وعن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال في حديث: "يا عطيّة، سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من أحبّ قوماً حشر معهم، ومن أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم.
ورد في كتاب للإمام عليّ (عليه السلام) إلى معاوية ـ جواباً على كتاب له ـ ما نصّه : " كان أشدّ الناس عليه [على رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)] تأليباً و تحريضاً هم أُسرته ، و الأدنى فالأدنى من قومه إلاّ قليلا ممّن عصمه الله منهم . .
قبل الخوض في الإجابة عن السؤال لا بدّ أن يلتفت الأخوة إلى النقاط التالية : 1 ـ إنّ مضامين الزيارات والأدعية المدرجة في السؤال لا يقتصر ورود مضمونها على تلك الزيارات والأدعية ، فهناك العديد من الزيارات الأخرى والأدعية الأخرى بأسانيد أخرى قريبة المضمون معنىً ولفظاً لقطعات من الاُولى ، كما أنّ هذه الزيارات والأدعية قد ورد كثير من مضامينها في الروايات الواردة في المعارف ، وهي في كثير من طوائفها مستفيضة بل بعضها متواتر معنوي أو إجمالي ، وعلى هذا فالدغدغة في أسانيد هذه الزيارة أو تلك أو هذا الدعاء وذاك ، تنطوي على عدم إلمام بهذه الحقيقة العلمية المرتبطة بعلم الحديث والرواية .
المؤمنون بمقتضى إيمانهم واتّباعهم لأهل البيت عليهم السلام ينجذبون ويساهمون في نصرة الإمام المهدي عليه السلام وينبغي أن يعلم أن الطريق الوحيد لنصرة الإمام عليه السلام هو نشر مذهب أهل البيت عليهم السلام، لأن الظهور هو إعلان مشروع الإمام المهدي عليه السلام من قبله عليه السلام بشكل علني أمام البشرية, فإذا كانت البشرية كلها عاصية ومتمردة على مشروع الإمام عليه السلام, فهل يمكن للإمام عليه السلام أن ينتصر؟
إنّ الحديث المتواتر بين الفريقين عن النبيّ ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " إنّ أُمّتي ستفترق بعدي على ثلاث و سبعين فرقة ، فرقة منها ناجية و اثنتان و سبعون في النار " 1 يلزم الباحث المسلم الطالب للنجاة الأُخروية الفحص عن خصوص تلك الفرقة الناجية ، و التمسّك بها دون بقية فرق المسلمين ; لأنّ مؤدّى الحديث النبوي أنّ الاختلاف الواقع ليس في دائرة الظنون و الاجتهاد المشروع ، بل هو في دائرة الأُصول و الأركان من الأُمور القطعية و اليقينية ، أي ممّا قام الدليل القطعي و اليقيني عليها ، و إن لم تكن ضرورية في زمن أو أزمان معيّنة نتيجة التشويش أو التعتيم الذي تقوم به الفرق الأُخرى .