الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

حديث التابوت

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لدي سؤال ينشق إلى أربعة أجزاء، أرجو أن أجد الوقت لديكم للإجابة عليه.

  1. ما هو نص حديث التابوت الذي يقول: إن عمر يعذب في يوم القيامة في تابوت في أسفل النار؟
  2. ما هي مصادر الحديث؟
  3. ما مدى صحة الحديث حسب رأي سماحتكم؟
  4. ما هو مدلول هذا الحديث؟

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإنني لم أجد حديثاً يصرح بأن عمر بن الخطاب يعذب في تابوت في أسفل النار..
غير أننا نقول:
1 ـ روى سُلَيْم: أن الإمام علياً عليه السلام قال لعمر، وطلحة، والزبير، وأبي ذر، والمقداد:
«أسمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن تابوتاً من نار فيه اثنا عشر رجلاً: ستة من الأولين، وستة من الآخرين، في جب في قعر جهنم، في تابوت مقفل، على ذلك الجب صخرة، إذا أراد الله أن يسعِّر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب، فاستعاذت جهنم من وهج ذلك الجب، فسألناه عنهم، وأنتم شهود. فقال صلى الله عليه وآله:
أما الأولون، فابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون الفراعنة، ونمرود الذي حاجَّ إبراهيم في ربه، ورجلان من بني إسرائيل بدَّلا كتابهم، وغيرا سنتهم، أمَّا أحدهما فهوَّد اليهود، والآخر نصَّر النصارى، وإبليس سادسهم..
والدجال في الآخرين، وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخي، وتظاهروا عليك بعدي، هذا وهذا وهذا، حتى عدهم وسماهم» 1.
وليس في الحديث تصريح باسم أحد، لا عمر، ولا غيره..
2 ـ وروي عن حنان بن سدير، عن رجل من أصحاب الإمام الصادق عنه عليه السلام أنه قال: «إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة لسبعة نفر، أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، واثنان في بني إسرائيل، هودا قومهما ونصراهما، وفرعون الذي قال: أنا ربكم الأعلى. واثنان من هذه الأمة، أحدهما شرهما، في تابوت من قوارير تحت الفلق في بحار من نار..» 2.
وليس في هذه الرواية أيضاً تصريح باسم أحد.. كما أن سند الرواية ضعيف..
3 ـ وروى الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن إسحاق، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، روى رواية مطولة ذكر فيها: أن في جهنم وادياً، وفيه جبل، وفيه شعب، وفيه قليب، وفي القليب حية، وفي جوف تلك الحية سبعة صناديق، فيها خمسة من الأمم السالفة، وهم قابيل، ونمرود، وفرعون، ويهودا، وبولس، ومن هذه الأمة أعرابيان.. 3.
وليس في الرواية ذكر لعمر، ولا لغيره.. وقد عبر بكلمة صناديق، لا بكلمة «توابيت». وسند الرواية ضعيف..
4 ـ وفي تفسير القمي: الفلق: جب في جهنم يتعوذ منه أهل النار من شدة حره، ثم ذكر أن في ذلك الجب صندوقاً من نار، وهو التابوت وفيه:
«ستة من الأولين وستة من الآخرين: فأما الستة التي من الأولين، فابن آدم، الذي قتل أخاه، ونمرود إبراهيم الذي ألقى إبراهيم في النار، وفرعون موسى، والسامري الذي اتخذ العجل، والذي هود اليهود، والذي نصر النصارى..
وأما الستة التي من الآخرين، فهو الأول، والثاني، والثالث، والرابع، وصاحب الخوارج، وابن ملجم لعنهم الله».. 4.
وليس في هذا الحديث أيضاً تسمية لأحد، وليس للرواية المذكورة سند لكي ينظر فيه..
5 ـ وروى الخزاز القمي، بسنده عن محمد بن أحمد بن عيسى بن ورطا الكوفي، عن أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون، عن مشيخته، وعلمائه من عبد القيس: أن الإمام علياً عليه السلام قال للزبير يوم الجمل في محاورة له معه، ذكر فيها الزبير حديث سعيد بن زيد، عن العشرة المبشرة بالجنة، فقال له الإمام علي عليه السلام:
إن النبي صلى الله عليه وآله حدثه: «أن سبعة ممن ذكرتهم في تابوت من نار في أسفل درك الجحيم، على ذلك التابوت صخرة، إذا أراد الله عز وجل عذاب أهل الجحيم، رفعت تلك الصخرة، الخ».. 5.
وفي رواية سليم قال عليه السلام للزبير: إن بعض من سميت لفي تابوت..
ولم يسم في هذه الرواية عمراً ولا غيره.. كما أن سندها ضعيف..
وقد اتضح بذلك: أننا لم نجد رواية، لا صحيحة ولا ضعيفة، تصرح بأن عمر في تابوت في أسفل النار 6..

  • 1. الإحتجاج ج 1 ص 219 و220 وكتاب سليم بن قيس ج 2 ص 597 والبحار ج 28 ص 279.
  • 2. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 255.
  • 3. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 265 والخصال ج 2 ص 398 والبحار ج 8 ص 313 و311.
  • 4. تفسير القمي ج 2 ص 449 والبحار ج 8 ص 296.
  • 5. كفاية الأثر ص 114 و115 ومدينة المعاجز ج 2 ص 389 والبحار ج 36 ص 324 وج 32 ص 198 و216 والاحتجاج ج 1 ص 377 والعوالم ج 3 ص 173 وكتاب سليم بن قيس ج 2 ص 799.
  • 6. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثامنة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م، السؤال (459).