الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

تحير ابي بكر في حراسته للنبي

نص الشبهة: 

ويقولون: إن أبا بكر كان في الطريق إلى الغار، تارة يمشي أمام النبي «صلى الله عليه وآله»، وأخرى خلفه، وثالثة عن يمينه، ورابعة عن يساره؛ فسأله رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن ذلك، فقال: يا رسول الله، أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك، ومرة عن يسارك، لا آمن عليك (تاريخ الخميس ج1 ص326 ، والسيرة الحلبية ج2 ص34.).

الجواب: 

وهذا كلام لا يصح.

أولاً: لأن حزنه في الغار، وخوفه وهو يرى الآيات والمعجزات التي يذكرها نفس هؤلاء الراوين لهذه الرواية قد زاد في كدر النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»، حتى لقد احتاج النبي «صلى الله عليه وآله» إلى أن ينزل الله سكينته عليه.
ثانياً: عدا عن ذلك فإنه لا معنى لتخوف الرصد، فقد كانت قريش مطمئنة إلى أنها تحاصر النبي «صلى الله عليه وآله»، وتحيط به، وأنه لن تكون له نجاة من مكرها وكيدها، ثم هل كان لديه سلاح يدفع به عن النبي «صلى الله عليه وآله»، أو عن نفسه؟!.
ثالثاً: أضف إلى ذلك كله: فراره في أحد، وحنين، وخيبر، كما سنرى إن شاء الله تعالى، ولم يؤثر عنه فيما سوى ذلك أي موقف شجاع يذكر، وقد يكون للقصة أصل إذا كان يفعل ذلك من جهة خوفه على نفسه، فكان يبحث عن موقع يشعر فيه بالأمن فلا يجده!! ثم حرفت وحورت حتى صارت كما ترى، فتبارك الله أحسن الخالقين!! 1.

  • 1. الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله)، العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الخامسة، سنة 2005 م. ـ 1426 هـ. ق، الجزء الرابع.