخل على علي عليه السلام بعد رجعته ….. ) 48 .
2 ـ غَلّط بن الأثير الجزري في كلامه أن سليمان بن صرد حضر مع أمير المؤمنين عليه السلام مشاهده كلها.
3 ـ و قال التستري : ( و قول رجال الشيخ " المروي عن الحسن ـ أو المروي على لسانه ـ كذباً في عذره في التخلّف " كأنه إشارة إلى ما نقلناه من صفين نصر : من ذكره معاذير عند الحسن عليه السلام …) 49 .
فهو يفهم من كلام الطوسي أن رأي الطوسي هو أن سليمان قد تخلف في حرب الجمل .

الجواب

1 ـ صريح كلام التستري أنه هو و من قبله الشيخ الطوسي في رجاله اعتمد على رواية نصر ـ المتقدمة ـ .
2 ـ قد تقدم الحديث عن سندها حيث رواها نصر عن سيف بن عمر التميمي الكذاب الوضاع .
3 ـ مع الأسف الشديد كيف بمثل هذا المحقق يعتمد على مثل هذه الرواية الساقطة و يرد بها على الشيخ المامقاني و يتعجب من عدم مراجعته لها ؟؟
4 ـ أن تغليطه لابن الأثير في غير محله ؛ فإن ابن الأثير لم يكن هو وحده الذي قال بذلك بل تقدم عن الشيخ المفيد و يأتي عن ابن سعد في الطبقات و غيرها .
فهذا الرأي لا يمكن المساعدة عليه .
رأي السيد الخوئي :
1 ـ يرى الأستاذ السيد الخوئي أنه لم يثبت تخلف سليمان بن صرد في واقعة الجمل .
2 ـ يفهم الأستاذ السيد الخوئي ( قدس ) من كلام الشيخ الطوسي ـ المتقدم ـ خلاف ما يراه المحقق التستري ، و أن كلام الطوسي ينفي تخلف سليمان و ما روي في ذلك أو في الإعتذار عن التخلف فهو كذب ، قال : ( و أما تخلفه عن أمير المؤمنين عليه السلام في وقعة الجمل فهو غير ثابت ، و لعل ذلك كان لعذر أو بأمر من أمير المؤمنين عليه السلام ، فإن ما روى عن كتاب صفين لنصر بن مزاحم …. من عتاب أمير المؤمنين عليه السلام ، و عذله سليمان بن صرد في قعوده عن نصرته بعد رجوعه عليه السلام من حرب الجمل ، لا يمكن تصديقه لأن عدة من رواته لم تثبت وثاقتهم على أنه لم يثبت كون هذا الكتاب عن نصر بن مزاحم بطريق معتبر ؛ فلعل القصة مكذوبة عليه كما احتمله الشيخ ـ قدس سره ـ ) 3 .
فالسيد الأستاذ يرى تخلف سليمان عن نصرة أمير المؤمنين عليه السلام في حرب الجمل غير ثابت ، كما أنه يفهم من كلام الشيخ الطوسي أن الطوسي يحتمل كذب هذه القصة .
و هذا الكلام متين جداً .
و قال ابن سعد : ( و شهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام الجمل و صفين ) 20 .
و قال أيضاً : ( صحب النبي صلى الله عليه ( و آله ) و سلم و نزل الكوفة ، و شهد مع علي رضي الله عنه مشاهده … ) 50 .
و قال ابن الأثير الجزري : ( شهد مع علي بن أبي طالب مشاهده كلها ) 51 .
و قال المامقاني : ( و ما قاله الشيخ في الرجال : من تخلفه عن الجمل لم أقف عليه ، بعد فضل التتبع منه على عين و لا أثر ) 52 .
النقطة الثالثة : تخلفه عن نصرة الإمام الحسين
يرى كثير من المؤرخين أنه تخلف عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام : اختياراً أو خوفاً أو تردداً ، أو شكاً أو وقوفاً . أي بلا عذر : مثل ابن الأثير الجزري ، و ابن حجر ، و ابن عبد البر ، و الطبرى و غيرهم .
و ممن تحمس لذلك المحقق التستري تبعاً للطبري في تاريخه و دافع عنه ورد على الشيخ المامقاني و قال ( و فيه اتفقت كلمة الخاصة و العامة من تخلف هذا عن نصرة الحسين عليه السلام بدون عذر ) 53 .

