الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

اعمال شهر رمضان العامة

وهي أربعة أقسام 

القسم الأول ما يعمّ اللّيالي والأيام 

  • روى السيّد ابن طاووس رض عَن الصادق والكاظم عليهم‌السلام ، قالا : تقول في شَهر رمضان مِن أوله إلى آخره بَعد كُلِّ فريضة :

اللهُمَّ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِك الحَرامِ فِي عامِي هذا وَفِي كُلِّ عامٍ ما أَبْقَيْتَنِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ وَسَعَةِ رِزْقِ ، وَلا تُخْلِنِي مِنْ تِلْكَ المَواقِفِ الكَرِيِمَةِ وَالمَشاهِدِ الشَّرِيفَةِ ، وَزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَفِي جَمِيعِ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخرةِ فَكُنْ لِي. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاء الَّذِي لايُرَدُّ وَلايُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حُجُّهُم ، المَشْكُورِ سَعُيُهُم ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُم ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي 1 وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزْقِي ، وَتؤَدِّيَ عَنِّي أَمانَتِي وَدَيْنِي ، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.

 

  • وتدعُو عقيب كُلِّ فريضة فتقول:

يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ ، يا غَفُورُ يا رَحِيمُ ، أَنْتَ الرَّبُّ العَظِيمُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌْ وَهُوَ السَمِيعُ البَصِيرُ ، وَهذا شَهْرٌ عَظَّمْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ وَفَضَّلْتَهُ عَلى الشُهُورِ وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي فَرَضْتَ صِيامَهُ عَلَيَّ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ هُدىً لِلناسِ وَبَيِناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ ، وَجَعَلْتَ فِيهِ لَيْلَةَ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَياذا المَنِّ وَلا يُمَنُّ عَلَيْكَ مُنَّ عَلَيَّ بِفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ فِي مَنْ تَمُنُّ عَلَيْهِ وَأَدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 2.

 

  • وروى الكفعمي في (المِصباح) وفي (البلد الأمين) كما روى الشيخ الشهيد في مجموعته عَن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قالَ : مَن دعا بهذا الدُّعاء في رَمَضان بَعد كُلِّ فريضة غفر الله لَهُ ذنوبه إلى يَوم القيامة :

اللّهُمَّ أَدْخِلْ عَلى أَهْلِ القُبُورِ السُّرُورِ ، اللّهُمَّ أَغْنِ كُلَّ فَقِيرٍ ، اللّهُمَّ اشْبِعْ كُلَّ جائِعٍ ، اللّهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيانٍ ، اللّهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدِينٍ ، اللّهُمَّ فَرِّجْ عَنْْ كُلِّ مَكْروَبٍ ، اللّهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَرِيبٍ ، اللّهُمَّ فُكَّ كُلَّ أَسِيرٍ ، اللّهُمَّ أَصْلِحْ كُلَّ فاسِدٍ مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ ، اللّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِيضٍ ، اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنا بِغِناكَ ، اللّهُمَّ غَيِّرْ سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِكَ ، اللّهُمَّ اقْضِ عَنّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنِا مِنَ الفَقْرِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِْيرٌ 3.

 

  • وروى الكليني في الكافي عَن أبي بصير ، قال : كانَ الصادق عليه‌السلام يدعو بهذا الدُّعاء في شَهر رمضان :

