الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

زيارة أمير المؤمنين ليلة المبعث ويومه

من الزيارات المخصوصة لأمير المؤمنين عليه السلام زيارة ليلة المبعث ويومه وهو اليوم السابع والعشرون من رجب وقد وردت فيه ثلاث زيارات :

الأولى :

الزيارة الرجبية: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ ... ، وقد سلفت في أعمال رجب وهي زيارة يزار بها كلُّ من المشاهد المشرفة في شهر رجب وقد عدَّها صاحب كتاب (المزار القديم) والشيخ محمد ابن المشهدي من زيارات ليلة المبعث المخصوصة وقالا : صلِّ بعدها للزيارة ركعتين ثم ادع بما شئت 1.

الثانية :

زيارة التي قد جعلها العلامة المجلسي الزيارة السابعة من الزيارات المطلقة في كتاب التحفة 2. قال صاحب (المزار القديم) إنها تخص الليلة السابعة والعشرين من رجب ونحن أيضاً قد جرينا على ذلك في كتاب (هدية الزائر):

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا اَلْأَئِمَّةِ وَ مَعْدِنَ اَلْوَحْيِ وَ اَلنُّبُوَّةِ وَ اَلْمَخْصُوصَ بِالْأُخُوَّةِ

اَلسَّلاَمُ عَلَى يَعْسُوبِ اَلدِّينِ وَ اَلْإِيمَانِ وَ كَلِمَةِ اَلرَّحْمَنِ وَ كَهْفِ اَلْأَنَامِ

اَلسَّلاَمُ عَلَى مِيزَانِ اَلْأَعْمَالِ وَ مُقَلِّبِ اَلْأَحْوَالِ وَ سَيْفِ ذِي اَلْجَلاَلِ

اَلسَّلاَمُ عَلَى صَالِحِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ وَارِثِ عِلْمِ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلْحَاكِمِ يَوْمِ اَلدِّينِ

اَلسَّلاَمُ عَلَى شَجَرَةِ اَلتَّقْوَى وَ سَامِعِ اَلسِّرِّ وَ اَلنَّجْوَى وَ مُنْزِلِ اَلْمَنِّ وَ اَلسَّلْوَى

اَلسَّلاَمُ عَلَى حُجَّةِ اَللَّهِ اَلْبَالِغَةِ وَ نِعْمَتِهِ اَلسَّابِغَةِ وَ نَقِمَتِهِ اَلدَّامِغَةِ

اَلسَّلاَمُ عَلَى إِسْرَائِيلِ اَلْأُمَّةِ وَ بَابِ اَلرَّحْمَةِ وَ أَبِي اَلْأَئِمَّةِ

اَلسَّلاَمُ عَلَى صِرَاطِ اَللَّهِ اَلْوَاضِحِ وَ اَلنَّجْمِ اَللاَّئِحِ وَ اَلْإِمَامِ اَلنَّاصِحِ وَ اَلزِّنَادِ اَلْقَادِحِ

اَلسَّلاَمُ عَلَى وَجْهِ اَللَّهِ اَلَّذِي مَنْ آمَنَ بِهِ أَمِنَ

اَلسَّلاَمُ عَلَى نَفْسِ اَللَّهِ تَعَالَى اَلْقَائِمَةِ فِيهِ بِالسُّنَنِ وَ عَيْنِهِ اَلَّتِي مَنْ عَرَفَهَا يَطْمَئِنُّ

اَلسَّلاَمُ عَلَى أُذُنِ اَللَّهِ اَلْوَاعِيَةِ فِي اَلْأُمَمِ وَ يَدِهِ اَلْبَاسِطَةِ بِالنِّعَمِ وَ جَنْبِهِ اَلَّذِي مَنْ فَرَّطَ فِيهِ نَدِمَ

