مجموع الأصوات: 27
نشر قبل 5 أيام
القراءات: 201

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

تفسير سورة البقرة: الايات 21-39

21 ـ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ... 1 حقا وصدقا لا رياء ونفاقا ﴿ ... الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ... 1 لما عدّد سبحانه فرق المكلّفين من المؤمنين والكافرين والمنافقين ـ أفهمهم جميعا أنه هو وحده خالق الأولين والآخرين ورازقهم ، فعليهم أن يعبدوه ويطيعوه ﴿ ... لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 1 ما من شك أن من يصلي لله مخلصا له الدين فإنّه يتّقي معاصيه أيضا في غير الصلاة.
22 ـ ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا ... 2 مستقرا لا غنى عنه ﴿ ... وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ... 2 كالقبة المضروبة على هذا المستقر بحسب الرؤية البصرية ﴿ ... وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ... 2 لتشكروا الله على فضله ، وتفكروا في خلقه ولتعلموا أنه هو الخالق الذي ليس كمثله شيء  ﴿ ... فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ... 2 شركاء ﴿ ... وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ 2 أي تعقلون وتميّزون وتدركون أنه لا خلق بلا خالق.
23 ـ ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا ... 3 بعد ما ذكر سبحانه وجوب الإيمان به أشار إلى وجوب الإيمان بمحمد (ص) ، ومن الأدلة عليه هذا التحدي : ﴿ ... فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ... 3 الضمير يعود إلى القرآن ، وسميّت الآية المعيّنة المحدودة سورة تشبيها بسور المدينة الذي يحيط بمساكن معيّنة محدودة ﴿ ... وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 3 أرسل سبحانه محمدا للناس بحجّة كافية. وهي إعجاز القرآن بما فيه من معان وبيان. وتحدى من جحد بأن يأتي بسورة مثله مبني ومعنى. ثم يقارن في حضور العقلاء بين القرآن وبين ما يأتي به الجاحد ، فإن شهدوا أنهما بمنزلة سواء فليبق على كفره بل وليدع إلى الكفر بمحمد ورسالته ، وإن شهد العقلاء بعجزه فهو الكاذب والمفتري ، أما محمد (ص) فهو الصادق الأمين 4.
24 ـ ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ... 5 القطع بالعجز قبل أن يحاولوا تحدّثان ، وكفى بعجزهم رغم المحاولة شاهدا ودليلا ﴿ ... فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ 5 الوقود ما يوقد به ، والفرق بين نار جهنم ونار الدنيا أن وقود الأولى ناس وحجارة كانت من قبل أصناما. ووقود الثانية بترول وفحم وحطب.
25 ـ ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ... 6 بعد أن هدّد وتوعد الكافرين بالجحيم وعد وبشر المؤمنين بالنعيم ﴿ ... كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ... 6 في اللون دون الطعم ﴿ ... وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ... 6 من كل عيب ودنس روحا وجسما ﴿ ... وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 6 ملك قائم ونعيم دائم.
26 ـ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ... 7 «ما» زائدة للتوكيد ، وبعوضة مفعول أول ، ومثلا مفعول ثان. قال المشركون : الله لا يضرب الأمثال بالبعوضة الحقيرة ، فردّ سبحانه بأنه لا يترك التمثيل بالبعوضة ترك المستحي ما دام القصد من التمثيل مجرد التفهيم والتقريب إلى العقول والأذهان ﴿ ... فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ... 7 أي أن أهل العلم والعقل لا يرون التمثيل بالبعوضة منافيا لجلال الله وعظمته ﴿ ... وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ... 7 يقولون ذلك جهلا أو تضليلا ﴿ ... يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا ... 7 السبب المباشر للإضلال هو التمثيل بالبعوضة ، وأسند إلى الله تعالى في الظاهر لأنه هو الذي ضرب المثل. أشبه بما لو عملت عملا جليلا فمات عدوّك حسدا ، فأيّ ذنب فعلت؟ ﴿ ... وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ... 7 من العقلاء الراغبين في الهداية ﴿ ... وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ 7 أبدا لا سلطان للشيطان إلا على أوليائه 8.
27 ـ ﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ ... 9 يفسخون ﴿ ... عَهْدَ اللَّهِ ... 9 وهو إعمال العقل والعمل بوحيه كما قال سبحانه : أفلا تعقلون أفلا تتفكرون؟ ﴿ ... مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ... 9 الميثاق الثبوت والإحكام ﴿ ... وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ... 9 كالبر بالرحم ونصرة الحق ﴿ ... وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ... 9 بالجرائم والآثام والتناحر على الحطام ﴿ ... أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ 9 وكل مبطل خاسر.
28 ـ ﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ... 10 وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد ﴿ ... وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا ... 10 نطفا في أصلاب الآباء ﴿ ... فَأَحْيَاكُمْ ... 10 فأخرجكم منها ذكورا وإناثا ﴿ ... ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ... 10 بعد الحياة ﴿ ... ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ... 10 بعد الموت ﴿ ... ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 10 للحساب والجزاء.
