نشر قبل 18 سنة
مجموع الأصوات: 101
القراءات: 52899

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

ما هي المادة التي خلق الله منها ادم و حواء و هل خلقهما من مادة واحدة؟

لا شك في أن المادة الأولية التي خلق الله عَزَّ و جَلَّ منها النوع الإنساني و كوَّنه منها هي الطين ، فأبونا النبي آدم ( عليه السَّلام ) خُلق من مادة الطين ، و بذلك تشهد آيات قرآنية كثيرة ، منها :
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ 1
﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ 2
﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ 3
﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ 4
﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ 5
﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ 6
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا 7
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 8
﴿ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ 9
فيتبيَّن أن خَلقَ الإنسان بصورة عامة و النبي آدم ( عليه السَّلام ) بصورة خاصة كان من مادة الطين من غير شك و ريب .
من أي شيء خُلقت حواء ؟
أما بالنسبة إلى أمنا حواء فنقول أن العموم الوارد في الآيات السابقة يشملها أيضا كما يشمل جميع أفراد البشر ، فهي خُلقت من نفس المادة التي خُلق منها النبي آدم ( عليه السَّلام ) ، و بذلك تشهد الآيات القرآنية أيضا ، و كذلك الأحاديث الواردة عن أهل البيت ( عليهم السَّلام ) .
الدليل من القرآن الكريم :
أما ما يفيد من القرآن الكريم بأن المادة التي تم خلق حواء منها هي الطين ، تماماً كآدم ( عليه السَّلام ) فهو قول الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا 7
و المقصود من النفس الواحدة هو الجنس البشري الواحد بدليل قوله الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 8 ، و قوله تعالى أيضاً : ﴿ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ 9 .
فالمقصود من كل هذه الآيات هو أن الله عَزَّ و جَلَّ خلق الأزواج من جنس واحد ، و ليس المقصود أنه تعالى خلق النساء من أبدان الرجال كما هو واضح .
الدليل من الحديث الشريف :
و أما الدليل من الأحاديث فهو قول النبي ( صلى الله عليه و آله ) : " ... خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ مِنْ طِينٍ ، وَ مِنْ فَضْلَتِهِ وَ بَقِيَّتِهِ خُلِقَتْ حَوَّاءُ ... " 10 .
فالصحيح أن الله عَزَّ و جَلَّ خلق الجنس البشري و النبي آدم ( عليه السَّلام ) أولاً من مادة الطين ، ثم خلق من فاضل تلك المادة الطينية زوجته حواء ، و هذا ما تؤكده الروايات الصحيحة المروية عن أهل البيت ( عليهم السَّلام ) .

تعليقتان

صورة نعيم محمدي أمجد (amjad)

كلام في خلقة آدم الأولى

سلام عليكم ورحمة اللّه

الطين يتكون من التراب والماء،كما هو معروف، وقد أشارت الآية الكريمة إلى أن المادة الأولى هي التراب أيضا بمعنى ثان حيث قال عز من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾. (الحج: 5)

يقول الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) في صِفَةِ خَلقِ آدَمَ (عليه السلام): «ثُمّ جَمَعَ سبحانَهُ مِن حَزْنِ الأرضِ وسَهْلِها، وعَذْبِها وسَبَخِها، تُربَةً سَنَّها (سَنّاها) بالماءِ حتّى خَلَصَت، ولاطَها بالبَلَّةِ حتّى لَزِبَت، فَجَبَلَ مِنها صُورَةً ذاتَ أحناءٍ ووُصولٍ، وأعضاءٍ وفُصولٍ، أجمَدَها حتَّى استَمسَكَت، وأصلَدَها حتّى صَلْصَلَت، لِوَقتٍ مَعدودٍ وأمَدٍ مَعلومٍ. ثُمّ نَفَخَ فيها مِن رُوحهِ فَمَثُلَت (فتَمثّلَت) إنسانا ذا أذهانٍ يُجيلُها وفِكَرٍ يَتَصَرّفُ بها... مَعجونا بطِينَةِ الألوانِ المُختَلِفَةِ، والأشباهِ المُؤتَلِفَةِ، والأضدادِ المُتَعادِيَةِ، والأخلاطِ المُتَبايِنَةِ، مِن الحَرِّ والبَردِ، والبَلَّةِ والجُمودِ». (نهج البلاغة، الخطبة1)

 

وللمزيد يمكنك قراءة:

خلق آدم و حواء

معنى ان الانسان يدفن في التربة التي خلق منها ؟

هل صحيح ان الله خلق حواء من اضلاع او زوائد جسم آدم ؟

 

وسدد اللّه خطاك