الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

اثبات خصائص الانبياء للأئمة كفر..

نص الشبهة: 

لقد كفرت القاديانية بادعائها النبوة لزعيمها، فما الفرق بينها وبين الشيعة الذين يزعمون لأئمتهم خصائص الأنبياء وزيادة؟! أليس هذا مدعاة للكفر؟! أو يذكرون لنا الفروق الجوهرية بين الإمام والرسول؟! وهل جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليبشرنا باثني عشر ـ إماماً ـ أقوالهم كأقواله، وأفعالهم كأفعاله، معصومون مثله تماماً... ؟!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً: إن أعظم ما يشنِّع به هؤلاء على الشيعة قولهم بعصمة أئمتهم، وبأنهم يعلمون الغيب ولديهم قدرات خارقة.
ونحن نرى ذلك كله ليس بالأمر العجيب، لأن له نظائر. فقد قال تعالى: ﴿ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ 1.
فآصف بن برخيا، لم يكن نبياً، ومع ذلك فقد كان لديه علم من الكتاب استطاع به أن يقوم بعمل خارق، وهو الإتيان بعرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس قبل ارتداد الطرف..
وقد جعل النبي «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه السلام» منه بمنزلة هارون من موسى، وجعله الله تعالى في آية المباهلة نفس رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فإذا استثنينا خصوصية النبوة التي كانت خاصة بالنبي «صلى الله عليه وآله» دون علي «عليه السلام»، فما الدليل على استثناء ما عداها، خصوصاً مع التأكيد على أنه «عليه السلام» يملك الأهلية لتلك الرحمات والألطاف والعطاءات الربانية من خلال اعتباره نفس النبي «صلى الله عليه وآله»، وأخاه وهو منه بمنزلة هارون من موسى.
وعدم إعطائه «عليه السلام» مقام النبوة لا يعني أنه لا يعطيه من رحماته، وألطافه.
أما العصمة، فهي ليست من مختصات النبوة، وإن كانت من لوازمها بمعنى أنه كلما وجدت النبوة وجدت العصمة، ولكن قد تتحصَّل لمن ليس بنبي، بأن كان وصياً. فمريم مثلاً، وكذلك خديجة، وآسية بنت مزاحم كانت لهن مرتبة العصمة ولسن أنبياء.
فالعصمة والقدرة على بعض الأمور الخارقة للعادة بسبب علوم خاصة يحصل عليها بعض الأوصياء، وكذلك المعرفة ببعض الغيوب من خلال الإختصاص بالنبي.. فلا معنى لادعاء اختصاص ذلك كله بالأنبياء..
ثانياً: لا مجال لقياس الشيعة الذين يقولون: لا نبوة لأحد بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، بالقاديانية الذين ينكرون ختم النبوة، ويدعون النبوة لغير رسول الله «صلى الله عليه وآله»..
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله.. 2.

  • 1. القران الكريم: سورة النمل (27)، الآية: 40، الصفحة: 380.
  • 2. ميزان الحق.. (شبهات.. وردود)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1431 هـ. ـ 2010 م.، الجزء الثاني، السؤال رقم (74).