الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

حرمة تسمية الامام باسمه . .

نص الشبهة: 

يروي الشيعة عن أبي عبد الله ـ جعفر الصادق ـ أنه قال: «صاحب هذا الأمر رجل لا يسميه باسمه إلا كافر ..» (الأنوار النعمانية، 2 / 53.). ويروون عن أبي محمد الحسن العسكري أنه قال لأم المهدي: «ستحملين ذكراً واسمه محمد وهو القائم من بعدي ..» (الأنوار النعمانية، 2 / 55.). أليس هذا من التناقض؟! مرة تقولون: من ناداه باسمه فهو كافر، ومرة تقولون بأن الحسن العسكري سماه محمداً!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد ..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً: إن تسمية الإمام باسمه في وقت كان الحكام يترصّدون هذا الإمام ليقضوا عليه بأية وسيلة كانت تساوق الدلالة عليه والوشاية به لهم. وهذا تضييع لجهود الأنبياء التي كانت بانتظار استثمار كل تضحياتهم على يديه «عليه السلام»، وخيانة لدماء الشهداء، وعبث واستهتار لا مبرر له إلا إرادة نقض عرى الدين، وطمس معالمه.
ثانياً: بالنسبة لتصريح الإمام الحسن العسكري «عليه السلام» باسم الإمام فإنما كان لأمه، لا للأعداء، وإذا لم يكن من حق الأم أن تعرف اسم ولدها، فمن الذي يكون له هذا الحق دونها؟!
ثالثاً: إن معرفة اسمه شيء، ومناداته باسمه شيء آخر، لأن معرفة اسمه ضروري للاعتقاد، ولكن مناداته باسمه تعتبر دلالة مباشرة عليه، وفيها تعيين لشخصه، بواسطة الحضور والخطاب من خلال تطبيق هذا الاسم عليه.
أما الحديث عنه في غيبته، والقول بأنه قد ولد صبي في الأزمنة الخالية، وقد سماه أبوه محمداً، فإنما هو خبر تاريخي عن شخص لم يحدّد شخصه، ولم يعرف شكله. وليس في هذا أي محذور ..
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله .. 1.

  • 1. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1431 هـ . ـ 2010 م .، الجزء الثاني، السؤال رقم (41).