انتصر ( معن بن زائدة ) في الحرب الضروب التي وقعت على حدود مدينة كابل ، فغنم الكثير وأسرَ العديد ، وعسكر في ( رخج ) على مشارف كابل ، حيث أنزل الجنود الأحمال وأراحوا الجياد مِن سروجها ، وفجأة شاهدوا غباراً كثيفاً يرتفع إلى عنان السماء ، فظنَّ معن أنَّ جيشاً مِن الأعداء يتقدَّم ، فأمر بقتل جميع الأسرى فقتل بهذا الأمر نحو أربعة آلاف أسيراً .

حُكِيَ أَنَّ الْحَسَنَ ( عليه السَّلام ) لَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ قَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ: أُرِيدُ أَنْ أَعْلَمَ حَالَكَ يَا أَخِي؟

عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ 1 ( عليه السَّلام ) قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه و آله ) بِأُسَارَى فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ وَ خَلَّى رَجُلًا مِنْ بَيْنِهِمْ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: كَيْفَ أَطْلَقْتَ عَنِّي؟
فَقَالَ: "أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عَنِ اللَّهِ أَنَّ فِيكَ خَمْسَ خِصَالٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ:
1. الْغَيْرَةَ الشَّدِيدَةَ عَلَى حَرَمِكَ.

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : " مَنْ أَكَلَ الطَّعَامَ عَلَى النَّقَاءِ 1 ، وَ أَجَادَ الطَّعَامَ تَمَضُّغاً ، وَ تَرَكَ الطَّعَامَ وَ هُوَ يَشْتَهِيهِ ، وَ لَمْ يَحْبِسِ الْغَائِطَ إِذَا أَتَاهُ ، لَمْ يَمْرَضْ إِلَّا مَرَضَ الْمَوْتِ "

قال الراوي : قُلْتُ لَهُ ـ أي الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) ـ لِأَيِّ عِلَّةٍ أَغْرَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا فِي زَمَنِ نُوحٍ ( عليه السَّلام ) وَ فِيهِمُ الْأَطْفَالُ وَ مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ ؟

رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ ؟
فَقَالَ : لِأَنَّكُمْ عَمَرْتُمُ الدُّنْيَا وَ أَخْرَبْتُمُ الْآخِرَةَ ، فَتَكْرَهُونَ أَنْ تُنْقَلُوا مِنْ عُمْرَانٍ إِلَى خَرَابٍ .
فَقَالَ لَهُ : فَكَيْفَ تَرَى قُدُومَنَا عَلَى اللَّهِ ؟
فَقَالَ : أَمَّا الْمُحْسِنُ مِنْكُمْ فَكَالْغَائِبِ يَقْدَمُ عَلَى أَهْلِهِ ، وَ أَمَّا الْمُسِي‏ءُ مِنْكُمْ فَكَالْآبِقِ يُرَدُّ عَلَى مَوْلَاهُ .
قَالَ : فَكَيْفَ تَرَى حَالَنَا عِنْدَ اللَّهِ ؟

قَالَ الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) : " إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ لَهُ ابْنٌ ، وَ كَانَ لَهُ مُحِبّاً ، فَأُتِيَ فِي مَنَامِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ ابْنَكَ لَيْلَةَ يَدْخُلُ بِأَهْلِهِ يَمُوتُ .
قَالَ : فَلَمَّا كَانَ تِلْكَ اللَّيْلَةُ وَ بَنَى عَلَيْهِ أَبُوهُ تَوَقَّعَ أَبُوهُ ذَلِكَ ، فَأَصْبَحَ ابْنُهُ سَلِيماً !
فَأَتَاهُ أَبُوهُ ، فَقَالَ لَهُ : يَا بُنَيَّ هَلْ عَمِلْتَ الْبَارِحَةَ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ ؟!
قَالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّ سَائِلًا أَتَى الْبَابَ ، وَ قَدْ كَانُوا ادَّخَرُوا لِي طَعَاماً فَأَعْطَيْتُهُ السَّائِلَ .

روى ابن أبي الحديد 1 أن إنسانا قال لموسى بن جعفر ( عليه السَّلام ) 2 إني رأيت الليلة في منامي أني سألتك كم بقي من عمري ؟
فرفعت يدك اليمنى و فتحت أصابعها في وجهي مشيرا إلي ، فلم أعلم خمس سنين ، أم خمسة أشهر ، أم خمسة أيام ؟

رُوِيَ عن هند بنت الحارث الفراسية ، عن أم الفضل أنها قالت : دخل رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) على رجل _ مريض _ يعوده ، و هو 1 شاكٍ 2 ، فتمنَّى الموت .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " لا تتمنَّى الموت ، فإنك إن تَكُ محسناً تزدد إحساناً إلى إحسانك ، و إن كنت مُسيئاً فتؤخر لتُستعتب ، فلا تمنَّوا الموت " .