الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما نزل في سورة النحل في شأن فاطمة عليها السلام

قوله تعالى:

﴿ ... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ... 1 

عن ابن عباس في قوله تعالى:﴿ ... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ... 1 قال: هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، هم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان، وهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، والله ما سمى المؤمن مؤمنا إلا كرامة لأمير المؤمنين 2. وفي البحار أخرجه المجلسي (رحمه الله) عن سفيان الثوري عن السدي عن الحارث 3.

بيان: يأتي معنى الذكر مرة بمعنى " القرآن " لقوله تعالى:﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ... 4، ويأتي بمعنى " الرسول " لقوله تعالى:﴿ ... قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا ... 5.

وكلا المعنيين منطبقان انطباق الكلي على أكمل مصاديقه، لاختصاصهم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهم أهله نسبا، وورثته علما وحكما، ومعرفتهم بما ينزل من محكم القرآن ومتشابهه، وعامه وخاصه، ومطلقه ومقيده، ومعلوم أن ذلك لا يتحكم به اجتهاد، ولا يأنس إلى رأي أحد، وإنما يتم أخذه عن مصدره الإلهي الذي تكفل ببيانه إلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنه إلى أهل بيته الطاهرين، ورثة الكتاب، ومعدن الرسالة.

قوله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ 6

في البحار عن الحسين بن سعيد بإسناده، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كنت معه جالسا فقال لي: إن الله تعالى يقول: إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى، قال: العدل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والاحسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وإيتاء ذي القربى فاطمة (عليها السلام)7. وأخرج ابن حجر العسقلاني، عن المغيرة بن شعبة يقول:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ... 6 يعني عليا، والاحسان فاطمة، وإيتاء ذي القربى: الحسن والحسين، وينهى عن الفحشاء والمنكر قال: فلان أفحش الناس، والمنكر: فلان 8. بيان:
وأيا ما كان اختلاف الروايات في ألفاظها فإنها تشير إلى انطباق المفهوم على أكمل المصاديق، فالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وجميع عناوين الخير تنطبق بجميع مفاهيمها على مصاديق الكمال من العدل والاحسان وإيتاء ذي القربى، وهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، خصوصا إذا قرأنا الرواية بألفاظها الأخرى " فالعدل شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والاحسان ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وإيتاء ذي القربى الحسن والحسين "، مما يعني أن الآية آمرة بأكمل عناوين الطاعة المفترضة من الوحدانية والشهادة بالرسالة والاقرار بالولاية.

فعن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ... 6 الآية قال: العدل شهادة الإخلاص وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والاحسان ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) والاتيان بطاعتهما، وإيتاء ذي القربى الحسن والحسين والأئمة من ولده (عليهم السلام) ﴿ ... وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ... 6 هو من ظلمهم وقتلهم ومنع حقوقهم 9. وهل أعظم من الإقرار بالوحدانية، والشهادة بالرسالة، والتسليم لولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فضلا عن التبري عن أعدائهم؟ وبذلك يكتمل إيمان المؤمن، فلا تعسف ولا تكلف في انطباق هذه المفاهيم على أكمل مصاديقها بعد ذلك 10.