الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما هو تعريف الشرك ؟

نص الشبهة: 

ما هو تعريف الشرك ؟

الجواب: 

الشرك تارة يكون شركا عملياً ، وتارة يكون شركا قلبيا .

أما الشرك العملي فهو صرف شيء العبادة لغير الله تعالى ، كما لو صلى لمخلوق ، أو صام له ، فإن الصلاة والصيام عبادتان لا ينبغي صرفهما إلا لله سبحانه ، ومن فعل ذلك فقد أشرك ، سواء اعتقد ألوهية المعبود أم لم يعتقد بها .

وأما الشرك القلبي فهو اعتقاد الربوبية والألوهية في إله آخر مع الله تعالى وإن لم يصرف إليه شيئا من العبادة ، فإن محض اعتقاد الألوهية لغير الله سبحانه شرك به تعالى .

وهذا الشرك لا شك في أنه مخرج من الملة ، وهو من الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى لأحد من العباد كما قال تعالى في كتابه العزيز : ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا 1 ، وقال سبحانه : ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا 2 .

وللشرك تقسيم آخر وهو أنه تارة يكون شركاً أكبر وتارة يكون شركاً أصغر ، والشرك الأكبر هو ما ذكرناه آنفاً ، وأما الشرك الأصغر فهو الرياء ، إلا أن الشرك الأصغر غير مخرج من الملة ، وإن كان محبطا لثواب العمل المراءى فيه .

وللشرك تقسيم آخر ، وهو أنه تارة يكون شركاً جليا ، وتارة يكون شركاً خفياً ، أما الشرك الجلي فهو ما ذكرناه من عبادة غير الله تعالى مع عبادة الله ، وأما الخفي فله صور متعددة ، وردت في أحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام ، منها : من ابتدع رأيا ، فأحب عليه ، أو أبغض عليه فقد أشرك .
ومنها : من أطاع الشيطان من حيث يعلم ، أو أطاع رجلا في معصية الله فقد أشرك ، وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى : ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ 3 .
ومنها : من قال : ( لو أن الله سبحانه صنع غير هذا ، أو حكم بغير هذا الحكم ) فقد أشرك .
وأما ما ذكره السلفيون من أن من أنواع الشرك : التوسل بذات الأولياء والأنبياء ، ونداءهم ، وطلب الحاجات منهم بعد موتهم ، أو النذر لهم ، أو ما شاكل ذلك ، فكله ليس بشرك ، لا أصغر ولا أكبر ، ولم يدل دليل على أنه شرك ، وجعل هذه الأمور أنواعا من العبادة غير صحيح ، وهذا كله قد حققناه في كتابنا (دراسات في الفكر السلفي) . والله العالم 4 .