أَشْهَدُ أَنَّكَ مُجَازِي اَلْخَلْقِ وَ شَافِعُ اَلرِّزْقِ وَ اَلْحَاكِمُ بِالْحَقِّ بَعَثَكَ اَللَّهُ عَلَماً لِعِبَادِهِ فَوَفَيْتَ بِمُرَادِهِ وَ جَاهَدْتَ فِي اَللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ فَصَلَّى اَللَّهُ عَلَيْكُمْ وَ جَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ اَلنَّاسِ تَهْوِي إِلَيْكُمْ فَالْخَيْرُ مِنْكَ وَ إِلَيْكَ عَبْدُكَ اَلزَّائِرُ لِحَرَمِكَ اَللاَّئِذُ بِكَرَمِكَ اَلشَّاكِرُ لِنِعَمِكَ قَدْ هَرَبَ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ رَجَاكَ لِكَشْفِ كُرُوبِهِ فَأَنْتَ سَاتِرُ عُيُوبِهِ فَكُنْ لِي إِلَى اَللَّهِ سَبِيلاً وَ مِنَ اَلنَّارِ مَقِيلاً وَ لِمَا أَرْجُو فِيكَ كَفِيلاً أَنْجُو نَجَاةَ مَنْ وَصَلَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ وَ سَلَكَ بِكَ إِلَى اَللَّهِ سَبِيلاً فَأَنْتَ سَامِعُ اَلدُّعَاءِ وَ وَلِيُّ اَلْجَزَاءِ عَلَيْنَا مِنْكَ اَلسَّلاَمُ وَ أَنْتَ اَلسَّيِّدُ اَلْكَرِيمُ وَ اَلْإِمَامُ اَلْعَظِيمُ فَكُنْ بِنَا رَحِيماً يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اَللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

الثالثة :

زيارة أوردها الشيخ المفيد والسيد والشهيد بهذه الكيفية : إذا أردت زيارة الأمير عليه‌السلام في ليلة المبعث أو يومه فقف على باب القُبَّة الشريفة مقابل قبره عليه‌السلام وقل :

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَبْدُ الله وَأَخُو رَسُولِهِ وَأَنَّ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ الله عَلى خَلْقِهِ.

ثم ادخل وقف عند القبر مستقبلاً القبر والقبلة بين كتفيك وكبر الله مائة مرة وقل :

السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ آدَمَ خَلِيفَةِ اللهِ

السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ نُوحٍ صَفْوَةِ اللهِ

السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ

السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللهِ

السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عِيْسى رُوحِ اللهِ

السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ رُسُلِ اللهِ

السَّلامُ عَلَيكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ

السَّلامُ عَلَيكَ يا أمامَ المُتَّقِينَ

السَّلامُ عَلَيكَ يا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ

السَّلامُ عَلَيكَ يا وَصِيَّ رَبِّ العالَمِينَ

السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عِلْمِ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ

السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَبَأُ العَظِيمُ

السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الصِّراطُ المُسْتَقِيمُ

السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها المُهَذَّبُ الكَرِيمُ

السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الوَصِيُّ التَّقِيُّ

السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ

السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها البَدْرُ المُضِيُ

السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الاَكْبَرُ

السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الفارُوقُ الأعْظَمُ

السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ

السَّلامُ عَلَيكَ يا أمامَ الهُدى

السَّلامُ عَلَيكَ يا عَلَمَ التُّقى

السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ الله الكُبْرى

السَّلامُ عَلَيكَ يا خاصَّةَ الله وَخالِصَتَهُ وَأَمِينَ الله وَصَفْوَتَهُ وَبابَ الله وَحُجَّتَهُ وَمَعْدِنَ حُكْمِ اللهِ وَسِرَّهُ وَعَيْبَةَ عِلْمِ الله وَخازِنَهُ وَسَفِيرَ الله فِي خَلْقِهِ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنِ الله وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ الله وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُ الله وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ وَنَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صابِراً مُحْتَسِباً مُجاهِداً عَنْ دِينِ الله مُوَقِّياً لِرَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طالِباً ماعِنْدَ الله راغِباً فِيما وَعَدَ الله وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً ، فَجَزاكَ الله عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإسلامِ وَأَهْلِهِ مِنْ صِدِّيقٍ أَفْضَلَ الجَزاءِ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ أَوَّلَ القَوْمِ إِسْلاماً وَاََخْلَصَهُمْ إِيماناً وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً وَأَخْوَفَهُمْ للهِ وَأَعْظَمَهْم عَناءِ وَأَحْوَطَهُمْ عَلى رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَفْضَلَهُمْ مَناقِبَ وَأَكْثَرَهُمْ سَوابِقَ وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَأَكْرَمَهُمْ عَليْهِ ؛ فَقَوِيْتَ 3 حِينَ وَهَنُوا وَلَزَمْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَشْهَدُ 4 أَنَّكَ كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقاً لَمْ تُنازَعْ بِرَغْمِ المُنافِقِينَ وَغَيْظِ الكافِرِينَ وَضِغْنِ الفاسِقِينَ وَقُمْتَ بِالأمْرِ حِينَ فَشِلُوا وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا وَمَضَيْتَ بِنُورِ الله إِذْ وَقَفُوا ، فَمَنْ اتَّبَعَكَ فَقَدْ اهْتَدى 5 ، كُنْتَ أَوَّلَهُمْ كَلاما وَأَشَدَّهُمْ خِصاما وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً َوَ أَسَدَّهُمْ رَأْياً وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَأَكْثَرَهُمْ يَقِيناً وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً وَأَعْرَفَهُمْ بِالاُمُورِ ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبا رَحِيماً إِذْ صارُوا عَلَيكَ عِيالاً فَحَمَلْتَ أَثْقالَ ماعَنْهُ ضَعُفُوا وَحَفِظْتَ ماأَضاعُوا وَرَعَيْتَ ما أَهْمَلُوا وَشَمَّرْتَ إِذْ جَبَنُوا 6 وَعَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا ، كُنْتَ عَلى الكافِرِينَ عَذاباً صَبّاً وَغِلْظَةً وَغَيْظاً وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثاً وَخِصْباً 7 وَعِلْماً ، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ ، كُنْتَ كَالجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ العَواصِفُ وَلا تُزِيلُهُ القَواصِفُ. كُنْتَ كَما قالَ رَسُولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قَوِياً فِي بَدَنِكَ مُتَواضِعاً فِي نَفْسِكَ عَظِيماً عِنْدَ الله كَبِيراً فِي الأَرضِ جَلِيلاً فِي السَّماء لَمْ يَكُنْ لاَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ وَلا لِقائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ وَلا لِخَلْقٍ فِيكَ مَطْمَعٌ وَلا لأحَدٍ عِنْدَكَ هَوادَةٌ يُوجَدُ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِياً عَزِيزاً حَتّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ وَالقَوِيُّ العَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفاً 8 حَتّى تَأْخُذَ مِنْهُ الحَقَّ القَرِيبُ وَالبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذلِكَ سَواءٌ ، شَأْنُكَ الحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَعَزْمٌ وَرأْيُكَ عِلْمٌ وَحَزْمٌ 9. إعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ وَسَهُلَ بِكَ العَسِيرُ وَأُطْفِئَتْ بِكَ النِّيرانُ 10 وَقَوِيَ بِكَ الإيمانُ وَثَبَتَ بِكَ 11 الإسْلامُ ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأنامُ ، فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ خالَفَكَ وَلَعَنَ الله مَنِ افْتَرى عَلَيكَ وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ وَغَصَبَكَ حَقّكَ وَلَعَنَ الله مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، إِنَّا إِلى الله مِنْهُمْ بُراءُ لَعَنَ الله اُمَّةً خالَفَتْكَ وَجَحَدَتْ وِلايَتَكَ وَتَظاهَرَتْ عَلَيكَ وَقَتَلَتْكَ وَحادَتْ عَنْكَ وَخَذَلَتْكَ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْواهُمْ وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ.

أَشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ الله وَوَلِيَّ رَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله بِالبَلاغِ وَالأداءِ 12

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِيبُ 13 اللهِ وَبابُهُ وَأَنَّكَ جَنْبُ 14 الله وَوَجْهُهُ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتى وَأَنَّكَ سَبِيلُ الله وَأَنَّكَ عَبْدُ الله وَأَخُو رَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله

أَتَيْتُكَ زائِراً لِعَظِيمِ حالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ الله وَعِنْدَ رَسُولِهِ مُتَقَرِّباً إِلى الله بِزِيارَتِكَ راغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ ، أَبْتَغِي بِشَفاعَتِكَ خَلاصَ نَفْسِي مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ هارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرِي فَزِعاً إِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبِّي

