الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

أول من أسلم

إن أول من أسلم ، واتبع وصدق ، وآزر وناصر ، هو أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وعلى أبنائه الأئمة الطاهرين .
وأورد العلامة الأميني في كتابه القيم 1 : أقوالاً عن العشرات من كبار الصحابة ، والتابعين ، وغيرهم من الأعلام ، وعن العشرات من المصادر غير الشيعية ، تؤيد وتؤكد على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو أول الأمة إسلاماً .

ومن هؤلاء الأعلام

1 ـ علي (عليه السلام) نفسه .
2 ـ الإمام الحسن (عليه السلام) .
3 ـ الإمام الباقر (عليه السلام) .
4 ـ عمر بن الخطاب .
5 ـ سلمان الفارسي .
6 ـ أنس بن مالك .
7 ـ ابن عباس .
8 ـ أبو ذر .
9 ـ المقداد بن عمرو .
10 ـ خباب بن الأرت .
11 ـ جابر بن عبد الله الأنصاري .
12 ـ أبو سعيد الخدري .
13 ـ حذيفة بن اليمان .
14 ـ عبد الله بن مسعود .
15 ـ أبو أيوب الأنصاري .
16 ـ خزيمة بن ثابت (ذو الشهادتين) .
17 ـ عمرو بن العاص .
18 ـ سعد بن أبي وقاص .
19 ـ زيد بن أرقم .
20 ـ محمد بن أبي بكر .
21 ـ جرير بن عبد الله البجلي .
22 ـ بريدة الأسلمي .
23 ـ عفيف الكندي .
24 ـ أبو رافع .
25 ـ أبو مرازم .
26 ـ هاشم المرقال .
27 ـ عبد الله بن حجل .
28 ـ أبو عمرة (بشير بن محصن) .
29 ـ عبد الله بن خباب بن الأرت .
30 ـ عبد الله بن بريدة .
31 ـ مالك الأشتر .
32 ـ عدي بن حاتم .
33 ـ محمد بن الحنفية .
34 ـ طارق بن شهاب الأحمسي .
35 ـ عبد الله بن هاشم المرقال .
36 ـ عمرو بن الحمق .
37 ـ سعيد بن قيس الهمداني .
38 ـ عبد الله بن أبي سفيان .
39 ـ كعب بن زهير .
40 ـ ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب .
41 ـ الفضل بن أبي لهب .
42 ـ أبو الأسود الدؤلي .
43 ـ جندب بن زهير .
44 ـ مالك بن عبادة .
45 ـ زفر بن يزيد بن حذيفة الأسدي .
46 ـ النجاشي بن الحارث بن كعب .
47 ـ عبد الله بن حكيم .
48 ـ عبد الرحمن بن حنبل .
49 ـ عامر الشعبي .
50 ـ الحسن البصري .
51 ـ قتادة .
52 ـ ابن شهاب الزهري .
53 ـ محمد بن المكندر .
54 ـ أبو حازم سلمة بن دينار .
55 ـ ربيعة بن عبد الرحمن .
56 ـ محمد بن السائب الكلبي .
57 ـ جنيد بن عبد الرحمن .
58 ـ محمد بن إسحاق .
59 ـ الوليد بن جابر .
وزاد العسقلاني :
60 ـ عبد الله بن فضالة المزني .
61 ـ عمر بن مرة الجهني 2 .

بعض ما جاء في سبق علي عليه السلام إلى الإسلام

هذا كله ، عدا عن الكثير من الروايات الواردة عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وكلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه ، وعدا عن كلمات الصحابة والتابعين وأشعارهم ، بل لقد ادعى البعض الإجماع عليه 3 .
ولعل حصر ذلك متعذر على أي باحث ومتتبع ، ولذا فلا محيص لنا عن الإكتفاء بأمثلة قصيرة لتكون عنواناً وإشارة لغيرها من الكثير الطيب الذي لم نذكره ، ونحيل القارئ إلى ما كتبه العلامة الأميني 4 فليراجعه إن أراد .

فإنهم يقولون

لقد بعث النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الإثنين ، وأسلم علي (عليه السلام) يوم الثلاثاء 5 .
ومما ورد عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) بسند صحيح قوله : أولكم وروداً علي الحوض ، أولكم إسلاماً علي بن أبي طالب 6 .
وعنه (صلى الله عليه وآله) : إنه لأول أصحابي إسلاماً ، أو أقدم أمتي سلماً 7 .
وعنه أنه أخذ بيد علي (عليه السلام) ، فقال : هذا أول من آمن بي ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر 8 .
وعنه (صلى الله عليه وآله) : هذا أول من آمن بي ، وصدقني ، وصلى معي 9 .
وعنه (صلى الله عليه وآله) : إن أول من صلى معي علي 10 .

