مجموع الأصوات: 27
نشر قبل سنة واحدة
القراءات: 2145

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

أعمال ليالي القدر

وأعمال ليالي القَدر نوعان : فقسم منها عام يؤدّى في كُلِّ لَيلَة من الّليالي الثّلاثة وقسم خاص يؤتي فيما خصَّ بهِ مِن هذه الّليالي.

القسم الأوّل: الاعمال المشترکة لليالي القدر

و فيه عدّة اعمال :

الأول : الغسل ، قالَ العّلامة المجلسي (رض) : الأفضل أن يغتسل عِندَ غروب الشّمس ليكون عَلى غسل لصلاة العشاء 1.
الثاني : الصلاة ركعتان يقرأ في كُلِّ ركعة بَعد الحَمد التَّوحيد سبع مرَّات ويَقول بَعد الفراغ سبعين مرَّة : أسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. وفي النّبوي : مَن فعل ذلِكَ لا يقوم مِن مقامِهِ حتّى يَغفر الله لَهُ ولأبويه ... الخبر 1.
الثالث : تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك وتقول :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكِتابِكَ المُنْزَلِ وَما فِيْهِ وَفِيْهِ اسْمُكَ الاكْبَرُ وَأَسْماؤُكَ الحُسْنى وَمايُخافُ وَيُرْجى أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ. وتدعو بما بداً لَكَ من حاجة 2.
الرّابع : خذ المُصحف فدعه عَلى رأسك وَقُلْ :
اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا القُرْآنِ وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيْهِ ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ. ثم قل عَشر مرِّات : بِكَ يا أللهُ ، وعَشر مرّات : بِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعَشر مرّات : بِعَليٍّ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِفاطِمَةَ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِالحَسَنِ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِالحُسَيْنِ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِعَليٍّ بْنِ الحُسَيْنِ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِمُوسَى بْنِ جَعْفرٍ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِعَليٍّ بْنِ مُوسى عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِالحُجَّةِ (عجل الله تعالى فرجه) ، وتسأل حاجتك 2.
الخامس : زيارة الحسين عليه‌السلام في الحديث : إنَّه إذا كانَ لَيلَة القَدر نادى مناد مِن السّماء السّابِعَة مِن بطنان العَرشِ أنَّ الله قَد غفر لمن زار قبر الحسين عليه‌السلام 3.

السادس : إحياء هذه الّليالي الثّلاثة ففي الحديث مَنْ أحيا لَيلَة القَدر غفرت لَهُ ذنوبه ولو كانَت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار 4.
السّابع : الصلاة مائةَ ركعة فأنّها ذات فضل كثير والأفضل أن يقرأ في كُلّ ركعة بَعد الحَمد التَّوحيد عَشر مرّات 5.
الثامِن : تقول : اللَّهُمَّ إِنِّي أَمْسَيتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً 6 وَلا أَصْرِفُ عَنْها سُوءً ، أَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسِي ، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِي ، وَقِلَّةَ حِيلَتِي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْجِزْ لِي ما وَعَدْتَنِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ مِنَ المَغْفِرَةِ فِي هذِهِ اللَّيْلَة ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَنِي فَإِنِّي عَبْدُكَ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ الضَّعِيفُ الفَقِيرُ المَهِينُ. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي ناسِيا لِذِكْرِكَ فِيما أَوْلَيْتَنِي ، وَلا لاِحْسانِكَ 7 فِيما أَعْطَيْتَنِي وَلا آيساً مِنْ إِجابَتِكَ وَإِنْ أَبْطَأْتَ عَنِّي فِي سَرَّاءَ 8 أَوْ ضَرَّاءَ أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخاءٍ أَوْ عافِيَةٍ أَوْ بَلاءٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعَماءَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ 9.
وقَد روى الكفعمي هذا الدُّعاء عَن الإمام زين العابدين عليه‌السلام ، كانَ يدعو بِهِ في هذه الليالي قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً 10.
وقالَ العّلامة المجلسي (رض) : إنَّ أفضَل الاعمال في هذه الليالي هُوَ الاستغفار والدُّعاء لمطالب الدُّنيا وَالآخرَة للنفس وللوالدين والاقارَب وللاخوان المؤمنين والاحياء منهم والأموات والذِّكر والصلاة عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ما تيسر. وقَد ورد في بعض الأحاديث استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير في هذه الليالي الثلاث 11.
أقول : قَد أوردنا الدُّعاء فيما مضى 12 وقَد روي أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قيل لَهُ ماذا أسأل الله تعالى إذا أدركت لَيلَة القَدر؟ قالَ : العافية 13.

القسم الثاني: ملخّص أعمال كل ليلة من ليالي القدر

فهو كما يلي :

 

  • أعمال اللّيلة التّاسعة عشرة

الأول : أن يَقول مائةَ مرةٍ : اسْتَغْفِرُ الله رَبِّي وأَتُوبُ إِلَيْهِ 14.
الثاني : مائةَ مرةٍ : اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ.
الثالث : دعاء : يا ذا الَّذِي كانَ ... ، وقَد مضى الدُّعاء في القسم الرابع مِن الكتاب.
الرابع : يقول : اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَفِي القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ ، المُكَفَّرِ عَنْهُم سَيِّئاتُهُمْ ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي ، وَتَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا. ويسأل حاجته عوض هذه الكلمة.