أَتَيْتُكَ اسْتَشْفِعُ بِكَ يا مَوْلايَ إِلى الله وَأَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَيْهِ لِيَقْضِيَ حَوائِجِي فَاشْفَعْ لِي يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِلى الله فَإِنِّي عَبْدُ الله وَمَوْلاكَ وَزائِرُكَ وَلَكَ عِنْدَ الله المَقامُ المَعْلُومُ وَالجاهُ العَظِيمُ وَالشَّأْنُ الكَبِيرُ وَالشَّفاعَةُ المَقْبُولَةُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى عَبْدِكَ وَأَمِينِكَ الاَوْفى وَعُرْوَتِكَ الوُثْقى وَيَدِكَ العُلْيا وَكَلِمَتِكَ الحُسْنى وَحُجَّتِكَ عَلى الوَرى وَصِدِّيقِكَ الاَكْبَرِ ، سَيِّدِ الأوصياء وَرُكْنِ الأوْلِياء وَعِمادِ الأصْفِياء أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَيَعْسُوبِ المُتَّقِينَ وَقُدْوَةِ الصِّدِّيقِينَ وَإِمامِ الصَّالِحِينَ ، المَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ وَالمَفْطُومِ مِنَ الخَلَلِ وَالمُهَذَّبِ مِنَ العَيْبِ وَالمُطَهَّرِ مِنَ الرَّيْبِ ، أَخِي نَبِيِّكَ وَوَصِيِّ رَسُولِكَ وَالبائِتِ عَلى فِراشِهِ وَالمُواسِي لَهُ بِنَفْسِهِ وَكاشِفِ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ الَّذِي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبوَّتِهِ وَمُعْجِزاً لِرِسالَتِهِ وَدَلالَةً وَاضِحَةً لِحُجَّتِهِ وَحامِلاً لِرايَتِهِ وَوِقايَةً لِمُهْجَتِهِ وَهادياً لأمَّتِهِ وَيَداً لِبَأْسِهِ وَتاجاً لِرَأْسِهِ وَباباً لِنَصْرِهِ وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ ، حَتّى هَزَمَ جُنُودَ الشِّرْكِ بَأَيْدِكِ وَأَبادَ عَساكِرَ الكُفْرِ بِأَمْرِكَ وَبَذَلَ نَفْسَهُ فِي مَرْضاتِكَ وَمَرْضاةِ رَسُولِكَ وَجَعَلَها وَقْفاً عَلى طاعَتِهِ وَمَجِنّا دُونَ نَكْبَتِهِ ، حَتّى فاضَتْ نَفْسُهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله فِي كَفِّهِ وَاسْتَلَبَ بَرْدَها وَمَسَحَهُ عَلى وَجْهِهِ وَأَعانَتْةُ مَلائِكَتُكَ عَلى غُسْلِهِ وَتَجْهِيزِهِ وَصَلّى عَلَيْهِ وَوارى شَخْصَهُ وَقضى دَيْنَهُ وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ وَلَزِمَ عَهْدَهُ وَاحْتَذى مِثالَهُ وَحَفِظَ وَصِيَّتَهُ. وَحِينَ وَجَدَ أَنْصاراً نَهَضَ مُسْتَقِلاً بِأَعْباءِ الخِلافَةِ مُضْطَلِعاً بِأَثْقالِ الإمامةِ فَنَصَبَ رايَةَ الهُدى فِي عِبادِكَ وَنَشَرَ ثَوْبَ الاَمْنِ فِي بِلادِكَ وَبَسَطَ الَعْدَل فِي بَرِيَّتِكَ وَحَكَمَ بِكِتابِكَ فِي خَلِيقَتِكَ وَأَقامَ الحُدُودَ وَقَمَعَ الجُحُودَ وَقَوَّمَ الزَّيْغَ وَسَكَّنَ الغَمْرَةَ وَأَبادَ الفَتْرَةَ وَسَدَّ الفُرْجَةَ وَقَتَلَ النَّاكِثَةَ وَالقاسِطَةَ وَالمارِقَةَ ، وَلَمْ يَزَلْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وَوَتِيرَتِهِ وَلُطْفِ شاكِلَتِهِ وَجَمالِ سِيرَتِهِ ، مُقْتَدِياً بِسُنَّتِهِ مُتَعَلِّقاً بِهِمَّتِهِ مُباشِراً لِطَريِقَتِهِ وَأَمْثِلَتُهُ نَصْبُ عَيْنَيْهِ يَحْمِلُ عِبادَكَ عَلَيْها وَيَدْعُوهُمْ إِلَيْها إِلى أَنْ خُضِّبَتْ شَيْبَتُهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ.

اللّهُمَّ فَكَما لَمْ يُؤْثِرْ فِي طاعَتِكَ شَكّا عَلى يَقِينٍ وَلَمْ يُشْرِكْ بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ ؛ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً يَلْحَقُ بِها دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ فِي جَنَّتِكَ وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاما وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْسانا وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ الجَسِيمِ بَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم قبِّل الضريح وضع خدَّكَ الأيمن عليه ثم الأيسر ومِل إلى القبلة وصل صلاة الزيارة وادع بما بداً لك بعدها وقل بعد تسبيح الزهراء عليها‌السلام :

اللّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِي عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقُلْتَ :﴿ ... وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ... 15

اللّهُمَّ وَإِنِّي مُؤْمِنٌ بِجَمِيعِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ فَلا تَقِفْنِي بَعْدَ مَعِرَفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِي فِيهِ عَلى رِؤُوسِ الاَشْهادِ بَلْ قِفْنِي مَعَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلى التَّصْدِيقِ بِهِمْ اللّهُمَّ وَأَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَأَمَرْتَنِي بِاتِّباعِهِمْ اللّهُمَّ وَإِنِّي عَبْدُكَ وَزائِرُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِزِيارَةِ أَخِي رَسُولِكَ وَعَلى كُلِّ مَأْتِيٍّ وَمَزُورٍ ؛ حَقُّ لِمَنْ أَتاهُ وَزارَهُ وَأَنْتَ خَيْرُ مَأتِيٍّ وَأَكْرَمُ مَزُورٍ فَأَسْأَلُكَ يا الله يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا جَوادُ يا ماجِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ وَلَمْ يَتَّخِذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ مِنْ زِيارَتِي أَخا رَسُولِكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُسارِعُ فِي الخَيْراتِ وَيَدْعُوكَ رَغَباً وَرَهَباً وَتَجْعَلَنِي لَكَ مِنَ الخاشِعِينَ.

اللّهُمَّ أِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيارَةِ مَوْلايَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَوِلايَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَيَنْتَصِرُ بِهِ وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ اللّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَتِهِ وَتَوَفَّنِي عَلى دِينِهِ اللّهُمَّ أَوْجِبْ لِي مِنَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ وَالمَغْفِرَةِ وَالاِحْسانِ وَالرِّزْقِ الواسِعِ الحَلالِ الطَيِّبِ ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ 16.

أقول : وروي بسند معتبر أنّ خضراً عليه‌السلام أسرع إلى دار أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم شهادته وهو يبكي ويسترجع فوقف على الباب فقال : رَحِمَكَ الله يا أبا الحَسَنِ كُنْتَ أَوَّلَ القَوْمِ إِسْلاماً وَأَخْلَصَهُمْ إِيْماناً وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً وَأَخْوَفَهُمْ للهِ ، وعدَّ كَثِيراً من فضائله بما يقرب من هذه العبارة الواردة في هذه الزيارة. فمن المناسب أن يزار عليه‌السلام فيه أيضاً بهذه الزيارة 17.

 

 

  • 1. المزار الكبير : 203.
  • 2. تحفة الزائر : 83.
  • 3. قويت : خ ل.
  • 4. أشهد : خ.
  • 5. هُدِيَ ـ خ ـ.
  • 6. جنبوا : خ.
  • 7. الخِصب : البركة.
  • 8. ذليلاً : خ ، وفي المزار والمصباح : ضعيفاً ذليلاً.
  • 9. وجزم ـ خ ـ.
  • 10. وأطفئت النيران : خ.
  • 11. بك : خ.
  • 12. والاداء والنصيحة ـ خ ـ.
  • 13. جنب ـ خ ـ.
  • 14. حبيب ـ خ ـ.
  • 15. القران الكريم: سورة يونس (10)، الآية: 2، الصفحة: 208.
  • 16. مصباح الزائر : 176 ـ 181 ، والمزار : 138 ـ 145.
  • 17. المصدر: مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي قدس سره.