تصريحات أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك

وعلي نفسه يصرح في كثير من المناسبات بذلك ؛ فيقول عن نفسه : إنه لم يسبقه أحد في الصلاة مع رسول الله ، وإنه أول من أسلم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإنه الصديق الأكبر (عليه السلام) ، وإنه لا يعرف أحداً في هذه الأمة عَبَدَ الله قبله غير النبي (صلى الله عليه وآله) ، وإنه صلى قبل أن يصلي الناس سبع سنين 11 .
ولعل المراد التعبد مع النبي (صلى الله عليه وآله) قبل البعثة بسنتين ، أو خمس سنين ؛ حيث بدأت إرهاصات النبوة ، ثم يضم إليها ثلاث أو خمس سنين فترة الدعوة الاختيارية غير المفروضة بعد البعثة ، أو لعله عَبَدَ الله حقاً مع رسول الله قبل البعثة سبع سنين إذا كان قد أسلم (عليه السلام) وهو ابن اثني عشر سنة أو حتى عشر سنين ، حيث كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يتعبد قبل البعثة وكان (صلى الله عليه وآله) على دين الحنيفية ، فكان علي (عليه السلام) يَعْبُدُ الله معه (صلى الله عليه وآله) .
إلا أن يكون الصحيح في الرواية هو ما ذكره ابن بطريق أنه (صلى الله عليه وآله) قال : صلت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين 12 .
ومهما يكن من أمر ، فإن الكلمات الدالة على هذا الأمر كثيرة ، كما أنه (عليه السلام) قد كتب هو نفسه بهذا الأمر إلى معاوية ، وردده في كلماته الكثيرة المتضافرة 13 .

دليل آخر

وإن احتجاجه (عليه السلام) بأنه أول من أسلم ، واحتجاج أصحابه من الصحابة والتابعين بهذه الكثرة العجيبة على خصومهم في صفين وغيرها واهتمامهم الواضح بهذا الأمر ليدل على ذلك دلالة واضحة .
ولم نجد أحداً من أعدائه (عليه السلام) حاول إنكار ذلك ، أو التشكيك فيه ، أو طرح اسم رجل آخر على أنه هو صاحب هذه الفضيلة دونه ، رغم توفر الدواعي لذلك ، ورغم أن الطرف المقابل لا يتورع حتى عن الاختلاق والكذب على الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، بل على الله سبحانه وتعالى .
فلو أنهم عرفوا : أن كذبتهم هذه تجوز على أحد لكانوا لها من المبادرين ، ولكن التسالم على هذا الأمر كان بحيث لا يمكنهم معه التوسل بأية حيلة ، فكل ذلك يدل على أن ذلك قد كان أمراً مسلماً به ومجمعاً عليه ، ولا يمكن إنكاره لأحد .
وكشاهد على هذا التسالم نذكر هنا حادثة واحدة فقط ، جرت لسعد بن أبي وقاص ، الذي كان منحرفاً عن علي (عليه السلام) ، ـ كما سيأتي في معركة أحد إن شاء الله تعالى ـ ونترك ما عداها وهو كثير جداً ،

وهذه الحادثة هي أنه

سمع رجلاً يشتم علياً ، فوقف عليه وقرره بقوله : يا هذا ، على ما تشتم علي بن أبي طالب ؟ ألم يكن أول من أسلم ؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ ألم يكن أعلم الناس ؟ الخ . . 14 .
كما أن المقداد كان يتعجب من قريش لدفعها هذا الأمر عن أول المؤمنين إسلاماً ، يعني علياً (عليه السلام) 15 .

خاتمة المطاف

وأظن أن ما ذكرناه كافٍ ووافٍ في هذا المجال ، ومن أراد المزيد فعليه بالمراجعة إلى الكتب المعدة لذلك .
وبعد هذا ، فلا يصغى لقول النواصب والحاقدين ، الذين يهتمون في طمس فضائله (عليه السلام) بكل وسيلة ، ولو عن طريق الدجل والتزوير ، ومنهم ابن كثير ، الذي قال : (وقد ورد في أنه أول من أسلم أحاديث كثيرة ، لا يصح منها شيء) 16 .
لا يا بن كثير : لقد تجنيت على الحقيقة وعلى التاريخ كل التجني ، ولم تستطع أن تكتم ما يعتلج في صدرك من إحن ، فجرّك ذلك إلى المكابرة ، وإلى إنكار ما يكاد يلحق بالضروريات .
فإن الروايات الصحيحة والصريحة الدالة على هذا الأمر كثيرة وكثيرة جداً ، كما يعلم بالمراجعة 17 18 .

