الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

سبب استبصاري مؤلفات الشيخ المفيد

كانت في ذهني صورة قبيحة حول المذهب الشيعي والتشيع من خلال كتب (إحسان الهي ظهير) و(محمد مال الله) و(محب الدين الخطيب)...فتراكمت الصور المشوهة التي ذكرها الكتاب حتى امتلاء قلبي حقدا وكراهية إزاء الشيعة والتشيع فبقيت على هذا الاتجاه حتى أصابني الانزعاج من الشيعة على مختلف توجهاتهم فقمت على أساس ذلك بتأليف كتاب ضد الشيعة بعنوان (الصلة بين الشيعة والغلو).

كلفتني جامعة الإمام( محمد بن سعود) السلفية بتأليف كتاب ضد الشيخ( المفيد ) وهذا ما اوجب عليّ ان أقراء وأتعمق بمجموعة من الكتب الشيعية والسنية وغيرها ومنها كتب الشيخ المفيد، واثناء البحث والتقصي وقع في يدي كتاب (الإمام الصادق) لمؤلفه (محمد أبي زهرة) كان أول كتاب يقدم إلي فرصة النظر من زاوية أخرى إلى الشيعة والتشيع على الرغم من ان الكتاب يحتوي على نقد للمذهب الجعفري، ولكنه كان يتميز بأسلوب موضوعي في مناقشة عقائد الشيعة وكان أسلوبه يختلف عن باقي الكتب التي قراءتها في الجامعة السلفية التي تحتوي على كتب بعيدة عن الموضوعية وعدم الاتزان في محتواها.. قرأت كتب الشيخ المفيد وقطعت مشوارا كبيرا في قراءتها فجذبني المفيد في كتاباته وأسلوبه الخالي من الغلو والتغيير واكتشفت ان الكثير من العلماء لم يتعاملوا مع الإمام علي (عليه السلام) بنفس الصورة التي مع غيره من الصحابة والتابعيين ووجدت في الكثير من الكتب تحيز خاص بالنسبة للصحابة،فتيقنت ان الأمام علي (عليه السلام) مظلوما لم يدافع عنه الكثير من الكتاب والمؤلفين خشية ان يتهموا بالتشيع...وقتها وصلت الى دليل قاطع ان بنو امية هم الذين رسموا جذور هذا الفخ الذي أوقع الكثير من المفكرين الذي ساروا على نهجهم واتبعوا سيرتهم في التعامل مع مذهب آهل البيت (عليهم السلام) واطلعت على المؤامرة التي حاكها هؤلاء ضد أهل النبوة والرسالة..

بعد البحث المطول وإظهار الحقائق والادلة لم أتحمل البقاء في انتمائي السابق فغيرت انتمائي العقائدي واعتنقت المذهب الشيعي سنة (1989) فقمت بتأليف كتاب عن الأمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وأهديته الى من كان السبب في هدايتي وهو الشيخ المفيد (رض) 1.

  • 1. المصدر: الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة.