الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

النبي يعالج ابن الاعرابية

نص الشبهة: 

وروي: أنه في هذه الغزوة {غزوة ذات الرقاع} جاءت امرأة بدوية بابنها إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، فقالت له: يا رسول الله، هذا ابني قد غلبني عليه الشيطان، ففتح فاه فبزق فيه، وقال: اخسأ عدو الله أنا رسول الله. ثم قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لها: شأنك بابنك، لن يعود إليه شيء مما كان يصيبه. فكان كذلك (السيرة الحلبية ج2 ص274). وذكرت هذه القصة في غزوة المريسيع أيضاً (السيرة الحلبية ج2 ص292) التي ستأتي في حوادث السنة السادسة.

الجواب: 

ونقول:
1 ـ إن هذه الأعرابية قد جاءت بولدها إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ليداويه لها. منساقة في ذلك بدافع من إحساسها الفطري بما لرسول الله «صلى الله عليه وآله» من قداسة وطهر، وكرامة على الله سبحانه، وبأنه مصدر للبركات والكرامات.
وقد استجاب «صلى الله عليه وآله» لها، وعالج ولدها بطريقة تكرس هذا الشعور لديها، ولدى كل من حضر وعاين ما يجري، حيث تفل في فم ولدها، وأخبرها بالنتيجة بصورة قطعية.
وذلك يكذب ما يريد البعض أن يدعيه من أنه صلى الله عليه وآله مجرد طارش ورسول، أبلغ الناس رسالة وانتهى، ولا شيء سوى ذلك.
ثم يقولون: إن القداسة إنما هي لرسالته وليست له، فلا داعي للغلو فيه، ولا للتبرك بآثاره.
2 ـ إن ذلك يشير أيضاً: إلى أن على الناس أن يعوا: أن للأمور المعنوية والروحية دورها في دفع البلايا التي يتعرض لها الإنسان كما أن عليهم أن يؤمنوا بأن ما يعتري الإنسان من أعراض وأمراض، ليس كله ناشئاً عن تحولات مادية فيه، ولا يمكن تفسيره كله على هذا الأساس. فإن هناك قوى خفية تشارك أيضاً في التأثير في حياة الإنسان وفي سلامته. وإن معالجة آثار تصرفاتها لا يكون من خلال الوسائل المادية في أحيان كثيرة، بل لا بد من وسائل أخرى قد لا يؤمن بها كثير من الماديين 1.

  • 1. الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله وسلم)، العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الخامسة، السنة 2005 م ـ 1425 هـ . ق، الجزء العاشر.