اللّهُمَّ إِنِّي بِكَ وَمِنْكَ أَطْلُبُ حاجَتِي ، وَمَنْ طَلَبَ حاجَةً إِلى النّاسِ فَإِنِّي لا أَطْلُبُ حاجَتِي إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ وَرِضْوانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْل بَيْتِهِ ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي فِي عامِي هذا إِلى بَيْتِكَ الحَرامِ سَبِيلا حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زاكِيَةً خالصةً لَكَ تُقَرُّ بِها عَيْنِي وَتَرْفُعُ بِها دَرَجَتِي ، وَتَرْزُقَنِي أَنْ أَغُضَّ بَصَرِي وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي وَأَنْ أَكُفَّ بِها عَنْ جَمِيعِ مَحارِمِكَ حَتَّى لايَكُونَ شَيٌ آثَرَ عِنْدِي مِنْ طاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ ، وَالعَمَلِ بِما أَحْبَبْتَ وَالتَّرْكِ لِما كَرِهْتَ وَنَهَيْتَ عَنْهُ ، وَاجْعَلْ ذلِكَ فِي يُسْرٍ وَيَسارٍ وَعافِيَةٍ 4 وَما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيِّ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ وَفاتِي قَتْلا فِي سَبِيلِكَ تَحْتَ رايَةِ نَبِيِّكَ مَعَ أَوْلِيائِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَقْتُلَ بِي أَعْدائكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُكْرِمَنِي بِهَوانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَلا تُهِنِّي بِكَرامَةِ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ. اللّهُمَّ اجْعَلْ لِي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا ، حَسْبِيَ الله ما شاءَ اللهُ 5.

أقول : هذا الدُّعاء يسمى دعاء الحج ، وقَد رواه السيّد في (الاقبال) عَن الصادق عليه‌السلام لليالي شَهر رَمَضان بَعد المغرب. وقالَ الكفعمي في (البلد الأمين) يُستَحب الدُّعاء بهِ في كُل يَوم مِن رَمَضان وفي أول لَيلَة مِنهُ ، وأورده المفيد في (المقنعة) في خصوص اللّيلة الأوّلى بَعد صلاة المغرب 6.

 

  • وأعلم أنّ أفضَل الاعمال في لَيالي شَهر رَمَضان وأيامه هُوَ تلاوة القرآن الكَريم ، وينبغي الاكثار مِن تلاوته في هذا الشّهر ففيه كانَ نزول القرآن ، وفي الحديث : أن لكل شيء ربيعاً وربيع القرآن هُوَ شَهر رَمَضان 7(4) ، ويُستَحب في سائر الأيام ختم القرآن ختمة واحدة في كُل شَهر وأقل ما روى ذلِكَ هُوَ ختمه في كُل ستة أيام ، وأما شَهر رَمَضان فالمَسنون فيهِ ختمه في كُل ثلاثة أيام ، ويحسن ـ إنْ يتيسر لَهُ ـ أن يختمه ختمة في كُل يَوم 8.

وروى العلامة المجلسي (رض) : أنّ بعض الأئمة الأطهار عليهم‌السلام كانوا يختمون القرآن في هذا الشّهر أربعين ختمة وأكثر مِن ذلِكَ 9، ويضاعف ثواب الختمات إن أُهديت إلى أرواح المعصومين الأَرْبعة عَشر عليهم‌السلام يخص كُل منهم بختمة ؛ ويظهر مِن بعض الروايات أنَّ أجر مهديها أن يكون معهم في يَوم القيامة 10، وليكثر المر في هذا الشّهر مِن الدُّعاء والصلاة والاستغفار ومِن قول : لا أِلهَ إِلاّ اللهُ.
وقَد رُوي أن زينَ العابدين عليه‌السلام كانَ إذا دخل شَهر رَمَضان لا يتكلم إلاّ بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير 11. وليهتم إهتماماً بالغاً بالمأثور مِن العبادات ونوافل الليالي والأيام.

القسم الثاني مايُستَحب اتيانه في لَيالي شَهر رَمَضان

وهو أمور :
الأول : الافطار ويُستَحب تأخَيره عَن صلاة العشاء إلاّ إذا غلب عَليهِ الضعف أو كانَ له قوم ينتظرونه 12.
الثاني : أن يفطر بالحلال الخالي مِن الشبهات سّيما التمر ليضاعف أجر صلاته أربعمائة ضعف ، ويحسن الافطار أيضاً بأيٍّ مِن التمر والرطب والحلواء والنبات 13 والماء الحار 14.
الثالث : أن يدعو عِندَ الافطار بدعوات الافطار المأثورة منها : أن يَقول : اللّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. ليهب الله لَهُ مثل أجر كُل مَن صام ذلِكَ اليَوم 15. ولدعاء : اللّهُمَّ رَبَّ النُّورِ العَظِيمِ ، الَّذي رواه السيّد والكفعمي فضل كبير 16.
وروي أن أمير المُؤمنين عليه‌السلام كانَ إذا أراد أن يفطر يَقول : بِسْمِ الله اللّهُمَّ لَكَ صُمْنا وَعَلى رِزْقِكَ أَفْطَرْنا فَتَقَبَّلْ 17 مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ 18.

