مجموع الأصوات: 33
نشر قبل 11 شهراً
القراءات: 859

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

معنى الحسن والقبح

معنى الحسن والقبح (في اللغة):

إنّ للحُسن والقبح ـ في اللغة ـ عدّة معان منها :

1 ـ "الحسن" ما هو كمال ، و"القبيح" ما هو نقص .

2 ـ "الحسن" ما يلائم الطبع ، و"القبيح" ما ينافره .

3 ـ "الحسن" ما يوافق المصلحة ، و"القبيح" ما يخالفها .

4 ـ "الحسن" ما يتعلّق به المدح ، و"القبيح" ما يتعلّق به الذم .

وسنشير إلى هذه المعاني في المبحث الرابع من هذا الفصل .

معنى الحسن والقبح (في الاصطلاح العقائدي) :

الفعل الحسن :

التعريف الأوّل: هو الفعل الذي لا يستحق فاعله الذم 1.

التعريف الثاني: هو الفعل الذي يستحق فاعله المدح 2 3.

الفعل القبيح :

هو الفعل الذي يستحق فاعله الذم 4 5.

صلة المدح والذم بالثواب والعقاب الأخروي :

الرأي الأوّل:

إنّ "الفعل الحسن" هو الفعل الذي يستحق فاعله "المدح" ، ولا شكّ أنّ مدح اللّه تعالى يتبعه في الآخرة "إثابة" فاعل الفعل الحسن .

وإنّ "الفعل القبيح" هو الفعل الذي يستحق فاعله "الذم" ، ولا شكّ أنّ ذمّ اللّه تعالى يتبعه في الآخرة "معاقبة" فاعل الفعل القبيح .

ولهذا ذكر أغلب علماء الإمامية في تعريفهم للحسن والقبح :

"الحسن" ما يستحق فاعله المدح عاجلا والثواب آجلا 6.

و"القبيح" ما يستحق فاعله الذم عاجلا والعقاب آجلا 6.

الرأي الثاني:

إنّ الثواب والعقاب الأخروي أمر غير ملازم للحسن والقبح .

لأنّ شرط حصول فاعل الفعل الحسن على "الثواب" هو: إيمانه باللّه وقصده للقربة ونحوها .

وشرط حصول فاعل الفعل القبيح على "العقاب" هو: عدم وجود العفو والشفاعة الإلهية، وعدم مبادرة فاعل القبيح إلى التوبة ونحوها .

فلا ربط للعقاب والثواب بالمدح والذم .

ولهذا قال الشيخ محمّد حسن المظفر :

"إدخال كلمة الثواب والعقاب في تعريفهما [ أي: تعريف الحُسن والقبح ] خطأ ظاهر"7 8.

  • 1. انظر: الذريعة إلى أصول الشريعة ، السيّد المرتضى: ج2 ، باب الكلام في الأفعال ، ص563. المسلك في أصول الدين ، المحقّق الحلّي: النظر الثاني ، البحث الثاني ، ص85. الرسالة السعدية ، العلاّمة الحلّي: القسم الأوّل ، المسألة السادسة ، البحث الأوّل ، ص53.
  • 2. انظر: تقريب المعارف ، أبو الصلاح الحلبي: مسائل العدل ، مسألة في الحسن والقبح ، ص97. قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة ، الركن الأوّل ، البحث الأوّل ، ص 104.
  • 3. بشرط أن يكون الفاعل قاصداً إلى ما يفعل. انظر: تقريب المعارف كما في (المصدر السابق).
  • 4. انظر: المصدر السابق (مصدري تعريف الفعل الحسن).
  • 5. بشرط أن يكون الفاعل عالماً بقبح ما يفعله، أو متمكّناً من العلم به، ولم يكن أي اضطرار إلى فعله. انظر: تمهيد الأصول ، الشيخ الطوسي: فصل في بيان حقيقة الفعل ، وشرح أقسامه: ص 98.
  • 6. a. b. انظر: قواعد المرام ، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة ، الركن الأوّل ، البحث الثاني، ص104. النافع يوم الحشر ، مقداد السيوري: الفصل الرابع : في العدل ، ص 64. إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: مباحث العدل ، مسألة الحسن والقبح ، ص 254.
  • 7. دلائل الصدق ، محمّد حسن المظفر : ج 1 ، المسألة 3 ، المبحث 11 ، المطلب 2 ، ص 363.
  • 8. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.