الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

السابقيات الذهنية من النسبية الى الواقع

السابقيات لدى كل مولِّد للمعارف والأفكار، هي عبارة عن الميولات النفسية والذهنية التي تلقي بظلالها على سائر الاستنتاجات التي يولدها المفسر للنصوص.

وقد وقفت الهرمنوطيقا موقفاً سلبياً تجاه هذه السابقيات، حيث انطلقت منها للتأسيس للنظرية النسبية في المعرفة، فالهرمنوطيقا ترى أن لكل مفسّر أفقه الفكري الذي يتميز به عن غيره من المفسرين، من حيث السعة والضيق في المعنى والمفهوم، ومن حيث الشمول وعدمه من جهاتهما المتعددة الزمانية والمكانية والشخصية، ومن حيثيات أخرى كثيرة تفرضها بيئة الزمان والمكان ومستوى التراكم المعرفي للمفسر، وكل ذلك يلقي بظلال واسعة على النص فيعطيه أبعاداً متعددة بتعدد الذهنيات المفسِّرة، وبالتالي ستكون المعارف بأجمعها نسبية.

إلا أن هذه السابقيات في نظر المفكرين الاسلاميين الذين يعملون على قراءة النصوص الدينية لا تشكل عائقاً يمنع من الوصول إلى الحقائق الثابتة، وذلك بملاحظة شرطين أساسين، أولهما إذا كانت تلك السابقيات متولِّدة عن النص نفسه، وثانيهما مخالفة الهوى1.

  • 1. منشور في صحيفة الدار الكويتية - الشيخ فيصل العوامي.