الرابع : أن يقول عند أوَّل لقمة يأخذها : بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا واسِعَ المَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِي ، ليغفر الله لَهُ 19.
وفي الحديث : إنّ الله تعالى يعتق في آخر ساعة مِن نهار كُل يَوم مِن شَهر رَمَضان ألف ألف رقبة فسل الله تعالى أن يجعلكَ منهم 20.
الخامس : أن يتلو سورة القَدر عِندَ الافطار 21.
السادس : أن يتصدق عِندَ الافطار ويفطّر الصائِمين ولو بَعدد مِن التمر أو بشربة مِن الماء. وعَن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّ مَن فطّر صائماً فَلهُ أجر مثله مِن دون أن ينقص مِن أجره شي وكانَ له مثل أجر ما عمله مِن الخَير بقّوة ذلِكَ الطعام من برّ 22. وروى آية الله العلامة الحلي في (الرسالة السعدية) عَن الصادق عليه‌السلام : أنّ أيّما مؤمَن أطعم مؤمنا لقمة في شَهر رَمَضان كتبَ الله لَهُ أجر مَن أعتق ثلاثين رقبة مؤمنة ، وكانَ له عِندَ الله تعالى دعوة مستجابة 23.
السابع : مِن المأثور تلاوة سورة القَدر في كُل لَيلَة ألف مرةٍ 24.
الثامَن : أن يتلو سورة حَّم الدّخان في كُل لَيلَة مائةَ مرةٍ إن تيسّرت 25.
التاسع : روى السيّد أنّ مَن قالَ هذا الدُّعاء في كُل لَيلَة مِن شَهر رَمَضان غفرت له ذنوب أربعين سنة :
اللّهُمَّ رَبَّ شَهْرَ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ وَافْتَرَضْتَ عَلى عِبادِكَ فِيهِ الصِّيامَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِي هذا وَفِي كُلِّ عامٍ وَاغْفِرْ لِي تِلْكَ الذُّنُوبَ العِظامَ فَإِنِّهُ لا يَغْفُرها غَيْرُكَ يا رَحْمنُ يا عَلامُ 19.
العاشر : أن يدعو بَعد المغرب بدعاء الحج الَّذي مر في القسم الأوّل مِن أعمال الشّهر.
الحادي عَشر : أن يدعو في كُل لَيلَة مِن رَمَضان بدعاء الافتتاح

الثاني عَشر : أن يَقول في كُل لَيلَة :
اللّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ فِي الصَّالِحِينَ فَأَدْخِلْنا وَفِي عِلِّيِّينَ فَأَرْفَعْنا وَبِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ مِنْ عَيْنٍ سَلْسَبِيلٍ فَاسْقِنا وَمِنَ الحُورِ العِينِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنا وَمِنَ الوِلْدانِ المَخَلَّدِينَ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ فَأَخْدِمْنا وَمِنْ ثِمارِ الجَنَّةِ وَلُحُومِ الطَّيْرِ فَأَطْعِمْنا وَمِنْ ثِيابِ السُّنْدُسِ وَالحَرِيرِ وَالاسْتَبْرَقِ فَأَلْبِسْنا ، وَلَيْلَةَ القَدْرِ وَحَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ وَقَتْلا فِي سَبِيلِكَ فَوَفِّقْ لَنا وَصالِحَ الدُّعاءِ وَالمَسْأَلَةِ فَاسْتَجِبْ لَنا 26، وَإِذا جَمَعْتَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ القِيامَةِ فَارْحَمْنا وَبَراءةً مِنَ النّارِ فَاكْتُبْ لَنا وَفِي جَهَنَّمَ فَلا تَغُلَّنا وَفِي عَذابِكَ وَهَوانِكَ فَلا تَبْتَلِنا وَمِنَ الزَّقُومِ وَالضَّرِيعِ فَلا تُطْعِمْنا وَمَعَ الشَّياطِينَ فَلا تَجْعَلْنا وَفِي النّارِ عَلى وُجُوهِنا فَلا تَكْبُبْنا 27 وَمِنْ ثِيابِ النّارِ وَسَرابِيلِ القَطِرانِ فَلا تُلْبِسْنا وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ بِحَقِِّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ فَنَجِّنا 28.

