الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

التوسل والشرك

نص الشبهة: 

هناك بعض الشيعة يدخلون المشاهد الشيعية التي يدخلها الملايين من البشر في كل ساعة ومع ذلك . . فهناك بعض كأنّه يعبد القبر عبادة عمياء لا يدري أنه بشر مثلنا وهو يقول مثلاً : (اشفع لنا يوم القيامة) مثلاً . . ألا تعتبر أن هذا شرك بالله ، والله هو الوحيد الذي يغفر ذنوب الإنس والجن ؟ ولكن أنا أدعو الناس إلى زياره القبور لأنها توعّي الإنسان ، و لكن ليس إلى أن توصل لعبادة القبر . وهل هناك دليل على هذه الأفعال ؟

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
أما بالنسبة لمن يزور المشاهد المشرفة و « كأنه يعبد القبر عبادة عمياء » فنقول :
أولاً : إن زيارة المشاهد المشرفة إن كانت مشروعة ، فإن عدم فهم بعض الناس لها ، وخطأهم في التعامل معها لا يوجب إلغاء مشروعيتها . . بل يوجب السعي لرفع مستوى فهم الناس ، وإزالة الغشاوة عن أعينهم .
ثانياً : إن الشيعة الإمامية يزورون المشاهد المشرفة منذ مئات السنين ، ولم نر أحداً منهم قد ضل عن السبيل بسبب ذلك ، وعبد ذلك القبر أو عبد صاحبه ، وكل ما يدَّعى مما هو خلاف ذلك ، لا يستند إلى دليل .
ثالثاً : إن قول القائل : « اشفع لنا يوم القيامة » معناه : أنه يريد من صاحب القبر أن يطلب له من الله سبحانه وتعالى أن يقضي له حاجته ، ويغفر ذنبه ، وليس في هذا أي شرك أو محذور ، لأن هذا لا يعني : أن لصاحب القبر أي تأثير في قضاء الحاجة أو في المغفرة . .
بل هذا كمال التوحيد ، لدلالته على أن الذي يقضي الحاجات ويغفر الذنوب هو الله سبحانه وحده ، ولو كان الولي هو الذي يقضي أو يغفر لما احتيج إلى جعله شفيعاً لدى غيره .
نعم ، لو طلب من نفس صاحب القبر أن يغفر هو له ذنبه ، وأن يقضي هو حاجته من دون أن يكون لله تعالى أي أثر في ذلك ، لوقع في المحذور الكبير . . ولكن الأمر ليس كذلك كما هو واضح . .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين . . 1 .

  • 1. ميزان الحق . . ( شبهات . . وردود ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، الجزء الرابع ، الأسئلة الملحقة ، السؤال رقم (201) .