الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

إلى أيّ مدى ترتبط البصيرة بمرحلة الانتظار والتمهيد للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف؟

 ورد في رواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "واللهِ، لا يكون ما تَمدّون إليه أعيُنَكُم حتّى تُمحَّصوا وتُميَّزوا، وحتّى لا يبقى منكم إلّا الأندَرُ فالأندَر"1. في هذه الفتن، يحتاج الإنسان إلى البصيرة، فقد وصفت بعضُ الروايات المنتظِرين بـ"أهل البصائر". عندما غاب نبيّ الله موسى عليه السلام، وخلفه هارون، جاء السامريُّ بخدعة العجل، وأضلّ الناس عن اتّباع هارون. في ذلك الزمن، كان بلاء الناس بهارون، فالكلّ كان يدرك وجوبَ طاعة موسى عليه السلام، إلّا أنّهم امتُحنوا بهارون. ولذلك، عندما عاد موسى، قال: ﴿ ... بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي ... 2، معاتباً لهم لأنّهم لم يطيعوا هارون. فنحن أيضاً ندرك وجوبَ طاعة إمام زماننا عجل الله تعالى فرجه الشريف، ولكن فتنتنا تكمن في معرفة نائبه ووليّ أمرنا في زمان غَيبته، عن طريق البصيرة، والذي هو السيّد عليّ الخامنئيّ دام ظله، نائبُ الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف والموصلُ إليه. كما يجب الوثوق بكلّ ما يصدر عنه من تحليلات، ومواقف، واستشراف للمستقبل؛ لأنّه دائماً يكون صائباً والحمد لله. ولهذا، يؤكّد سماحة الإمام القائد دام ظله ضرورة أن تمتلك الجبهة، والشعوب، والأمم البصيرة. فالمؤمن من دون بصيرة لا يمكن أن يأمن النجاة؛ لأنّه قد يقع في مؤامرة كمؤامرة صفّين، ويصير كالخوارج، وما أكثر الخوارج في زماننا! هؤلاء المسلمون الذين يقفون ضدّ المقاوَمة، والجمهوريّة، وحزب الله؛ هم خوارج بسبب فقدانهم البصيرة 3.

 

 

  • 1. الغيبة، النعماني، ص216.
  • 2. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 150، الصفحة: 169.
  • 3. مقتبس من مقابلة أجرتها مجلة (بقية الله) مع سماحة السيد هاشم الحيدري حفظه الله.