الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

مريم بنت عمران مثل ضربه الله لفاطمة عليها السلام

قال تعالى: ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ 1.

عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنّه قال: "ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها مثلاً ضرب الله لفاطمة(عليها السلام) وقال: انّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريتها على النار"2.

وقبل ذلك، لابد من التنبيه الى قاعدة في باب المعارف أشارت اليها روايات أهل البيت(عليهم السلام) وهي أن ما ذكر في القرآن الكريم من الأنبياء والرسل والأوصياء والحجج وما لهم من مقامات ومناصب وشؤون إلهية ان من غاياته المهمة كونه مثلاً ضربه الله تعالى لمقامات وشؤون النبيّ وأهل بيته (عليهم السلام)، وهذه القاعدة باب ينفتح منه أبواب عديدة.

فالمماثلة بين حالتي فاطمة(عليها السلام) وبين مريم(عليها السلام) تتم من وجوه قرآنية ـ قرآنية أي ستكون المقارنة بينهما على أساس استقراء قرآني للآيات الواردة في مقامات مريم (عليها السلام) وبين الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في مقامات فاطمة(عليها السلام) لنجد مدى الترابط الوثيق ووضوح المشتركات التي تؤهّل الباحث من متابعة أوجه التشابه بين المقامين.

مقامات السيدة مريم (عليها السلام)

اذا كانت مريم(عليها السلام) قد فضّلها الله بكمالات تقارب كمالات الأنبياء والرسل وهي سيدة نساء عالمها فكيف بسيدة نساء العالمين من الأولين والأخرين فاطمة بنت محمد صلوات الله عليها.

عن المفضل بن عمر قال: "قلت لأبي عبدالله(عليه السلام) أخبرني عن قول رسول الله في فاطمة: أنها سيدة نساء العالمين، أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال: تلك مريم كانت سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين"3.

والمراد من قوله تعالى ﴿ ... إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ 4 ليس مطلق العالمين إلى يوم القيامة، بل هو عالم زمانها بقرينة نظير قوله تعالى في بني اسرائيل ﴿ ... اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ 5

وقوله تعالى على لسان موسى خطاباً لبني اسرائيل ﴿ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ 6

وكذا قوله تعالى ﴿ ... وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ 7

وقوله تعالى ﴿ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ 8 فانّه ليس المراد تفضيلهم على كل الأمم وانّما المراد بها تفضيلهم على عالمين زمانهم.

لقوله تعالى ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ... 9

وقوله تعالى ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ... 10 مما يعني أنّ هذه الأمة هي أفضل من بني اسرائيل مما يعني أنّ هذه الأمة وإن أريد منها بعض الأمة الاسلامية، مضافاً إلى ما سيأتي من دلالة الآيات من افضلية مقامات الزهراء(عليها السلام)على مريم(عليها السلام).

فالمراد إذن من اصطفاء مريم على العالمين هو عوالم الأمم من العرقيات والأقوام والملل والنحل التي كانت تعيش في زمانها من شرق الأرض وغربها.

ولكي نستقرأ مقامات فاطمة (عليها السلام) يجدر بنا أن نتعرض للاشارات القرآنية عن مقام مريم (عليها السلام) ليتبيّن لنا مقامات سيدة نساء العالمين، عندها فلا تكون أية غرابة فيما تعتقده الامامية من مقامات فاطمة(عليها السلام)وسيتبين من النصوص القرآنية النازلة فيها انّ تلك المقامات حاصلة للصديقة(عليها السلام)، بغض النظر عن الاولوية المتقدمة ويكون ما ورد في مريم(عليها السلام) ما هو إلا مبين ما قد ورد فيها(عليها السلام)وستكون الأولوية حاكمة في معرفة وبيان مقاماتها بعد ذلك 11.

السيدة مريم وتحديث الملائكة لها

حجية مريم بنت عمران عليها السلام

مراحل الاعداد والاصطفاء

التشريك في النعمة... تشريك في الحجّية

الاعتقاد بحجية مريم ومقامها من خصوصيات الدين الاسلامي

الوسط الاسلامي...والتطرف المسيحي

التشابه بين مقامي مريم وفاطمة عليهما السلام

فاطمة عليها السلام فوق مقام الأبرار

فاطمة عليها السلام من المطهرين الذين يمسون الكتاب

فاطمة (عليها السلام) و حجّيتها لدين الاسلام