و استدل على ذلك

1 ـ بخطبة سليمان التي نقلها من البحار عن ابن نما و فيها ( أما بعد فقد ابتلين بطول العمر و التعرض للفتن … و كنا مغرمين بتزكية أنفسنا و مدح شيعتنا ، حتى بلى الله خيارنا فوجدنا كذابين في نصر ابن بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و لا عذر دون أن تقتلوا قاتليه ، فعسى ربنا أن يعفو عنا … ) 54 .
و الجواب أنه في بعض المصادر التاريخية مثل الكامل لابن الأثير و الفتوح لابن أعثم نقل هذا الكلام عن المسيب بن نَجَبة .
2 ـ بالنصوص التي نقلها من تاريخ الطبري عن أبي مخنف .
3 ـ بما قاله سليمان بن صرد مع أصحابه عندما ذهبوا إلى قبر أبي عبد الله الحسين لزيارته و الندم على عدم شهادتهم معه .
4 ـ نقل خطبة سليمان عند لقاء العدو و فيها : فإذا لقيتموهم فاصدقوهم و اصبروا إن الله مع الصابرين … و نادى عباد الله من أراد البكور إلى ربه و التوبة من ذنبه و الوفاء بعهده فإليَّ ثم كسر جفن سيفه … ) 55 .
الجواب :
1 ـ إن هذا الحماس و الإصرار من المحقق التستري ( قدس سره ) و دعوى الاتفاق من الخاصة في غير محله ولم يصرح أحد من الخاصة من المتقدمين بل و المتأخرين أيضاً على هذا . نعم العامة الأمر كما ذكر و قد تقدم رأيهم في ذلك .
2 ـ ما تقله من خطب لسليمان و أصحابه وكلامهم من الندم و التوبة و إن كان ظاهره ـ كما ذكره ـ إلا أنه لا يدل على خصوص سليمان بن صرد فإن أصحابه و إن كان أكثرهم لغير عذر إلا أن البعض منهم لعذر و لعل سليمان من المعذورين ؛ فإن هذه الحالة من الندم و التعرض لمناجات المولى و التأسف على مصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام تحصل حتى لمن لم يتمكن من الحضو في ذلك الوقت .
3 ـ إنه لا مانع من أن يحكي سليمان حال أصحابه المقصرين حقيقة على لسانه و هو يرى نفسه كأحدهم من باب التواضع أو عدم التوفيق لأن يرزق الشهادة مع الإمام الحسين عليه السلام .
4 ـ إنه لا مانع لأصحابه أن يجعلوه أميرهم و رئيساً لهم و إن كان هو معذوراً عند شهادة الإمام الحسين عليه السلام .
5 ـ إن استقامته و هديه و صلاحه في حياة أمير المؤمنين عليه السلام و تفانيه في محبة الإمام علي عليه السلام لا يتناسب مع تخلفه عن الإمام الحسين عليه السلام .
6 ـ إن كلام الشيخ المفيد المتقدم حول الأشخاص 27 نفراً الذين بايعوا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام و شهد لهم الشيخ المفيد بالإستقامة و التفاني و منهم سليمان لا يتناسب مع دعوى تخلفه عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام و بدون عذر .
7 ـ إن موقعه الإجتماعي و الديني أيضاً لا ينسجم مع تخلفه هذا ، فإن النصوص ذكرت : أنه شيخ الشيعة في العراق ، و شريف في قومه ، و كان خيّراً فاضلاً ، ذو دين و عبادة ، و غيرها مما تقدم .
كل ذلك لا يناسب تخلفه عن إمامه بدون عذر .

القائلون أنه معذور

1 ـ الشيخ عبد الله المامقاني في تنقيح المقال قال :
( ما قاله ابن الأثير من تخلفه عن نصرة الحسين عليه السلام من سهوه ، ضرورة أن ممّا اتفقت عليه كتب السير و الأخبار أن ابن زياد أطلع على مكاتبة أهل الكوفة الحسين عليه السلام حبس 4500 رجل من التوابين من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و أبطاله الذين جاهدوا معه ، منهم سليمان هذا ) 56 .
2 ـ الشيخ علي النمازي الشاهرودي المتوفى 1405هـ قال :
( وهذه المكاتبة وقعت في داره ، ثم عجز عن نصره ، فخرج مع التوابين و سموه أمير التوابين …
و ابن زياد لما اطلع على مكاتبة أهل الكوفة إلى الحسين عليه السلام حبس 4500 من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و أبطاله ، منهم سليمان هذا و إبراهيم الأشتر و صعصعة و أمثالهم ولم يكن لهم سبيل إلى نصرة الحسين عليه السلام لأنهم كانوا مقيدين مغلولين في الحبس إلى أن سقط يزيد في الهاوية و شاع ذلك ، و كان ابن زياد في البصرة ، و ثبت الشيعة على دار ابن زياد و نهبوا أمواله و قتلوا غلمانه ، و كسروا حبسه و أخرجوهم من الحبس تهيؤوا لطلب الثأر ) 57 .