 

  • أعمال اللّيلة الواحدة والعشرون

وفضلها أعظم مِن اللّيلة التّاسِعَة عَشر ، وينبغي أن يؤدي فيها الاعمال العامة لليالي القَدر مِن الغسل والاحياء والزيارة والصلاة ذات التَوحيد سبع مرات ووضع المصحف عَلى الرأس ودعاء الجوشن الكبير وغير ذلِكَ وقَد أكدت الأحاديث استحباب الغسل والاحياء والجّد في العبادة في هذه اللّيلة والليلة الثّالِثَة والعِشرين وإنَّ لَيلَة القَدر هي إحدهما وقَد سئل المعصوم عليه‌السلام في عدة أحاديث عَن لَيلَة القَدر أي الليلتين هي فَلَمْ يعّين بل قالَ : ما أيسر ليلتين فيما تطلب ، أو قالَ : ما عَلَيكَ أن تفعل خَيراً في ليلتين. ونحو ذلِكَ.

وقالَ شيخنا الصّدوق فيما املى عَلى المشايخ في مجلس واحد من مذهب الإمامية : ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل .

روى الكفعمي عَن السيّد ابن باقي أنه : تقول في اللّيلة الحادِية والعِشرين :
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْسِمْ لِي حِلْما يَسُدُّ عَنِّي بابَ الجَهْلِ ، وَهُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَةٍ ، وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنِّي بابَ كُلِّ فَقْرٍ وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنِّي كُلَّ ضَعْفٍ ، وَعِزاً تُكْرِمُنِي بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُنِي بِها عَنْ كُلِّ ضَعَةٍ ، وَأَمْنا تَرُدُّ بِهِ عَنِّي كُلِّ خَوْفٍ ، وَعافِيَةً تَسْتُرُنِي بِها عَنْ كُلِّ بَلاءٍ ، وَعِلْما تَفْتَحُ لِي بِهِ كُلَّ يَقِينٍ ، وَيَقِينا تُذْهِبُ بِهِ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لِي بِهِ الاِجابَةَ فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ ، السَّاعَةِ السَّاعَةِ السَّاعَةِ يا كَرِيمُ ، وَخَوْفاً تَنْشُرُ 15 لِي بِهِ كُلَّ رَحْمَةٍ ، وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْنِي وَبَيْنَ الذُّنُوبِ حَتَّى اُفْلِحَ عِنْدَ المَعْصُومِينَ عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 16.
وروي عَن حماد بن عثمان قالَ : دخلت عَلى الصادق عليه‌السلام لَيلَة احدى وعَشرين مِن شَهر رَمَضان فقالَ لي : يا حماد اغتسلت؟ فقلت : نعم جَعَلتَ فداك ، فدعا بحصير. ثم قالَ إلى لزقي فصّل فَلَمْ يزل يصلي وانا أصلّي إلى لزقه حتى فرغنا مِن جميع صلواتنا ثم أخذ يدعو وأنا أؤمِّن عَلى دعائه إلى أن اعترض الفَجر فأذن وأقامَ ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدم فصلّى بنا الغداة فقرأ بفاتحة الكتاب و (إنّا أَنزَلناهُ في لَيلَة القَدر) في الأوّلى وفي الركعة الثّانِيَة بفاتحة الكتاب و (قُلْ هُوَ الله أحد) فلمّا فرغنا مِن التسبيح والتحميد والتقديس والثناء عَلى الله تَعالى والصلاة عَلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والدُّعاء لجميع المؤمنين والمُؤمِنات والمسلمين والمسلمات خرَّ ساجداً لا أسمع مِنهُ إِلاّ النّفس ساعة طويلة ثم سمعته يَقول : لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ... إلى آخر الدُّعاء المروي في الاقبال 17.
وروى الكليني انه كانَ الباقر عليه‌السلام إذا كانَت لَيلَة احدى وعَشرين وثلاث وعَشرين اخذ في الدُّعاء حتى يزول الليل (ينتصف) فإذا زال الليل صلّى 18

 

  • اعمال الليلة الثالثة والعشرون

ذكر في هدية الزائر أنّها أفضل مِن الليلتين السابقتين ويستفاد مِن أحاديث كثيرة أنّها هِيَ لَيلَة القَدر وهي ليلة الجهني وفيها يقدر كُل امر حكيم ولهذه اللّيلة عدة أعمال خاصّة سوى الاعمال الَّتي تشارك فيها الليلتين الماضيتين19.

  • 1. a. b. زاد المعاد : 185.
  • 2. a. b. الاقبال 1 / 346 باب 23.
  • 3. رواه الطوسي في التهذيب 6 / 49 ح 111 عن الصادق عليه‌السلام مع زيادات.
  • 4. زاد المعاد : 185 عن الباقر عليه‌السلام.
  • 5. الاقبال 1 / 313 باب 23.
  • 6. في الاقبال : ضرّاً ولا نفعاً.
  • 7. ولا لإحسانك ـ خ ـ.
  • 8. في سرّاءَ كنت ـ خ ـ.
  • 9. الاقبال 1 / 348 باب 23.
  • 10. البلد الامين : 203.
  • 11. زاد المعاد : 186.
  • 12. ص 144.
  • 13. مستدرك الوسائل 7 / 458 برقم 8654 عن لبّ اللباب مخطوط.
  • 14. الاقبال 1 / 312 باب 23.
  • 15. تيسّر ـ خ ـ.
  • 16. البلد الامين : 202 في أدعية ليالي شهر رمضان.
  • 17. الاقبال 1 / 366 فصل 1 من باب 25.
  • 18. الكافي 4 / 155 ح 5 من باب ما يزاد من الصلاة في شهر رمضان.
  • 19. المصدر: مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي قدس سره.