نشر قبل سنتان
مجموع الأصوات: 48
القراءات: 14826

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

ما هو علم الرجال ؟

علم الرجال علم وضعه العلماء لتقييم رواة الحديث بصورة دقيقة لا تقبل التسامح لتشخيص و تعيين هوية الراوي بصورة كاملة ، و ذلك على أسس علمية و قواعد مرسومة في علم خاص بهذا الأمر ، و بالاستعانة بهذا العلم يتعرف العلماء على حال الرّواي من حيث الوثاقة و اللاوثاقة ، فيقررون قبول روايته أو رفضها.
قال العلامة الفقيد الشيخ عبد الهادي الفضلي رحمه الله في تعريف علم الرجال : هو العلم الذي يُبحث فيه عن قواعد معرفة أحوال الرواة من حيث تشخيص ذواتهم ، و تبيين أوصافهم التي هي شرط في قبول روايتهم أو رفضها1.
و قال رحمه الله : و لأن الحديث اعتمد في تحمّله و نقله الرواية الشفوية ثم الرواية التحريرية ، و لقد جاء أكثر الحديث عن طريق الآحاد ، و خبر الواحد ـ كما هو مقرر و محرر في علم أصول الفقه ـ لا يفيد اليقين بصدوره عن المعصوم ، فوضع العلماء ما يعرف بـ " علم الرجال " و " علم الحديث " لهذه الغاية 2.
و قال آية الله العظمى السبحاني دام ظله : و لقد عدّ العلماء تعلّم علمي الرجال و الحديث من شروط الاجتهاد المطلق و من أساسيات الفقاهة ، و أعتبروهما من المقدمات الضرورية للبلوغ إلى مرتبة الاجتهاد الفقهي و تطبيق عملية الاستنباط .
هذا و إن إخضاع الراوي إلى التقييم الدقيق في علم الرجال يعبّر عنه بالجرح و التعديل ، و يراد منه النتيجة الحاصلة من التدقيق في أحوال الراوي من حيث الوثاقة أو اللاوثاقة ، فالوثاقة تساوي التعديل ، كما أن اللاوثاقة تساوي الجرح في مصطلح علم الرجال3.
و لقد بذل علماء الشيعة قصارى جهدهم لوضع أصول هذا العلم المهم و الحساس و ألفوا فيه و في أحوال الرواة كتب و موسوعات قيمة .

  • 1. العلامة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي : أصول علم الرجال : 11 ، الطبعة الثانية ، سنة : 1416 هجرية ، مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر .
  • 2. العلامة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي : أصول الحديث : 14 .
  • 3. لمعرفة الألفاظ المستعملة في الجرح والتعديل يراجع : العلامة المُحقق آية الله الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله ) : أصول الحديث و أحكامه في علم الدراية : 153 ، الطبعة الثانية سنة : 1419 هجرية ، مؤسسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) قم / إيران . و العلامة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي : أصول الحديث : 115 – 123 ، الطبعة الثانية سنة : 1416 هجرية ، مؤسسة اُم القرى للتحقيق والنشر .