أولاً: إن الكتب التي أشار إليها في السؤال: الجامعة، والجفر، ومصحف فاطمة وغير ذلك.. ليست من الكتب المنزلة من عند الله، ولا هي حتى من الأحاديث القدسية.. وفي الأحاديث التي أوردها دلالات عديدة على ما نقول..
هل كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يعرف مصحف فاطمة؟! إن كان لا يعرفه، فكيف عرفه آل البيت من دونه، وهو رسول الله؟! وإن كان يعرفه، فلماذا أخفاه عن الأمة؟!
خلّف النبيّ (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته مصدرين مهمّين هما : كتاب الله المجيد وسنته (صلى الله عليه وآله وسلم) الشريفة . وهذان المصدران هما الركيزتان الأساسيّتان اللّتان يقوم عليهما الإسلام
كما تكون مواريث الأنبياء تكون عند أوصيائهم ، ثم عند الأنبياء الذين يأتون بعدهم ، كذلك مواريث الأوصياء تكون عند الأئمة من بعدهم . . وهذه الكتب ، وكذلك سائر مواريث الأنبياء تكون عند الإمام في حضوره وفي غيبته .
ان لفظة «مصحف» هي بمعنى القرآن في لغة العرب، وكذا في عصر النبي، والحال أنّ لفظة «مصحف» أُخذت من لفظة «صحيفة» وهي بمعنى مطلق الكتاب . وكان لبنت رسول الله مصحف جمعت فيه علومها لتتركه لأبنائها من بعدها كأفضل ميراث وأعزّ ذكرى.
لقد كثُر الكلام حول ما يُسمى بمُصحف فاطمة ( عليها السَّلام ) ، و لقد حاول أعداء أهل البيت ( عليهم السَّلام ) التشنيع على الشيعة من خلال اتهامهم بأن لهم قرآناً آخر يأخذون منه أحكام الدين غير القرآن الكريم يُسمونه مصحف فاطمة . هذا ما يقوله أعداء مدرسة أهل البيت ( عليهم السَّلام ) ، و هو اتهام رخيص ليس له أي قيمة علمية ، إذ سرعان ما يجد الباحث بطلان هذا الكلام لدى رجوعه إلى الواقع الخارجي ، ولدى مراجعته للنصوص المأثورة عن أئمة أهل البيت ( عليهم السَّلام ) .