نشر قبل 18 سنة
مجموع الأصوات: 126
القراءات: 17204

السائل: 

محمد دخيسي

العمر: 

54

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

وجدة

إذا لم يكن هناك خلاف بين الشيعة و السنة إلا في الإمامة ، فلماذا لا يرتكز الشيعة على أحاديث أبي هريرة ... ؟

السوال: 

إذا لم يكن هناك خلاف بين الشيعة و السنة إلا في الإمامة ، فلماذا لا يرتكز الشيعة على أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه و أحاديث أمنا عائشة رضي الله عنها و كذلك أحاديث الصحيحين البخاري و مسلم ، و لماذا لم يكن هناك مؤتمرا موحدا لإزالة هذا الخلاف الطائفي الذي يرتكز عليه أعداء الإسلام المتربصين بالأمة الإسلامية ، إن أبا بكر الصديق و عمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين كانوا كبار السن من علي رضي الله عنه ، و لم يخلف الرسول أي منهم و ترك الأمر شورى بينهم ، و لم يسلمها لعلي تفاديا للإراثة ، و أنكم تدرون ما آلت إليه الإراثة عند معاوية بعد سيدنا علي رضي الله عنه ، إذن فعلى إخواننا الشيعة أن يتنازلوا عن هذه الأفكار السياسية المحضة و يضموا أفكارهم إلى أفكار إخوانهم السنة و نتفادى الطائفية و نوحد كلمة المسلمين على كلمة لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ؟

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد : قال الله عز و جل : { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } ، ( سورة الزمر : 17 و 18 ) . و نحن نقول : اللهم أرنا الحق حقا حتى نتبعه و أرنا الباطل باطلا حتى نجتنبه . أيها الأخ الفاضل و الكريم : لا شك في أنك توافقنا في الرأي بخصوص أن الأسلوب الموضوعي لمناقشة مثل هذه الأمور الرئيسية و المهمة و التوصل الى الحقيقة انما يكون في الرجوع الى القرآن الكريم أولاً ثم الى الأحاديث الثابتة صدورها عن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) لدى الفريقين ، و بالتأكيد فان هذا الأسلوب الموضوعي هو الذي سيوصلنا الى شاطيء البر و الخير بسلام و هو الذي يضمن لنا وحدتنا و تألفنا و تمسكنا بما جاء به الرسول ( صلى الله عليه و آله ) و يجنّبا الفرقة و الاختلاف . أيها الأخ الكريم : لقد قلت أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) لم يخلف أحداً من بعده و ترك الأمر شورى ! نقول لك إن ما قلته غير صحيح و لا يتوافق ما روته الصحاح التي تعتمدها السنة . فقد جاء في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : قام رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خُماً بين مكة و المدينة ، فحمد الله تعالى و أثنى عليه ، و وعظ و ذكَّر ، ثم قال : " أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، و أنا تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحَثَّ على كتاب الله و رغَّبَ فيه ، ثم قال : " و أهل بيتي ، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي ، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي ، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي " ، ( صحيح مسلم : 4/1873 ، برقم 2408 ، طبعة عبد الباقي ، و أيضا طبعة : دار احياء التراث العربي ، و دار القلم ، بيروت / لبنان ) . و جاء في مسند احمد ، حدثنا أبو النَّضر ، حدثنا محمد ـ يعني ابن طلحة ـ ، عن الأعمش ، عن عطيَّة العَوفي ، عن أبي سعيد الخُدْري ، عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ، قال : " إنّي أُوشكُ أن أُدعى فأُجيب ، و إني تاركٌ فيكم الثَّقَلَين ، كتابَ اللهِ عَزَّ و جَلَّ ، و عِتْرَتي ، كتاب الله حَبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض ، و عترتي أَهْلُ بيتي ، و إن اللطيف الخبير أَخبرني أَنهما لَن يفترقا حتى يَرِدا عليّ الحوض ، فَانْظُرُوني بِمَ تَخلُفُونِي فيهما " ، ( مسند أحمد : حديث : 10707 ، و في هامش الكتاب الموجود على c.d الحديث الشريف ، الثقلين : المراد كتاب الله و أهل بيت الرسول ، عترتي : أهل بيتي ، و يراجع الحديث في صحيح مسلم ، إذ أخرجه في : 4 / 1873 ، عن زيد بن أرقم ) . و جاء في صحيح مسلم عن عائشة قالت : " خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) غداة وعليه مِرْط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : { ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } ، ( صحيح مسلم ( كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل أهل بيت النبي ) : 4 / 1883 حديث 2424 / ، طبعة بيروت ) . هذا و يمكن استخلاص نقاط كثيرة من حديث الثقلين الماضي ذكره ، و فيما يلي نذكر بعض تلك النقاط : 1. التلازم و الاقتران بين القرآن و العترة الطاهرة ، و هم أهل البيت ( عليهم السَّلام ) . 2. كما أن القرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، فالعترة من أهل البيت ( عليهم السَّلام ) كذلك ، فهم معصومون ، و إلاّ لصدق الافتراق ، و ذلك ما نفاه الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) صراحة حيث قال : " لَن يفترقا حتى يَرِدا عليّ الحوض " . 3. التمسك بالقرآن الكريم و العترة الطاهرة ( عليهم السَّلام ) معاً هو العاصم من الضلال ، والضامن لعدم الانحراف عن النهج الإلهي ، و لأن المراد من التمسك بالقرآن هو الأخذ بتعاليمه ، فكذلك التمسك بالعترة الطاهرة من أهل البيت هو الأخذ بتعاليمهم ( عليهم السَّلام ) . فالضلال و الانحراف إنما يأتي من الابتعاد عن العترة الطاهرة لرسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و أهل بيته ( عليهم السلام ) الذين أمرنا الله و رسوله بإتباعهم . و لقد صرَّح الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) في مواضع عديدة أن مقصوده من أهل بيته و عترته هم : إبنته فاطمة الزهراء ، و علي بن أبي طالب ، و الحسن بن علي ، و الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، فقد جاء في مسند أحمد بن حنبل ، عن أم سلمة أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة ( 1 ) فدخلت بها عليه فقال لها : إدعي زوجك و ابنيك ، قالت : فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة و هو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ـ قالت ـ و أنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عَزَّ و جَلَّ هذه الآية : { ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } . قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها السماء ثم قال : اللهم إن هؤلاء أهلُ بيتي و خاصتي فأًذهِب عنهم الرجسَ ، و طَهِّرهم تطهيراً ، اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهِب عنهم الرجسَ و طَهِّرهُم تطهيراً . قالت : فأدخلتُ رأسي البيت فقلت : و أنا معكم يا رسول الله ؟ قال : " إنك إلى خير إنك إلى خير " ، ( مسند احمد بن حنبل : 6 / 292 ، طبعة : بيروت ) . فالقضية ليست كما أشرت و إنما عليك أن تباشر التحقيق الموضوعي بخصوص هذه المسائل المصيرية و المهمة جداً و التي سوف يسألنا الله عز و جل عنها ، و سوف تجد أن النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) لم يجعل أمر الخلافة شورى بين المسلمين ـ كما زعمت ـ و إنما حدد من سيخلفه من بعده تحديداً دقيقاً و عرَّفه بالإسم و الصورة بشكل صريح لا يدع مجالا للشك و الإلتباس ، و أعلن أن علي بن أبي طالب هو الخليفة و الوصي و الولي و الإمام من بعده في مناسبات عدَّة و مواضع عديدة ، و قد نقلت الأحاديث و الروايات المروية عن الصحابة و التابعين في كتب الفرقين هذه الإعلانات الصريحة بصورة غير قابلة للخدش و الإنكار . و مضافاً الى ذلك فقد بيَّن ( صلى الله عليه و آله ) الأئمة الذين سيخلفون علياً من بعده و بيَّن عددهم و أسمائهم و كل ما يتعلق بهم من أمور ، لكن المطامع السياسية و حب الرئاسة هي التي غيَّرت المسار و كانت السبب في حدوث ما حدث ، و من المؤكد أننا اليوم لسنا مسامحين إن تهاونا في معرفة الواقع و التوصل الى الحق و الى النهج الصحيح الذي رسمه الله عز و جل لهذه الأمة ، و علينا أن نعالج هذه المسألة الحساسة و المهمة بالطرق الموضوعية بعيداً عن التعصبات و العواطف ، و بمزيد من الحكمة و الصبر . و لمزيد من التفصيل ننصحك أيها الأخ الفاضل مطالعة إجاباتنا السابقة المرتبطة بهذه المواضيع من خلال الوصلات التالية : http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=541 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=542 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=543 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=544 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=560 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=1805 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=563 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=564 http://www.islam4u.com/almojib/5/0/5.0.9.htm http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=566 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=467 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=471 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=472 http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=473 كما و ندعوك لقراءة الكتب التالية من خلال وصلاتها : www.rafed.net/books/aqaed/mesael-kh/ www.islam4u.com/maktabah_show.php?rid=1310 www.islam4u.com/maktabah_show.php?rid=1311 www.imamsadeq.org/html/book/index.html?id=5 www.yasoob.com/books/htm1/m013/14/no1408.html و نتمنى لك كل خير . ــــــــــــــــ ( 1 ) الخَزِيرَة : حساء من لحم ودقيق .

تعليقتان

صورة أبو حازم

نقاش

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
كلامك الذي تقول ياشيخ عليه ملاحظات من ضمنها أن علي كان أشد الناس تنفيذا لوصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان هذا الكلام الذي تقوله صحيح وتقولون أن الصحابه قد خانوا الامانه ، على الكلام علي أيضا قد خان الامانه لانه لم ينفذ قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لانه لم يقاتل الناس ولَم يرشدهم لما وصاه رسول الله به . وعلي عليه السلام على قولكم انه مؤيد من الله سبحانه وتعالى فقد كان رسول الله مؤيد من الله سبحانه وتعالى واستمر وكون دولته وقاتل عليها ونصره الله وهو لوحده في بداية الامر وجمع الله سبحانه وتعالى شمل الناس عليه، لماذا لم يقاتل علي عليه السلام الناس وأطرهم على الحق أطرا وهو كان أشد الناس واصدق الناس في الرسوخ على الحق وجعل الامه في حيره من أمرها ولماذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يحذر علي عليه السلام من خيانة الصحابه له حاشاهم ، وهو الذي اخبر الامه بكل شي حتى قيام الساعه ولماذا قال للناس استوصوا بأآل بيتي خيرا ولَم يقل باآل بيتي استوصوا بالناس خيرا اذا لو كان كلامكم الذي تقولونه هو الصحيح لقال لاال بيته استوصوا بالناس خيرا ولَم يقل للصحابه استوصوا بال بيتي خيرا، ولماذا لم يخبر الناس في يوم عرفه ان الخلافه في ال بيته ويقول لهم اتبعوا علي لان علي هو خليفة المسلمين من بعدي ، بل رسول الله صلى الله عليه وسلم ورث العلم ولَم يورث الدنائس ، دنائس الحياة الدنيا وملذّاتها وإنما، وعترتي معناه العلم والله اعلم لان العلم أكثره عند ال بيت النبي وال بيت النبي أزواجه ومن ضمنهم علي والحسن والحسين وقد أظن والله اعلم وأنا إنسان جاهل ولاكن بالعقل أظن رسول الله يعلم ان ال بيته سوف يبقون الى يوم القيامه قال تعالى( إنَّا أعطيناك الكوثر) والكوثر هم ال بيته والله اعلم. انتهى نسأل الله ان يرزقنا الحق فنحن طلاب حق لاطلاب ضلاله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صورة العلاقات العامة (PR Islam4u)

غدر الأمة بعلي بن أبي طالب (ع)

أخي الكريم عليكم السلام ورحمة الله و بركاته .. لقد أخبر النبي الأكرم محمد (ص) عليا أمير المؤمنين (ع) بما يجري عليه بعد وفاته في الحديث المروي في مستدرك الحاكم : 3/142  حيث يقول الرسول مخاطبا عليا عليهما والهما الصلاة والسلام : " إن الأمة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي ، ومن أبغضك أبغضني ، وإن هذه ستخضب من هذا ، يعني لحيته من رأسه" . و قد أمر الإمام عليا بالصبر و لم يأمره بقتال الناس كما ذهبت و تعليقك ، فقد جاء في كتاب الخصال عن قول الرسول (صلى الله عليه وآله) : " يا علي إن القوم نقضوا أمرك ، واستبدوا بها دونك ، وعصوني فيك ، فعليك بالصبر حتى ينزل الأمر ! ألا وإنهم سيغدرون بك لا محالة ، فلا تجعل لهم سبيلاً إلى إذلالك وسفك دمك ، فإن الأمة ستغدر بك بعدي ، كذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربى تبارك وتعالى " .إذن هناك حديث عن غدر الأمة كما أن هناك تحديدا لما يجب على الإمام علي (ع) القيام به وهو الصبر حتى ينزل الأمر. كانت هذه المواقف من الأمة تجاه الإمام علي بن أبي طالب في حين أن النبي استوصى باهل بيته خيرا ، فقال (ص) : استوصوا بأهل بيتي خيرا ، فانى أخاصمكم عنهم غدا ، ومن أكن خصمه أخصمه ومن أخصمه دخل النار .. و أي كلام أوضح مقالة وأبين دلالة من حديث الغدير في خلافة وولاية علي بن أبي طالب . أخي الفاضل أدعوك للمزيد من المعلومات مراجعة الروابط التالية :    

هل الشهادة الثالثة لعلي والائمة فريضة ؟

ما هو حديث الغدير ؟

لماذا لم يذكر علي منذ البداية انه موصى له بالخلافة ؟