الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

وردت ايات كثيرة تدل على ان الله رضي عن الصحابة فلماذا لا تلتزم الشيعة بذلك؟

نص الشبهة: 

وردت آيات كثيرة تدلّ على أنّ الله رضي عن الصحابة، ويشهد عليه قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ... .

الجواب: 

بعض الآيات التي استند إليها في الاستدلال على أفضليّة الصحابة لا تختصّ بالصحابة، بل بيّنت قضايا كلّية شملت الصحابة والتابعين وجميع المسلمين الذين سيأتون مستقبلاً على طول الزمان، مثل قوله تعالى:﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ... 1.

فنقول: أوّلاً: هذه الآية مرتبطة بأهل الكتاب وذلك بقرينة:﴿ ... مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ ... 1يعني أنّ الأشخاص من أهل الكتاب الذين يعرفون علامات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الموجودة في كتبهم يؤمنون به ويكونون عوناً له.
إذن: فالآية ليس لها علاقة إلاّ بأهل الكتاب، وإذا قلنا إنّها كلّية فهي تشمل جميع المسلمين الذين سيكونون في المستقبل.
ثانياً: ذكرنا «أنّ القول بارتداد الصحابة كلهم إلاّ ثلاثة» تهمة يحاول جامع الأسئلة جاهداً إلصاقها بالشيعة، ومن المحال أن يكون لدينا اعتقاد بارتداد عامة الصحابة، وقلنا مراراً إنّ ما يناهز مائتي وخمسين صحابياً كانوا من روّاد التشيّع، وأنّ فريقاً كبيراً من الصحابة غير معروف عند المسلمين أصلاً، وإذا وردت روايات في هذا الشأن 2 فهي أخبار آحاد ومتشابهة، وجامع الأسئلة على طبق عادته في أغلب ما طرحه من مسائل لم يأت بشاهد واحد على هذه التهمة، مركّزاً فقط على تكرار كذبه عَلّه يجد له مكاناً عند القارئ ويؤثر عليه.

ولكن نعطف نظره إلى وجود أكثر من عشر روايات في مجموع صحاح أهل السنة تتحدّث عن ارتداد الصحابة، حتّى أنّه وردت فيها ; عندما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ أصحابه منِعُوا من ورود حوض الكوثر نادى «أصحابي! أصحابي!» فجاء الجواب: «إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى»، يرجى مراجعة كتاب جامع الأُصول لابن الأثير حول هذه الروايات.
وإذا صحّ استدلالكم بالآيات الّتي تمدح الصحابة فيجب عليكم دراسة الآيات الّتي تذكر الأعمال السيئة لبعضهم ويكفي في ذلك ما ورد من الآيات في سورة التوبة، والآية 11 من سوره الجمعة، والسادسة من سورة الحجرات، إلى غير ذلك من الآيات الّتي تدل على أنّ الصحابة لم يكونوا على خط واحد 3.

  • 1. a. b. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 157، الصفحة: 170.
  • 2. الكشي في رجاله: 6، الحديث 12.
  • 3. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته، السؤال 92.