ما هو تقييمكم لكتاب الصواعق المحرقة ؟

كتاب الصواعق المحرقة ، و إسمه الكامل هو : الصواعق المحرقة على أهل الرفض و الضلال و الزندقة ، من تأليف ابن حجر المتوفّى سنة : 973هـجرية ، و اسمه الكامل هو : شهاب الدّين أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي الشافعي؛ لُقب بابن حجر نسبة إلى جده الذي كان ملازماً للصمت لا يتكلم إلا عن ضرورة ، فشبّه بالحجر .

تقييم كتاب الصواعق المحرقة و مولفه

مقدمة المؤلف للكتاب تشهد بأن المؤلف إنما ألف الكتاب للنيل من الشيعة و من عقائدهم ، و الدافع الاساس للتأليف إنما هو إرضاء حكام عصره و حب المال و التقرب إلى أصحاب السلطة و القوة ، فهو رغم إطلاعه على المصادر و تضلعه في العلوم المختلفة و معرفته بحقيقة التشيع و صحة معتقداتهم ، و رغم كل ذلك فقد نسب اليهم الضلال و الزندقة و اتهمهم بالبدعة ، كما و أساء إلى أهل بيت النبي المصطفى صلى الله عليه و آله ، و قد خالف ابن حجر في كتابه هذا الكتاب و السنة المحمدية الغراء و أنكر الحق و الحقيقة إرضاءً للحكام و للنفس الأمارة ، كل ذلك بالاستناد إلى أحاديث ضعيفة أو موضوعة ، و ترك الاحاديث الصحيحة و الصريحة و المجمع عليها .
كما و يبدو أنه كان شديد الحب لمعاوية بن أبي سفيان و إبنه الفاسق يزيد بن معاوية ، و كان من مرتزقة السلاطين الجائرين المعادين لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و لأهل البيت عليهم السلام ، و مما يدل على ذلك أنه ألف كتاباً في الرد على مثالب معاوية و الدفاع عنه بطلب من الملك همایون‌ المغولي‌ الهندي ، و أسماه تطهير الجنان و اللسان عن ثلب معاوية بن أبي سفيان .
و الجدير بالذكر أنه عدل عن منهجه هذا شيئاً ما فكتب أيضاً في مناقب أهل البيت و فضائلهم .

الرد على كتاب الصواعق المحرقة

لقد انبرى عدد من علماء الشيعة الابرار للرد على هذا الكتاب و الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام بأقوى الادلة و البراهين فجزاهم الله عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء .
قال العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله : و في القرن العاشر ألف ابن حجر الهيتمي - المتوفى سنة 973 ه - كتابه " الصواعق المحرقة " ألفه سنة 950 ه في مكة المكرمة و قد أثارته كثرة الشيعة و الرافضة بها كما ذكر في خطبة الكتاب.
فرد عليه في الديار الهندية القاضي نور الله التستري، الشهيد سنة 1019 ه بكتاب سماه " الصوارم المهرقة " و قد طبع في إيران سنة 1367 ه و أعيد طبعه بالأفست فيها أيضا مؤخرا.
و رد عليه بالديار اليمنية أحمد بن محمد بن لقمان، المتوفى سنة 1029 ه بكتاب سماه " البحار المغرقة " ذكره الشوكاني في البدر الطالع : 1 / 118 1.
و رد عليه أيضاً علاء الدولة التستري حفيد القاضي نور الله التستري الشهيد بتأليف كتاب أسماه البوارق الخاطفة فى جواب الصواعق المحرقة.
و رد عليه أيضاً الميرزا علي محمد خان الملقب بنظام الدولة بتأليف كتاب الشهاب الثاقب في طرد الشیطان الناصب عن سماء المناقب .
و أيضاً رد عليه زين الدين بن علي بتأليف كتاب البحار المغرقة في ردّ الصواعق المحرقة .
و ألف محمد باقر السبزواري كتاباً أسماه الرد على الصواعق المحرقة .
و رد عليه أيضاً عمران بن احمد دعيبل الخفاجي النجفي في كتابه الرد على الصواعق المحرقة  .

  • 1. موقف الشيعة من هجمات الخصوم : 8 ، للعلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله .