الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

غيبة الامام تنافي قاعدة اللطف الالهي . .

نص الشبهة: 

يزعم الشيعة أن وجوب نصب الأئمة يرجع لقاعدة « اللطف » (أي أن الإمامة ـ عندهم ـ كالنبوة ، لطف من الله ، فلا بد أن يكون في كل عصر إمام هادٍ يخلف النبي ، من وظائفه هداية البشر وإرشادهم وتدبير شؤونهم ومصالحهم . . الخ . انظر : « الإمامة والنص » للأستاذ فيصل نور ، ص 290 .) . والعجيب أن إمامهم الثاني عشر اختفى وهو صبي ولم يخرج إلى اليوم ! فأي « لطف » لحقَ المسلمين من جراء نصبه إماماً ؟!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فسيأتي سؤال يشبه هذا السؤال برقم 181 وسؤال آخر برقم 131 . فلا بأس بمراجعة ما ذكرنا في إجابتنا هناك . .
ونكتفي هنا بذكر ما يلي :
أولاً : إن اختفاء الإمام المهدي « عليه السلام » لم يكن قراراً ولا فعلاً إلهياً ، بل كان الناس هم الذين رفضوا الاستجابة للأوامر الإلهية بقبول ما اختاره لهم ، وأصروا على معصية الله تعالى فيه . . وتسببوا هم بحرمان أنفسهم من بركات وجود الإمام .
ولو أنهم رضوا بما اختاره الله لهم ، وأطاعوا الله سبحانه ، فإن الإمام سيظهر ، وسيمارس الوظائف الموكلة إليه ، وسيقوم بالواجبات الملقاة على عاتقه ، كما كان يقوم بواجباته في غيبته . أما ظهوره « عليه السلام » وهم مصممون على قتله ، وليس معه إلا فئة قليلة لا تستطيع الدفاع عن نفسها ، وتعجز عن حمل عبء المسؤولية التي يفرضها ظهوره « عليه السلام » ، فليس فيه فائدة ولا عائدة ، بل فيه الشقاء والعناء ، والمحنة والبلاء . .
ثانياً : إن حال المهدي « عليه السلام » هو نفس حال الأنبياء مع الناس ، فإنهم حين أرادوا قتل عيسى « عليه السلام » وصلبه ، رفعه الله تعالى إليه ، وحرموا أنفسهم من بركات وجوده ، وسيعود إليهم حين يكفون عن مناوأته ، ويأمن جانبهم ، ويتمكن من القيام بواجبه ، وما أوكله الله تعالى إليه .
ثالثاً : بالنسبة لانتفاع الناس بالإمام « عليه السلام » في غيبته نقول :
إن وجود الخضر« عليه السلام » هو الآخر لطف بالناس ، كما أظهرته قصة خرق السفينة ، وإقامة الجدار ، وقتل الفتى . وقد حصل ذلك بحضور نبي الله موسى « عليه السلام » ، ليعرفنا الله تعالى أن لطفه بالناس لا ينحصر بالنبي المعلن بأمره ، بل هناك حجج لله تعالى يمارسون وظائفهم في حفظ عباد الله ، وفي رعايتهم ، دون أن يشعر أحد بوجودهم أصلاً .
ولعل إلى هذا يشير الحديث الشريف المروي عن الإمام الحجة « عليه السلام » : « وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب » 1 .
رابعاً : بالنسبة لكون الإمام الحجة قد اختفى وهو صبي نقول :
إن صغر السن لا يضر الإمام ، ولا ينقص من قدره ، ولا من قدراته .
كما أن صغر سن يحيى لم يضعفه عن القيام بواجباته ، فقد قال تعالى : ﴿ ... وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 2.
وقال تعالى عن بني الله عيسى « عليه السلام » : ﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا 3.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 4 .

  • 1. الإحتجاج للطبرسي ج 2 ص 284 والخرائج والجرائح ج 3 ص 1115 وبحار الأنوار ج 52 ص 92 وج 53 ص 181 و ج 75 ص 380 والأنوار البهية ص 373 ومستدرك سفينة البحار ج 10 ص 404 وإعلام الورى ج 2 ص 272 .
  • 2. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 12، الصفحة: 306.
  • 3. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآيات: 29 - 31، الصفحة: 307.
  • 4. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، الجزء الثالث ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، السؤال رقم (130) .

تعليقتان

صورة صابر

الامام المهدي

لامانع من اختفاء الامام خوفا على حياته فهذا امر عقلي ولكن المشكلة هي ان الامام لم يعط اية اوامر او نواهي للناس حتى يقال انهم رفضوها وهم لا يستجيبون له .
ثانيا هناك بعض المراجع الكبار في العراق وايران وهم يقودون الامة ولا يخافون على حياتهم كما يخاف الامام فلماذا لا يقوم هو بدوره كما يفعل هؤلاء المراجع؟

صورة نعيم محمدي أمجد (amjad)

أوامر الإمام المهدي (سلام الله عليه) ونواهيه

سلام عليكم ورحمة الله

1-شريعة الإمام المهدي (عليه السلام) ليست منفصلة عن شريعة جده المصطفى (صلوات اللّه عليه)؛ وبالتالي إن التزمت بأحكام الدين كما هي، اقتديت بالإمام المهدي (عليه السلام).
2-قد وردت الأحاديث عن الإمام المهدي (سلام اللّه عليه)، ودونت بعضها في كتب مستقلة. فهل حاولت أن تطلع عليها وتلتزم بها لتكون من المقتدين بنهجه؟ وهناك أدعية مأثورة عنه (سلام اللّه عليه)، يترنم بها محبوه في شهر رمضان وغيره كدعاء الافتتاح، حيث يقول فيه الإمام: «اللّهم إني أفتتح الثناء بحمدك وأنت مسدد للصواب بمنك...»، أو دعاء «إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء وانكشف الغطاء وانقطع الرجاء...»، أو دعاء «اللّهم ارزقنا توفيق الطاعة، وبعد المعصية، وصدق النية، وعرفان الحرمة، وأكرمنا بالهدى والاستقامة...» و... فهلا تجعلها ضمن برنامج أدعيتك؟
3-الإمام غائب عن الأنظار، لكنه أوصى شيعته باتباع الفقهاء فيما يحدث، وضمن لهم صحة تقليدهم للعلماء والاقتداء بهم؛ فقد روي عن الإمام المهدي (عجل اللّه تعالى فرجه) قوله: «أمّا الحوادث الواقعة، فارجعوا فیها إلی رواة حدیثنا، فانّهم حجّتی علیکم، و أنا حجة اللّه». (وسائل الشيعة، ج18، ص101)

 

وللمزيد اقرأ:

المهدية بنظرة جديدة

 

وسدد الله خطاك