الثالث عَشر : عَن الصادق عليه‌السلام قالَ : تقول في كُل لَيلَة مِن شَهر رَمَضان :
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ فِي الاَمْرِ الحَكِيمِ مِنَ القَضاء الَّذِي لايُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورُ ذُنُوبُهُمُ المُكَفَّرِ عَنْ 29 سَيِّئاتِهِمْ ، وَأَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي فِي خَيْرٍ وَعافِيَةٍ وَتُوَسِّعَ فِي رِزْقِي وَتَجْعَلَنِي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَلاتَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي 30.
الرابع عَشر : في كتاب (أنيس الصّالحِينَ) : أدعُ في كُل لَيلَة مِن لَيالي شَهر رمضان قائلاً : أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقِضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ 31.
الخامس عَشر : روى الكفعمي في هامش كتابهِ (البلد الأمين) عَن السيّد ابن باقي قالَ يُستَحب في كُل لَيلَة من لَيالي شَهر رَمَضان صلاة ركعتين تقرأ في كُل ركعة الحَمدُ والتَوحيد ثلاث مرات ، فإذا سلمت تقول :

سُبْحانَ مَنْ هُوَ حَفِيظٌ لايَغْفَلُ سُبْحانَ مَنْ هُوَ رَحِيمٌ لا يَعْجَلُ سُبْحانَ مَنْ هُوَ قائِمٌ لايَسْهُو سُبْحانَ مَنْ هُوَ دائِمٌ لايَلْهُو. ثم تسبح بالتسبيحات الأَرْبع سبع مرات ، ثم تقول : سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا عَظِيمُ اغْفِرْ لِي الذَّنْبَ العَظِيمَ. ثم تصلي عَلى النبي وآله عَشر مرات. مَن صلى هذه الصلاة غفر الله لَهُ سبعين الف سيئة ... الخ 32.
السادس عَشر : في الحديث أنّ مَن قرأ في كُل لَيلَة مِن شَهر رَمَضان سورة إِنا فَتَحنا في صلاة مسنونة كانَ مصونا في ذلِكَ العام 33.
وأعلم أنّ مِن أعمال لَيالي شَهر رَمَضان الصلاة ألف ركعة ، وقَد أشار إليها المشايخ والأعاظم في كتبهم في الفقه وفي العبادة. وأما كيفية هذه الصلاة فَقد اختلفت فيها الروايات ، وهِيَ على مارواها ابن أبي قرة عَن الجواد عليه‌السلام ، وأختارها المفيد في كتاب (الغرية والاشراف) بل واختارها المشهور هِيَ : أن يصلي منها في كُل لَيلَة مِن لَيالي العشر الأوّلى والثّانِيَة عَشَرينَ ركعة يسلم بين كُل ركعتين فيصلي منها ثمان ركعات بَعد صلاة المغرب ، والباقية وهِيَ أثنتا عَشرة ركعة تؤخر عَن صلاة العشاء وفي العشر الاخَيرة يصلي منها كُل لَيلَة ثلاثين ركعة يؤتي ثمان منها بَعد صلاة المغرب أيضاً ويؤخر الباقية عَن العشاء فالمجموع يكون سبعمائة ركعة وهِيَ تنقص عَن الألف ركعة ثلاثمائة ركعة ، وهِيَ تؤدى في لَيالي القَدر ، وهِيَ : (اللّيلة التّاسِعَة عَشرة والحادِية والعِشرون والثّالِثَة والعِشرون) ، فيخص كُلاّ مِن هذه الليالي بمائة ركعة منها فتتم الألف ركعة 34. وقَد وزع هذه الصلاة على الشّهر بنحو آخر ، وتفصيل ذلك في مقام آخر ولا يسعنا هنا بسط الكلام ، ويترقب مِن أَهَل الخَير أن لا يتساهلوا في إقامة هذه الصلاة لكي لايفوتهم ما أُعدّ لهم مِن الأجر والثواب.
وروي أنَّكَ تقول بَعد كُل ركعتين مِن نوأفل شَهر رَمَضان : اللّهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي فِي طاعَتِكَ وَتُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 35.

