لقد حث الأئمة الأطهار عليهم السلام شيعتهم على التفقه في الدين ، ومعرفة الحلال والحرام ، وما يجب عليهم وما لا يجب ، ونهوهم عن أن يكون حالهم حال الأعراب الجاهلين بأحكام الدين ، والمعرضين عن تعلمها .
نلاحظ أن نفس الخط الذي واجه السلطان محمد خدابنده والعلامة الحلي والمحقق الطوسي رحمهم الله ، واجه الحكم الصفوي ، وبنفس المنطق ! فلا فرق بين أن تقرأ لابن تغري وابن تيمية والذهبي في ذم السلطان ( خربندا ) كما يسمونه ، أو تقرأ للنهروالي في ذم الشاه إسماعيل !
كانت ولاية الأمر بعد النبي صلى الله عليه و آله أمراً مفروغاً عنه ، لأن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه و آله أن يبلغ الأمة ولاية عترته من بعده ، كما هي سنته تعالى في أنبيائه السابقين الذين ورَّث عترتهم الكتاب والحكم والنبوة .
هم الطائفة الإسلامية الكبرى التي تمثِّل ثلاثة أرباع المسلمين في العالم، وهم الذين يرجعون في الفتوى والتقليد إلى أئمّة المذاهب الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل.
يعيش الإنسان في ظلمات نفسه ، ولا يجزيه الله ايجابيا الا اذا اسلم نفسه لله وزكاها ، وعكف على تنمية مواهبه الخيرة ، فالعين هي نعمة الله على الانسان بها يبصر طريقه ، وكذلك الاذن التي يستمع بها الى ما يجري في الحياة ، ولكن النعمة الكبرى والعظيمة هي القلب الذي يبقى مغلقا وعليك انت ان تفتح رموزه وابوابه ليستقبل رحمة الله كما قال ـ تعالى ـ :
لا يشكُّ باحثٌ درسَ السيرة النبويّة، وعرف التاريخ الإسلامي بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي عيّن الأئمة الاثني عشر، ونصّ عليهم ليكونوا خلفاءه من بعده، وأوصياءه على أُمّتهِ. وقد جاء ذكر عددهم في صحاح أهل السنّة، وأنّهم اثنا عشر، وكلّهم من قريش، وقد أخرج ذلك البخاري ومسلم وغيرهما.
نهى الشرع المطهر أتباعه عن أكل الحرام، سواء كان هذا المأكول أموالاً وحقوقًا للناس، وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ أو طعامًا حرم الله تناوله كلحم الخنزير، والدم، والميتة، والخمر، ولهذا كان من الضروري للمسلم تحري حالات الطعام والشراب من حيث الحلال والحرام.
يحاول بعض الكتاب أن يفصل الحركة الصفوية عن التأثير الواسع لموجة التشيع التي أحدثها نصير الدين الطوسي والعلامة الحلي قُدِّس سرهما، في العالم الإسلامي، وخاصة في العراق وإيران. فبعض خصوم الشيعة يريد أن يجعل التشيع مذهباً ابتدعته الدولة الصفوية في مقابل الدولة العثمانية التي تمثل الخلافة ! ولذلك تراه يكذب ويقول إن إيران كانت كلها سنية قبل الصفوين فأجبروها على التشيع !
ويزيده إصراراً على ذلك أنه يرى أن كل ما عند المذاهب أو جله من الإيرانيين، فيرى لكذبته وجهاً من الصحة!
استعمالات الحق كثيرة في القرآن الكريم ، لكنها بحسب الظاهر تطبيقات لمفهوم واحد وبأساليب متعددة ، ولعل من أهم تلك الاستعمالات الكاشفة عن مفهوم الحق الآيات التي اعتبرته نقيضاً للباطل ، والنقيض للباطل إنما هو الحقيقة المطلقة والثابتة يقيناً ، كقوله سبحانه:﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾1، وقوله عز من قائل: ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾2، وقوله تعالى: ﴿ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾3، وقوله جل شأنه: ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾4.
وهذا الاستعمال يشير إلى المفهوم اللغوي السابق الذكر ، ويؤيِّد ذلك الاستعمالات المتفرِّقة في السور القرآنية لهذا اللفظ وباشتقاقات متعددة في معاني الثبوت والإلزام والمطابقة للواقع اليقيني.
