نشر قبل 5 سنوات
مجموع الأصوات: 44
القراءات: 6459

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

كيف تقولون بالتقية و هي تسبب تعطيل الحدود و الاحكام الالهية؟

نص الشبهة: 

يروي الشيعة: عن علي «رضي الله عنه» أنه لما خرج على أصحابه محزونا يتنفس، قال: (كيف أنتم وزمان قد أظلكم تعطل فيه الحدود ويتخذ المال فيه دولا، ويعادى فيه أولياء اللّه، ويوالى فيه أعداء الله)؟! قالوا: يا أمير المؤمنين فإن أدركنا ذلك الزمان فكيف نصنع؟ قال: (كونوا كأصحاب عيسى «عليه السلام»: نشروا بالمناشير، وصلبوا على الخشب، موت في طاعة اللّه عز وجل خير من حياة في معصية اللّه) (نهج السعادة: 2 / 639). فأين هذا من تقية الشيعة؟!

الجواب: 

التقيّة أصلٌ قرآنيّ وعقلاني ولا يمكن لأحد إنكاره، والآيتان التاليتان أوضح دليل عليه:

  1. ﴿ ... إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ... 1.
  2. ﴿ ... إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ... 2.

ولكن للتقيّة حدود وضوابط، فلو تعرّض أصل الدِّين للزوال أو توقّف الأمر على إحدى الكبائر كإراقة دم المؤمن أو محاربة أولياء الله، فتكون التقيّة حينئذ حراماً، وكلام أمير المؤمنين (عليه السلام) السابق ناظر إلى هذه الموارد التي لا تجوز فيها التقيّة. والجملة التي تقول: « خيرٌ من حياة في معصية الله» ناظرة إلى حدّ التقية.
لقد بسط معاوية سلطانه على جميع البلدان الإسلاميّة بعد ستّة أشهر من هذه الخطبة التي ألقاها أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، حيث قام معاوية بتقريب أصحاب الباطل وأغدق عليهم الأموال الطائلة ولاحق المطالبين بالحقّ والعدل في كلّ الأصقاع وقضى عليهم ، والإمام (عليه السلام) في هذا الزمان يقول حذارَ من أن تكونوا مع معاوية وأصحابه وتشاركوا في جرائمهم، ولذلك فإنّ الشيعة في ذلك الوقت لم يقفوا مع معاوية، رغم كلّ محاولاته لإغرائهم بالمال، أو عن طريق إبادتهم بالقتل الجماعي، كما فعل مع حجر بن عديّ وعمرو الحمق من الصحابة الأجلاّء 3.