الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لا يراد انتقاص علي بل اظهار فضل فاطمة

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تفسرون الرواية التي تقول : إن علياً دخل على فاطمة وبه كآبة شديدة ، فسألته عن ذلك فأخبرها أن النبي صلى الله عليه وآله سألهم عن المرأة متى تكون أدنى من ربها . . قال علي عليه السلام : فلم ندر . فقالت عليها السلام : ارجع إليه فاعلمه : أن أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها الخ . . أو نحو ذلك (مستدرك الوسائل ج 14 ص 182 وفي هامشه عن الجعفريات ص 95 وعن نوادر الراوندي ص 14 والبحار ج 43 ص 92 وج 100 ص 250 وعالم العلوم ج 11 ص 123 .) . فهل يمكن أن تعرف الزهراء عليها السلام شيئاً يجهله الإمام علي عليه السلام ؟!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإن قول الإمام علي عليه السلام : لم ندر . . لا يقصد به نفسه ، فإنه باب مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله ، كما أنه قد أعطي اثنين وسبعين حرفاً من الاسم الأعظم . .
وهذا معناه : أن النبي صلى الله عليه وآله ، والإمام علياً عليه السلام قد أرادا إظهار فضل السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام على الناس كلهم ، بصورة عملية ، فهو نظير قول الإمام علي عليه السلام : كنا إذا اشتد البأس (أو حمي الوطيس) لذنا برسول الله صلى الله عليه وآله ، فإنه عليه السلام كان كراراً في الحرب غير فرار ، كما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله . .
كما أن سؤال رسول الله صلى الله عليه وآله ، للسيدة الزهراء عليها السلام قد كان من أجل ذلك ، فهو على حد قول الله تعالى للنبي عيسى عليه السلام : ﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ... 1 .
فإن الله كان عالماً بأن النبي عيسى عليه السلام لم يقل شيئاً من ذلك ، ولكنه تعالى أراد أن يُسمع الناس قول النبي عليه السلام نفسه ، لكي تقوم الحجة عليهم بذلك . .
وهكذا فعل موسى مع أخيه هارون عليهما السلام ، فإنه حين سأله : ﴿ ... مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي 2 ؟! كان يعلم عدم معصية أخيه لأمره ، وإنما سأله ذلك ليُسْمِعَ الناس جوابه ، الذي يتضمن برهاناً إقناعياً ، وبذلك يكون قد أظهر للقوم فظاعة جرمهم ، وخطر ما صدر منهم 3 .

والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 4 . .

  • 1. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 116، الصفحة: 127.
  • 2. القران الكريم: سورة طه (20)، الآية: 92 و 93، الصفحة: 318.
  • 3. راجع : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ج 1 ص 309 و310 الطبعة الخامسة .
  • 4. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة العاشرة » ، المركز الإسلامي للدراسات ،الطبعة الأولى ، 1424 هـ ـ 2004 م ، السؤال (590) .