  • 1. راجع : الغدير ج3 ص95 و96 و99 و224 ـ 236 وج 10 ص156 و158 و164 و168 و290 و322 وج 9 ص115 و122 وراجع دلائل الصدق ، والأوائل للطبراني ص78 ـ 79 .
  • 2. الإصابة ج2 ص357 ـ 358 .
  • 3. راجع : الصواعق المحرقة الفصل الأول ، الباب التاسع ، ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص22 .
  • 4. راجع : الغدير ج3 ص220 ـ 243 وج 10 ص158 ـ 162 .
  • 5. راجع : الأوائل ج1 ص195 .
  • 6. مستدرك الحاكم ج3 ص136 وصححه ، وتاريخ بغداد للخطيب ج2 ص81 ، والاستيعاب هامش الإصابة ج3 ص28 وشرح النهج للمعتزلي والسيرة الحلبية ، والسيرة النبوية لدحلان ، ومناقب الخوارزمي ، والغدير ج3 ص220 عنهم فراجعه ، والآحاد والمثاني ، مخطوط في مكتبة كوپرلي رقم 235 .
  • 7. الغدير ج3 ص95 ـ 96 عن : مسند أحمد ج5 ص26 والاستيعاب ج3 ص36 ، والرياض النضرة ، ومجمع الزوائد ، والمرقاة ، وكنز العمال ، والسيرة النبوية لدحلان ، والسيرة الحلبية ، وليراجع : مستدرك الحاكم ج3 ، والمنمق ، وجمع الجوامع ومجمع الزوائد ج9 ص102 عن الطبراني عن ابن إسحاق ، وقال : هو مرسل صحيح الإسناد ، وأخرجه الطبراني وأحمد قال الهيثمي ج9 ص101 وفيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات .
  • 8. الغدير ج2 ص313 عن الطبراني والبيهقي ، والعدني ، ومجمع الزوائد وكفاية الطالب وإكمال كنز العمال ولسوف يأتي في حديث الغار حين الكلام عن تلقيب أبي بكر بالصديق المزيد من المصادر لهذا الحديث ، وفرائد السمطين ج1 ص39 .
  • 9. شرح النهج للمعتزلي ج13 ص225 .
  • 10. الغدير ج3 ص220 عن فرائد السمطين باب 47 بأربعة طرق .
  • 11. مصادر ذلك ستأتي بعد الهامش التالي .
  • 12. كشف الغمة للإربلي ج1 ص334 .
  • 13. راجع هذه النصوص كلها عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في الغدير ج3 ص213 و221 و222 وج 10 ص158 ـ 164 وج 2 ص25 ـ 30 و314 عن : شرح النهج ج1 ص503 و404 و283 وج2 ص102 وأبي داود بإسناد صحيح ، وتاريخ بغداد للخطيب ج4 ص224 ، ومجمع الزوائد ج9 ص102 عن أبي يعلى ، وأحمد ، والبزار والطبراني في الأوسط ، وفرائد السمطين باب 48 ، والأوائل ج1 ص195 ووقعة صفين لنصر بن مزاحم ص355 و360 و132 و100 و168 وجمهرة الخطب ج1 ص178 و542 و428 وجمهرة الرسائل ج1 ص542 ، ومروج الذهب ج2 ص59 ، وتذكرة سبط ابن الجوزي ص115 ، ومطالب السؤل ص11 ، والمحاسن والمساوئ ج1 ص36 وتاريخ القرماني هامش الكامل ج1 ص218 وثمة مصادر أخرى في الغدير ج10 ص322 فراجع .
  • 14. مستدرك الحاكم ج3 ص500 ، وصححه هو والذهبي في تلخيصه هامش نفس الصفحة ، وحياة الصحابة ج2 ص514 ـ 515 .
  • 15. الغدير ج9 ص115 عن اليعقوبي ج2 ص140 .
  • 16. البداية والنهاية ج7 ص335 .
  • 17. راجع الغدير ج3 وإحقاق الحق ، قسم الملحقات ، وغير ذلك .
  • 18. الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الخامسة ، 2005 م . ـ 1425 هـ . ق ، الجزء الثالث ، الفصل الثالث .