مصادر ترجمة سليمان بن صرد

1 ـ رجال الكشي أبو عمر الكشي ، رقم 69 في ترجمة جندب بن زهير .
2 ـ رجال الطوسي الشيخ الطوسي ، في أصحاب رسول الله رقم 255 و في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام رقم 597 و في أصحاب الحسن عليه السلام رقم 936 ط النجف.
3 ـ الارشاد للشيخ المفيد ج 2 ص 136 طبع مؤسسة آل البيت .
4 ـ إعلام الورى للطبرسي ص 222 .
5 ـ أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج 7 ص298 طبع دار التعارف .
6 ـ معجم الثقات ص 281 .
7 ـ معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج 8 ص 270 طبع قم .
8 ـ أصحاب أمير المؤمنين محمد هادي الأميني ج 1 ص 264 .
9 ـ قاموس الرجال للشيخ محمد تقي التستري ج 5 ص 277 رقم 3391 طبع مؤسسة دار النشر الإسلامي ـ قم .
10 ـ البحار للعلامة المجلسي ج 45 ص 355 طبع الجديد .
11 ـ مستدركات علم الرجال للنمازي ج 4 ص 137 طبع قم ..
12 ـ النصرة لسيد العترة في حرب البصرة للشيخ المفيد ص 108 طبع دار المفيد .
13 ـ الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 6 ص 204 و 210 و 213 طبع دار الأضواء .
14 ـ موسوعة الإمام علي بن أبي طالب لمحمدي ري شهري ج 12 ص 149 رقم 44 دار الحديث .
15 ـ نقد الرجال للسيد مصطفى التفريشي ج2 ص 365 رقم 2412 طبع مؤسسة آل البيت .
16 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ج 4 ص 292 و ج 6 ص 25 .
17 ـ الثقات لابن حبان ج 1 ص 330 رقم 529 طبع دار الكتب العلمية .
18 ـ المعجم الكبير للطبراني ج 7 رقم الترجمة 2531 طبع 2 الموصل .
19 ـ تهذيب الكمال للمزي ج 11 ص 454 رقم 2531 طبع مؤسسة الرسالة .
20 ـ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 210 رقم 1061 طبع دار الكتب العلمية .
21 ـ الاصابة لابن حجر العسقلاني ج 3 ص 144 رقم 3470 طبع دار الكتب العلمية .
22 ـ تاريخ الطبري للطبري ج 5 في مواضع متعددة وج 6 .
23 ـ المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 3 ص 530 طبع دار الكتب العلمية .
24 ـ تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ج 4 ص 200 طبع بيروت على حيدر آباد .
25 ـ تقريب التهذيب لابن حجر ص 409 رقم 2589 طبع دار العاصمة .
26 ـ الجرح والتعديل للرازي ج 4 ص 123 .
27 ـ ذكر أسماء التابعين ج 2 ص 94 .
28 ـ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 1 ص 215 طبع دار الكتب العلمية .
29 ـ معجم الصحابة ج 1 ص 288 .
30 ـ وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 6 و 205 و 313 و 400 و 519 .
و الحمد لله رب العالمين .

لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:

