مجموع الأصوات: 13
نشر قبل 5 أشهر
القراءات: 1290

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما هو المقصود من إحاطة الله العلمیة بالموجودات؟

الجواب الاجمالي

إنّ جمیع ما ینفذ فی الأرض یعلم به الله، سواء قطرات المطر والسیول. ومن بذور النبات التی تنتشر فی الأرض بمساعدة الهواء والحشرات. ومن جذور الأشجار التی تنفذ ـ بحثاً عن الماء والغذاء ـ إلى أعماق الأرض. ومن أنواع المعادن والذخائر التی کانت یوماً على سطح الأرض ثمّ دفنت فیها. من أجساد الموتى وأنواع الحشرات... نعم انّه یعلم بکلّ ذلک. ثمّ انّه یعلم بالنباتات التی تخرج من الأرض. وغيرها وغيرها.

الجواب التفصيلي

لقد أشار القرآن المجید فی الآیة 4 من سورة «الحدید» إلى لمحة من علم الله حیث یقول:﴿ ... يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ... 1.
وبالرغم من أنّ جمیع هذه الاُمور التی ذکرت فی الآیات السابقة قد جمعت فی تعبیر ﴿ ... وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 2 إلاّ أنّ توضیح هذه الاُمور یعطی للإنسان توجّهاً أکثر فی مجال سعة علم الله.
نعم، إنّ جمیع ما ینفذ فی الأرض یعلم به الله، سواء قطرات المطر والسیول. ومن بذور النبات التی تنتشر فی الأرض بمساعدة الهواء والحشرات. ومن جذور الأشجار التی تنفذ ـ بحثاً عن الماء والغذاء ـ إلى أعماق الأرض. ومن أنواع المعادن والذخائر التی کانت یوماً على سطح الأرض ثمّ دفنت فیها. من أجساد الموتى وأنواع الحشرات... نعم انّه یعلم بکلّ ذلک.
ثمّ انّه یعلم بالنباتات التی تخرج من الأرض. وبالعیون التی تفور من أعماق التراب والصخور. وبالمعادن والکنوز التی تظهر. وبالبشر الذین ظهروا ثمّ ماتوا. وبالبراکین التی تخرج من أعماقها. وبالحشرات التی تخرج من بیوتها وجحورها. وبالغازات التی تتصاعد منها. وبأمواج الجاذبیة التی تصدر منها الجاذبیة... الله تعالى یعلم بذلک جزءاً جزءاً وذرّة ذرّة.
وکذلک ما ینزل من السماء من قطرات المطر إلى أشعّة الشمس الباعثة للحیاة.
ومن الأعداد العظیمة من الملائکة إلى أنوار الوحی والکتب السماویة.
ومن الأشعّة الکونیة إلى الشهب والنیازک المنجذبة نحو الأرض، إنّه عالم بأجزاء کلّ ذلک.
وکذلک ما یصعد إلى السماء، أعمّ من الملائکة، وأرواح البشر، وأعمال العباد، وأنواع الأدعیة، وأقسام الطیور، والأبخرة، والغیوم وغیر ذلک، ممّا نعلمه وممّا لا نعلمه، فإنّه واضح عند الله وفی دائرة علمه.
وإذا فکّرنا قلیلا بأنّ فی کلّ لحظة تدخل الأرض ملایین الملایین من الموجودات المختلفة، وملایین الملایین من الموجودات تخرج منها، وملایین الملایین تنزل من السماء أو تصعد إلیها، حیث تخرج عن العدّ والحصر والحدّ، ولا یستطیع أی مخلوق أن یحصیها... إذا فکّرنا بهذا الموضوع قلیلا فسنعرف مدى إتّساع علمه سبحانه.
وأخیراً فی رابع وخامس صفة له سبحانه یرکّز حول نقطة مهمّة حیث یقول:﴿ ... وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 1.
وکیف لا یکون معنا فی الوقت الذی نعتمد علیه، لیس فی إیجادنا فحسب، بل فی البقاء لحظة بلحظة ـ أیضاً ـ ونستمدّ منه العون، إنّه روح عالم الوجود، بل هو أعلى من ذلک وأسمى.
فالله معنا فی کلّ الحالات وفی کلّ الأوقات، فهو معنا یوم کنّا ذرّة تراب مهملة، وهو معنا یوم کنّا أجنّة فی بطون اُمّهاتنا، وهو معنا طیلة عمرنا، وفی عالم البرزخ... فهل بالإمکان ـ مع هذا ـ ألاّ یکون مطّلعاً علینا؟
الحقیقة أنّ الاحساس بأنّ الله معنا فی کلّ مکان یعطی للإنسان عظمة وجلالا من جهة، ومن جهة اُخرى یخلق فیه إعتماداً على النفس وشجاعة وشهامة، ومن جهة ثالثة فإنّه یثیر إحساساً شدیداً بالمسؤولیة، لأنّ الله حاضر معنا فی کلّ مکان، وناظر ومراقب لأعمالنا، وهذا أکبر درس تربوی لنا. وهذا الاعتقاد یمثّل دافعاً جدّیاً للتقوى والطهارة والعمل الصالح فی الإنسان، ویعتبر رمز عظمته وعزّته.
أجل: إنّ مسألة أنّ الله تعالى معنا دائماً وفی کلّ مکان هی حقیقة ولیست کنایة ومجازاً، حقیقة مقبولة للنفس ومربّیة للروح، ومولّدة للخوف والمسؤولیة 3.