القسم الثالث في أعمال أسحار شهر رمضان المبارك

 

القسم الرابع في أعمال أيام شهر رمضان

 

المصدر: مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي قدس سره.

 

 

  • 1. في طاعتك ـ خ ـ.
  • 2. الاقبال 1 / 79 فصل 11.
  • 3. المصباح : 617 ، والبلدالامين : 222.
  • 4. وأضاف في المصدر بين المعقوفين وأوزعني شكر ما أنعمت به عليّ.
  • 5. الكافي 4 / 74 باب ما يقال في مستقبل شهر رمضان ح 6.
  • 6. الاقبال 1 / 104 فصل 13 ، والبلد الامين : 222 ، والمقنعة : 314 ، باب 10.
  • 7. ثواب الاعمال : 103 عن الباقر عليه‌السلام.
  • 8. انظر الاقبال 1 / 232 فصل 11 عن الصادق عليه‌السلام.
  • 9. انظر البحار 98 / 5.
  • 10. انظر الاقبال 1 / 231 فصل 9.
  • 11. الكافي 4 / 88 ح 8 من باب أدب الصائم.
  • 12. مصباح المتهجّد 626 عن أبي جعفر عليه‌السلام مع اضافات واختلافات في الالفاظ.
  • 13. النبات كلمة فارسية تعني بلورات خاصّة من السكّر.
  • 14. زاد المعاد : 108 عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.
  • 15. الاقبال 1 / 246 فصل 11 عن الكاظم عليه‌السلام.
  • 16. الاقبال 1 / 239 فصل 4 / والبلد الامين : 231.
  • 17. فتقبّله ـ خ ـ.
  • 18. الاقبال 1 / 246 فصل 11 عن الباقر عليه‌السلام.
  • 19. a. b. الاقبال 1 / 244 فصل 8.
  • 20. الاقبال 1 / 24 فصل 1 عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مع اختلاف لفظي.
  • 21. الاقبال 1 / 185 فصل 22 عن الصادق عليه‌السلام.
  • 22. مصباح المتهجّد : 626.
  • 23. الرسالة السعدية : 133 في الصدقة ، وليس فيه كلمة : «لقمة».
  • 24. مصباح المتهجّد : 628 عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اضافات.
  • 25. زادالمعاد : 106.
  • 26. يا خالقنا اسمع واستجب لنا ـ خ ـ.
  • 27. فلا تكبّنا : نسخة.
  • 28. الاقبال 1 / 143 فصل 15.
  • 29. عنهم ـ خ ـ.
  • 30. الاقبال 1 / 145 فصل 15.
  • 31. ورواه الصدوق في من لا يحضره الفقيه 2 / 161 ح 2032 عن الصادق عليه‌السلام.
  • 32. رواه الكفعمي في هامش المصباح : 563.
  • 33. اقبال الاعمال 1 / 75 فصل 8 من باب 4 مع اختلاف لفظي.
  • 34. الاقبال 1 / 47 فصل 6 عن كتاب العزيّة للشيخ المفيد.
  • 35. الاقبال 1 / 81 فصل 12 عن الامام الحسن العسكري عليه‌السلام.