العلاقات الاسرية لها دورٌ كبير في توثيق بناء الاسرة وتقوية التماسك بين أعضائها ولها تأثيراتها على نمو الطفل وتربيته ، وايصاله إلى مرحلة التكامل والاستقلال .
والاَجواء الفكرية والنفسية والعاطفية التي تخلقها الاسرة للطفل تمنحه القدرة على التكيّف الجدّي مع نفسه ومع اسرته ومع المجتمع ، ومن هذا المنطلق فان الاسرة بحاجة إلى منهج تربوي ينظم مسيرتها ، فيوزع الادوار والواجبات ويحدّد الاختصاصات للمحافظة على تماسكها المؤثر في انطلاقة الطفل التربوية .
إن الفرار من بطش السلطات الجائرة والهجرة إلى الله وسيلة من أهم وسائل مقارعة الطغاة ووضع أغلالهم ، ووسيلة ضرورية لإيجاد السعة في العمل والسعي لبسط العدل والقسط أو حفظ النفس أو الرسالة . وهذه الوسيلة مارسها الأنبياء والأئمة لتأكيد شرعيتها وأهميتها في قلوب المجاهدين الصادقين ، ولكي لا يكون هناك حرج على المجاهدين حين العمل بها ، بل قد تصل في بعض الأحيان إلى الوجوب حينما تأمر بها القيادة الربانية ، أو حينما يُستضعَف الإنسان ويشتد الخناق على كرامته أو حريته ، وقد تصل أهمية الهجرة إلى الذروة القصوى ، وعندئذ مَنْ يتخلف عن الهجرة يخرج من دائرة الإيمان ، ويقبع في مستنقع النفاق ، وتنقطع ولاية المؤمنين به .
١. في مقاتل الطالبيين / ٣٩٥ : « وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب ، غليظاً على جماعتهم ، مهتماً بأمورهم ، شديد الغيظ والحقد عليهم ، وسوء الظن والتهمة لهم ، واتفق له أن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره ، يسئ الرأي فيهم ، فحسَّن له القبيح في معاملتهم ، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله. وكان من ذلك أن كَرَبَ قبر الحسين (ع) وعَفَّى آثاره ، ووضع على سائر الطرق مسالح له ، لا يجدون أحداً زاره إلا أتوه به ، فقتله ، أوأنهكه عقوبة!
لا بد من وجود اسباب وعوامل تؤدي بالأمة الى الشقاء والتخلف والتبعية وما الى ذلك من سلبيات ، وهناك عوامل واسباب تدفع الامة لان تسير نحو التطور والتحرر تحت الظلال الوارفة للسعادة والكرامة ، ترى ماهي هذه العوامل والاسباب ؟
ومما هيأ من جهته لحديث الغدير الخلود والنشور، ولمفاده التحقق والثبوت، اتخاذه عيدا يحتفل به وبليلته بالعبادة والخشوع، وإدرار وجوه البر، وصلة الضعفاء، والتوسع على النفس، والعائلات، واتخاذ الزينة والملابس القشيبة، فمتى كان للملأ الديني نزوع إلى تلكم الأحوال فطبع الحال يكون له اندفاع إلى تحري أسبابها، و التثبت في شؤونها فيفحص عن رواتها .
أو أن الاتفاق المقارن لهاتيك الصفات يوقفه على من ينشدها ويرويها، وتتجدد له وللأجيال في كل دور لفتة إليها في كل عام، فلا تزال الأسانيد متواصلة، والطرق محفوظة، والمتون مقروئة، والأنباء بها متكرر .
والبحث عن الإمامة بحث في غاية الحساسيّة والاهميّة ، لانّنا نرى وجوب معرفة الإمام ، وعندما نبحث عن الإمام وتعيين الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، نريد أن نعرف الحقّ في هذه المسألة الخلافية ، ثمّ لنتّخذه قدوةً واُسوة ، لنقتدي به في جميع شؤوننا ، وفي جميع أدوار حياتنا .
إنّما نريد أن نعرفه ولنجعله واسطة بيننا وبين ربّنا ، بحيث لو سئلنا في يوم القيامة عن الإمام ، بحيث لو سئلنا يوم القيامة لماذا فعلت كذا ؟ لماذا تركت كذا ؟ أقول : قال إمامي إفعل كذا ، قال إمامي لا تفعل كذا ، فحينئذ ينقطع السؤال .