نشر قبل 17 سنة
مجموع الأصوات: 78
القراءات: 9654

السائل: 

محب قاتل المارقين و الفاسقين و الناكثين

العمر: 

22

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

الكويت

أنني قد قرأت رواية مفادها عدم جواز العلاج بما حرم الله ، لأن الله لم يجعل الشفاء في ما حرمه ... ؟

السوال: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

شيخنا الفاضل بارك الله بكم و نفع بكم الإسلام و المسملين و زادكم علما فوق علمكم .

كان في إحدى إجاباتكم على الرابط التالي :

http://islam4u.com/daily_question_show.php?fq_id=2917

بأنه يجوز أكل الطحال ( و هو محرم لدى شيعة أهل البيت عليهم السلام ) إذا ما كان المريض مضطرا لذلك من أجل العلاج .

و السؤال هو : أنني قد قرأت رواية للإمام أبا عبدالله الحسين ينص مفادها بأنه لا يجوز العلاج بما حرم الله لأن الله لم يجعل الشفاء في ما حرمه .

فكيف يمكن الجمع بين فتواكم سماحة الشيخ و حديث الإمام الحسين عليه السلام ؟

الأمر الآخر : و عليه : توصل العلماء الغرب إلى دراسة مفادها أن مرضى السكر قد يمكن شفاؤهم إذا ما إستبدلو البنكرياس البشري لهم ببنكرياس الخنزير ـ زرع بنكرياس الخنزير بجسم الإنسان ـ علما بأن الخنزير نجس و وسخ و يحمل الكثير من الجراثيم و الميكروبات ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :

لا يجوز التعالج بالحرام ما دام هناك بديلاً لذلك ـ حسب علم المكلَّف ـ ، و صحيح أن الله عز و جل لم يُحصر العلاج في الحرام لكن قد يضطر الانسان في ظروف خاصة الى استعمال الحرام لإنقاذ نفسه من الهلاك ، كما لو إضطر الانسان لأكل الميتة إذا فقد ما يأكله حتى أوشك على الموت من شدة الجوع ، و قد يضطر الى أن يشرب الماء النجس إذا لم يجد ما يشربه و كان إنقاذ نفسه متوقفاً على شرب الحرام ، فالعقل و الشرع يحكمان بجواز استعمال الحرام ، بل بوجوبه ، لأن حفط النفس واجب .

قال الله عز و جل : { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ } ، ( سورة الأنعام : 119 ) .

فقول الله تعالى : " إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ " مسوغ لإستعمال الحرام في مثل هذه الحالات .

و قد رُوِيَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ أنهُ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصادق ـ ( عليه السلام ) : أَخْبِرْنِي جُعِلْتُ فِدَاكَ لِمَ حَرَّمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الْخَمْرَ وَ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ ؟

فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى لَمْ يُحَرِّمْ ذَلِكَ عَلَى عِبَادِهِ وَ أَحَلَّ لَهُمْ سِوَاهُ رَغْبَةً مِنْهُ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ وَ لَا زُهْداً فِيمَا أَحَلَّ لَهُمْ ، وَ لَكِنَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ وَ عَلِمَ عَزَّ وَ جَلَّ مَا تَقُومُ بِهِ أَبْدَانُهُمْ وَ مَا يُصْلِحُهُمْ فَأَحَلَّهُ لَهُمْ وَ أَبَاحَهُ تَفَضُّلًا مِنْهُ عَلَيْهِمْ بِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِمَصْلَحَتِهِمْ ، وَ عَلِمَ مَا يَضُرُّهُمْ فَنَهَاهُمْ عَنْهُ وَ حَرَّمَهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ أَبَاحَهُ لِلْمُضْطَرِّ وَ أَحَلَّهُ لَهُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي لَا يَقُومُ بَدَنُهُ إِلَّا بِهِ ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَنَالَ مِنْهُ بِقَدْرِ الْبُلْغَةِ لَا غَيْرِ ذَلِكَ ... " ، ( الكافي : 6 / 242 ) .

و بالنسبة الى زرع بنكرياس الخنزير في جسم الانسان المبتلى بعجز البنكرياس فحكمه الجواز أيضا لو اضطر اليه المريض .