الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

التفسير الالهي للقرآن في كتاب الكافي..

نص الشبهة: 

أليست الشيعة تقول بأن معظم روايات الكافي ضعيفة؟! وليس لدينا صحيح إلا القرآن. فكيف يدعون بعد هذا ـ كذباً وزوراً ـ أن التفسير الإلهي للقرآن موجود في كتاب معظم رواياته ضعيفة باعترافهم؟!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً: قال السائل: إن الشيعة تقول بأن معظم روايات الكافي ضعيفة.. ولا بد من التنبيه، على الفرق بين وجود روايات ضعيفة، وبين أن تكون أكثر الروايات ضعيفة.. وبين ضعف الرواية، وبين كذب مضمونها، إذ لا ملازمة بين الأمرين..
ثانياً: أين ادعى الشيعة: أن التفسير الإلهي للقرآن موجود في كتاب الكافي؟! وفي أي مصدر وجد السائل ذلك؟! فإننا لا نعرف هذا الأمر، ولم نسمع به من قبل!!
ثالثاً: إن كان المقصود بالتفسير الإلهي: أن ما ورد في الكافي من روايات صحيحة يصح نسبتها إلى النبي وأهل بيته الذين هم أحد الثقلين، وبالتالي فهي مما أمر الله بأخذه، وقبوله، ومما يصح القول بأنه من عند الله بمعنى: أن الله تعالى قد رضيه، وأجاز لنبيه «صلى الله عليه وآله» أن يبلغه إلى أهل بيته وإلى الناس، وأبلغه أهل البيت «عليهم السلام» إلى الناس أيضاً..
نعم.. إن كان المقصود هذا.. فلا ضير فيه.. سواء قلّت الأحاديث الصحيحة أو كثرت.. ولكن هذا الأمر لا يختص بكتاب الكافي، بل يشمل كل كتاب اشتمل على روايات صحيحة، أثبتت الأدلَّة صدورها عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وعن أهل بيته الطاهرين..
أما إن كان المقصود أن الشيعة يدعون أن جميع ما في الكافي هو تفسير للقرآن، فإن ذلك لم يقله أحد من الشيعة، فلا معنى للإشكال به عليهم..
رابعاً: ليس عيباً أن ينظر الشيعة إلى الروايات نظرة ناقدة وفاحصة، وأن يتثبتوا من صحتها سنداً، وسلامتها دلالة، وواقعيتها مضموناً. فإن ذلك هو مقتضى الأمانة والإنصاف، وما يفرضه الواجب الإيماني والإنساني، والديني..
وليس عيباً أيضاً أن لا يتكل أحد على أحد في القيام بهذا الواجب، والتأكد من صحة ما توصل إليه السابقون مرة بعد أخرى، سعياً إلى تقليل الأخطاء، وتحرزاً من الغفلة، التي قد تعرض للباحث، وتحاشياً عن حالات القصور والتقصير في الإستفادة من المعايير والضوابط التي ينبغي رعايتها في البحث والتقصِّي..
ولكن ما ينبغي أن يثير الدهشة هو أن يعتمد العالم والباحث على غيره ممن قد يكون هو أقدر على استخلاص النتائج الصحيحة في البحث العلمي، وأن لا يكلف نفسه بإعادة النظر في النتائج التي توصل إليها شخص مثله قبل ألف سنة، بالرغم من كثرة الإشكالات والمؤاخذات على تلك النتائج التي انتهى إليها، والقرارات التي اتخذها.. وكأنه يعتقد بعصمة ذلك الشخص أو الأشخاص، أو كأن ما قاله وحي منزل أتاه به نبي مرسل، لا سبيل للنظر والنقاش فيه..
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله.. 1.

  • 1. ميزان الحق (شبهات.. و ردود)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، سنة 1431 هـ ـ 2010 م، الجزء الأول، السؤال رقم (16).