الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الخروج من خوخة ابي بكر للهجرة

نص الشبهة: 

ويقولون: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد خرج إلى الغار من خوخة لبيت أبي بكر (تاريخ الخميس ج1 ص324 وتاربخ الأمم والملوك ج2 ص103 والسيرة الحلبية ج2 ص34 والبداية والنهاية ج3 ص178). وعند البخاري: أنه «صلى الله عليه وآله» ذهب إلى أبي بكر ظهراً، ومن ثم ذهبا إلى الغار (راجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص153 والبداية والنهاية ج3 ص178 وتاريخ الخميس ج1 ص323 والسيرة الحلبية ج2 ص30 والبخاري كما في إرشاد الساري ج6 ص17).

الجواب: 

ونقول:

  1. لقد كذب الحلبي ذلك، وقال: «والأصح: إنما كان خروجه من بيت نفسه» 1.
  2. تقدم في أوائل هذا الفصل: أن أبا بكر جاء إلى بيت النبي فوجد علياً نائماً مكانه؛ فأخبره علي «عليه السلام» بذهاب النبي «صلى الله عليه وآله» نحو بئر ميمون؛ فلحقه في الطريق: فكيف يكون قد خرج إلى الغار من خوخة أبي بكر؟! وكيف يكون قد خرج إلى الغار ظهراً؟
  3. إن سائر الروايات نص على أن المشركين قد جلسوا على باب النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الصباح، فخرج من بينهم في فحمة العشاء، وبقي علي «عليه السلام» نائماً مكانه، وهذا يكذب أنه قد خرج ظهراً.
  4. كيف يكون قد خرج من بيت أبي بكر، مع أنهم يقولون: إن القائف كان يقص أثر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، حتى بلغ مكاناً؛ فقال: هنا صار مع محمد آخر.

بل البعض يصرح: أنهم قد عرفوا أنها قدم ابن أبي قحافة 2. واستمروا على ذلك حتى بلغوا إلى فم الغار، وبذلك كله يعلم أيضاً عدم صحة ما روي من أنه «صلى الله عليه وآله» مشى ليلته على أطراف أصابعه؛ لئلا يظهر أثر رجليه حتى حفيت رجلاه، (كأن المسافة بعيدة إلى هذا الحد!!)، فحمله أبو بكر على كاهله، حتى أتى على فم الغار، فأنزله.
وفي رواية: أنه ذهب إلى الغار راكباً ناقته الجدعاء ابتداء من منزل أبي بكر 3.
ولا ندري من الذي أرجع الناقة إلى موضعها الأول، فإن وجودها على مدخل الغار لن يكون في صالحهم، إلا أن يكون قد خبأها في مكان ما، ولكن أين يمكن أن تخبأ الناقة يا ترى؟! 4.

  • 1. السيرة الحلبية ج2 ص34 عن سبط ابن الجوزي.
  • 2. البحار ج19 ص74 وعن الخرايج والجرائح وليراجع ص77 و 51 وليراجع أيضاً إعلام الورى ص63، ومناقب آل أبي طالب ج1 ص128، وتفسير القمي ج1 ص276.
  • 3. السيرة الحلبية ج2 ص34 ـ 38 وراجع، تاريخ الخميس ج1 ص328. والدر المنثور.
  • 4. الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله)، العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الخامسة، سنة 2005 م. ـ 1426 هـ.ق، الجزء الرابع.