مركز الإشعاع الإسلامي

ومما جاء في فضل صلة الأرحام في الحديث الشريف أنها خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ، وأنها أعجل الخير ثواباً ، وأنها أحبّ الخطىٰ التي تقرب العبد إلىٰ الله زلفىٰ ، وتزيد في ايمانه .

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألا أدلكم علىٰ خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ؟ من عفا عمن ظلمه ، ووصل من قطعه ، وأعطىٰ من حرمه »4.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أعجل الخير ثواباً صلة الرحم ، وأسرع الشر عقاباً البغي »5.

وقال الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام : « ما من خطوة أحبّ إلىٰ الله عزَّ وجلَّ من خطوتين : خطوة يسدّ بها المؤمن صفّاً في سبيل الله ، وخطوة إلىٰ ذي رحم قاطع »6.

وقال الإمام موسىٰ الكاظم عليه‌السلام : « صلة الارحام وحسن الخلق زيادة في الايمان »5.

ولقد رتّب الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام حقوق الأرحام تبعاً لدرجات القرب النسبي ، فيجب صلة الأقرب فالأقرب ، فقال : « وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة ، فأوجبها عليك حقّ أُمك ، ثم حقّ أبيك ، ثم حقّ ولدك ، ثم حقّ أخيك ، ثم الأقرب فالأقرب ، والأول فالأول »7.

وتتجلىٰ مظاهر الصلة بالاحترام والتقدير والزيارات المستمرة وتفقد أوضاعهم الروحية والمادية ، وتوفير مستلزمات العيش الكريم لهم ، وكفّ الأذىٰ عنهم .

ولقد دعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام إلىٰ تفقّد أحوال الأرحام المادية وإشباعها ، فقال : « ألا لا يعدلنَّ أحدكم عن القرابة يرىٰ بها الخصاصة أن يسدّها بالذي لا يزيده إن أمسكه ، ولا ينقصه إن أهلكه ، ومن يقبض يده عن عشيرته ، فإنّما تقبض منه عنهم يد واحدة ، وتقبض منهم عنه أيدٍ كثيرة ، ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة »8.

وأدنىٰ الصلة هي الصلة بالسلام ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « صلوا أرحامكم ولو بالسلام»9.

وأدنىٰ الصلة المادية هي الاسقاء ، قال الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام : « صل رحمك ولو بشربة ماء... »10.

ومن مصاديق صلة الأرحام كفّ الأذىٰ عنهم ، قال الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام : « عظّموا كباركم ، وصلوا أرحامكم ، وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفّ الأذىٰ عنهم »11 12.