  • 1. تهذيب الكمال ج 11 ص 455 ـ 456 .
  • 2. a. b. رجال الكشي رقم 124 .
  • 3. a. b. c. معجم رجال الحديث ج 8 ص 271 .
  • 4. الطبقات الكبرى لابن سعد ج 4 ص 292 .
  • 5. الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 25 .
  • 6. الاستيعاب ج 2 ص 210 رقم الترجمة 1061 .
  • 7. انظر : البحار ج 45 ص 355 ، و كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج 6 ص 204 و 210 و 213 .
  • 8. معجم رجال الحديث ج 8 ص 271 رقم 5459 .
  • 9. انظر : أسد الغابة ج 3 ص 124 ، الإصابة ج 4 ص 18 رقم 4577 ، الاستيعاب ج 3 ص9 رقم 1489 ، تهذيب الكمال ج 14 ص 326 رقم 3177 .
  • 10. معجم رجال الحديث ج 10 ص 119 رقم 6721 .
  • 11. البحار ج 45 ص 355 .
  • 12. المناقب ج 1 ص 110 .
  • 13. انظر : الاستيعاب لابن عبد البر ترجمة 1061 ، و الإصابة لابن حجر رقم الترجمة 3470 ، و أسد الغابة لابن الأثير رقم الترجمة 2231 ، تهذيب الكمال للمزي رقم 2531 ، و الطبقات لابن سعد ج 4 ص 292 ، تقريب التهذيب ص 409 رقم 258 .
    و انظر : البخاري و مسلم و ابن ماجة و سنن النسائي و سنن أبي داود و الجامع للترمذي و غيرها فإنهم أخرجوا روايتين عن النبي صلى الله عليه و آله .
  • 14. الجرح و التعديل ج 4 ص 123 .
  • 15. سير أعلام النبلاء ج 3 ص 394 .
  • 16. الثقات لابن حبان ج 3 ص 160 .
  • 17. ذكر أسماء التابعين ج 2 ص 94 .
  • 18. تاريخ بغداد ج 1 ص 215 .
  • 19. معجم الصحابة ج 1 ص 288 .
  • 20. a. b. الطبقات لابن سعد ج 4 ص 292 .
  • 21. الاكمال لابن ماكولا ج 2 ص 163 .
  • 22. مناقب آل أبي طالب ج3 باب حرب الجمل ص178 ، و البحار ج33 ص118 .
  • 23. الطبقات الكبرى ج6 ص216 .
  • 24. الإصابة ج6 ص234 رقم 8442 .
  • 25. البحار ج44 ص333 .
  • 26. البحار ج44 ص381 .
  • 27. البحار ج45 ص355 و359 و361 .
  • 28. البحار ج45 ص355 .
  • 29. الكامل في التاريخ لابن الأثير : ج 3 ص 486 ـ 490 ط2 لدار الكتب العالمية .
  • 30. نقد الرجال ج 3 ص 377 رقم 5289 . و في الهامش عن رجال الشيخ : ابن نجبة .
  • 31. معجم رجال الحديث ج18 ص 162 رقم 12363 .
  • 32. مستدركات علم الرجال ج 7 ص 421 .
  • 33. تقريب التهذيب ص 944 رقم 6722 ، تهذيب التهذيب ج 10 ص 154 ، تهذيب الكمال ج 27 ص 589 رقم 5972 .
  • 34. وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 6 .
  • 35. رجال النجاشي ج 2 ص 384 رقم 1149 .
  • 36. تهذيب الكمال 12 ص 326 رقم 2676 ، الكامل لابن عدي ج 4 ص 507 رقم 851 .
  • 37. الجرح و التعديل رقم الترجمة 1198 ، تهذيب الكمال ج 12 ص 326 .
  • 38. تهذيب الكمال ج 12 ص 326 .
  • 39. الضعفاء و المتروكين للنسائي رقم 256 ، الضعفاء و المتروكين للدارقنطي رقم 283 .
  • 40. المجروحين لابن حبان ج 1 ص 346 .
  • 41. هامش تهذيب الكمال ج 12 ص 327 .
  • 42. الضعفاء الكبير للعقيلي ج 2 ص 175 رقم 694 .
  • 43. الضعفاء و المتروكين ج 2 ص 35 رقم 1594 .
  • 44. الكامل في الضعفاء ج 4 ص 508 رقم 851 .
  • 45. كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 492 .
  • 46. النصرة لسيد العترة في حرب البصرة ص 108 ـ 109 .
  • 47. رجال الطوسي رقم ( 597 ) ص 43 .
  • 48. قاموس الرجال ج 5 ص 279 .
  • 49. نفس المصدر .
  • 50. الطبقات لابن سعد ج 6 ص 25 .
  • 51. أسد الغابة ج 2 ص 548 رقم 2231 .
  • 52. قاموس الرجال ج 5 ص 278 .
  • 53. قاموس الرجال ج 5 ص 280 .
  • 54. البحار ج 45 ص 355 و عنه في قاموس الرجال .
  • 55. قاموس الرجال ج 2 ص 281 ـ 282 .
  • 56. قاموس الرجال ج 5 ص 279 ـ 280 .
  • 57. مستدركات علم الرجال ج 4 ص 137 ـ 138 .