الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لم يعلن النبي الامامة لعلي كما اعلن اعطاء مفتاح الكعبة لبني شيبة . .

نص الشبهة: 

لما نزل قوله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا ... دعا صلى الله عليه وسلم بني شيبة وأعطاهم مفتاح الكعبة وقال : «خذوها يا بني طلحة خالدة مخلدة فيكم إلى يوم القيامة ، لا ينزعها منكم إلا ظالم» (مجمع الزوائد ج 3 ص 285 عن الطبراني في الكبير وفي الأوسط .) يقول هذا صلى الله عليه وسلم في أمر لا يخص إلا سدنة الكعبة . فلماذا لم يقل مثله في أمر خلافة علي ، وهو أمرٌ يهم جميع المسلمين ويتوقف عليه مصالح كثيرة ؟! و صياغة أخرى تقول: هل يصرح رسول الله «صلى الله عليه وآله» لبني شيبة بحقهم في مفتاح الكعبة ويخبر أن من نزعها منهم فهو ظالم كما ثبت في صحيح السنة ، ولا يصرح بأمر الخلافة لعلي مع أهمية أمر الخلافة ، فلماذا لم يقل رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، خذها يا علي ، الخلافة فيك وفي أبنائك لا ينزعها منكم إلا ظالم ؟!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين . .
وبعد . .
إن ما ورد في هذا السؤال ، من أن النبي « صلى الله عليه وآله » لم يصرح بأمر الخلافة لعلي « عليه السلام » لا يعدو كونه مصادرة على المطلوب ، فإن الشيعة يقولون : إنه « صلى الله عليه وآله » قد صرح بأن الخلافة من بعده لعلي « عليه السلام » ، وأخذ له البيعة من الصحابة في يوم الغدير بعد حجة الوداع ، وقبل استشهاده « صلى الله عليه وآله » بسبعين يوماً .
كما أنه « صلى الله عليه وآله » قد نص على أنه سيكون من بعده اثنا عشر إماماً ، أو أميراً ، أو خليفة كلهم من قريش ، وآخرهم المهدي « عليه السلام » .
وقد نص على إمامة الحسنين « عليهما السلام » بقوله : الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ، بالإضافة إلى عشرات النصوص الأخرى على إمامة علي « عليه السلام » على الأمة ، وكلها مروية في كتب أهل السنة . .
ويقابلها روايات رواها أهل السنة أيضاً عن النبي « صلى الله عليه وآله » في الإزراء على معاوية ، وآل أبي الحكم بن أبي العاص ، وتفسير الشجرة الملعونة في القرآن ببني أمية ، كلها تمنع من القول بصحة خلافة بني أمية . .
هذا كله ، عدا ما ورد في القرآن الكريم من آيات تؤكد معنى الإمامة لعلي « عليه السلام » ، وحسبك منها قوله تعالى في سورة المائدة : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ... 1 ، فبلغ إمامة علي « عليه السلام » في يوم الغدير حسبما هو معروف ومشهور . .
وهناك أيضاً قوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ 2 . . حيث وردت النصوص في أن هذه الآية المباركة قد نزلت حين تصدق علي « عليه السلام » بخاتمه وهو راكع في صلاته .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 3 .

  • 1. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 67، الصفحة: 119.
  • 2. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 55، الصفحة: 117.
  • 3. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، الجزء الثالث ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، السؤال رقم (135) .