29 ـ ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ... 11 فيه دلالة على أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يثبت العكس ﴿ ... ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ ... 11 قصد إليها بإرادته ﴿ ... فَسَوَّاهُنَّ ... 11 هذا الضمير يفسّره قوله سبحانه ﴿ ... سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ... 11 ومعنى سواهن عدّل خلقهنّ على ما تقتضيه الحكمة ﴿ ... وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 11 وأيضا غفور رحيم.
30 ـ ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ... 12 وهو آدم وذريته ﴿ ... قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ... 12 وعرف الملائكة ذلك منه تعالى بطريق أو بآخر ﴿ ... وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ... 12 التسبيح تنزيه لله تعالى. ، وبحمدك في موضع الحال أي نسبّح حامدين ﴿ ... وَنُقَدِّسُ لَكَ ... 12 نطهّر أنفسنا بطاعتك ﴿ ... قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ 12 أبدا لا يفعل سبحانه شيئا إلا لحكمة بالغة ، وكثيرا ما تختفي عن إدراك الناس والملائكة أيضا.
31 ـ ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ... 13 أي أسماء الكائنات كالنبات والحيوان والجبال والوديان ... ﴿ ... ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ... 13 أي عرض الكائنات وأعاد عليها ضمير «هم» لأن في الكائنات عقلاء فجاء الضمير تغليبا للعاقل على غيره ﴿ ... فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ ... 13 الكائنات ﴿ ... إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 13 أي عارفين بالحكمة من جعل آدم خليفة في الأرض.
32 ـ ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ... 14 وليس هذا مما علّمتنا إيّاه حتى نعرفه ﴿ ... إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ ... 14 بكل شيء ﴿ ... الْحَكِيمُ 14 فيما تفعل أو تترك.
33 ـ ﴿ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ... 15 ليعلموا أنك أهل ومحل لخلافة الله ﴿ ... فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ... 15 أي بأسماء الأشياء وجنسها ﴿ ... قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... 15 وما فيهنّ وما بينهنّ ﴿ ... وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ ... 15 قبل أن تبدوه ﴿ ... وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ 15 من كل شيء.
34 ـ ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ... 16 أمرهم بالسجود لآدم تعظيما لشأنه ﴿ ... فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ ... 16 لأنه رأى نفسه أجلّ وأعظم من آدم ﴿ ... وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ 16 حيث رأى أمر الله له بالسجود لآدم ظلما وجورا.
35 ـ ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ... 17 ضمير أنت توكيد للضمير المستتر في اسكن ، وزوجك مرفوع عطفا عليه ﴿ ... وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا ... 17 واسعا رافها ﴿ ... حَيْثُ شِئْتُمَا ... 17 من بقاع الجنّة ﴿ ... وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ ... 17 لا تأكلا منها ﴿ ... فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 17 بفعل ما أمر الله بتركه 18.
36 ـ ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا ... 19 بحبائله ﴿ ... فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ... 19 من نعمة وكرامة ﴿ ... وَقُلْنَا اهْبِطُوا ... 19 انزلوا ، وجمع سبحانه الضمير ، لأن آدم وحواء أبوا البشر ﴿ ... بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ... 19 إشارة إلى ما سوف يحدث بين الناس من تشاجر وتناحر ﴿ ... وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ... 19 موضع الاستقرار ﴿ ... وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ 19 يتمتعون بالعيش إلى الموت.
37 ـ ﴿ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ... 20 ندم آدم على ما كان ، فألهمه الله كلمات توسّل بها إليه أن يغفر ويصفح. وفي رواية عن أهل البيت (ع) أن هذه الكلمات أسماء أصحاب الكساء (ع) ﴿ ... فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 20 التواب : كثير القبول للتوبة حيث يقبلها من كل تائب.
38 ـ ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ... 21 كرّر سبحانه كلمة «اهبطوا» للتوكيد ﴿ ... فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى ... 21 من نبي مرسل أو كتاب منزل ﴿ ... فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ ... 21 أي اتبع رسولي وعمل بكتابي ﴿ ... فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ... 21 من العقاب ﴿ ... وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ 21 على فوات الثواب.
39 ـ ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ 22 واضح بلا تفسير 23.