الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

عقيدتنا بأهل بيت العصمة

نص الشبهة: 

ما هي عقيدتنا « بالقول التام » بأهل البيت صلوات الله عليهم ، يطرأ علامات تعجب لدى البعض حين القول مثلاً : بأنهم يرزقون ، وما إلى ذلك من الأمور ؟؟

وما هو التفسير الباطني لهذه الآية الكريمة : ﴿ ... وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ... . وما علاقة هذه الآية بمعرفة التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى ؟؟ . . حفظكم الله وأيدكم بروحٍ منه . .

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فقد روى الشيخ الطوسي رحمه الله : أن جماعة من الشيعة اختلفوا في أن الله عز وجل فوَّض إلى الأئمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا أو يرزقوا .
فقال قوم : هذا محال ، لا يجوز على الله تعالى ؛ لأن الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عز وجل .
وقال آخرون : بل الله تعالى أقْدَرَ الأئمة على ذلك ، وفوضه إليهم ، فخلقوا ورزقوا . .
وتنازعوا تنازعاً شديداً . . ثم يذكر أنهم كتبوا لمحمد بن عثمان السمري ، فجاءهم التوقيع من الإمام عليه السلام : « إن الله تعالى هو الذي خلق الأجسام ، وقسَّم الأرزاق ، لأنه ليس بجسم ، ولا حال في جسم ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع العليم . وأما الأئمة عليهم السلام ، فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ، ويسألونه فيرزق ، إيجاباً لمسألتهم ، وإعظاماً لحقهم » . . 1 .
وأما بالنسبة للآية المباركة : ﴿ ... وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ... 2 . . فنقول :

أولاً : إن الضمير في قوله تعالى : ﴿ ... مِنْ فَضْلِهِ ... 2 . . يرجع إلى لفظ الجلالة ، وذلك لأن ما يعطيه الرسول لهم ، إنما هو من خلال طلبه من الله ، ويستجيب تعالى له ، وفقاً لما ورد في التوقيع الشريف المذكور آنفاً . .

فالعطاء من الله سبحانه ، تارة يكون مباشرة ، وأخرى يكون بعد توسيط الرسول ، فيصح أن يقال : إن غناهم كان من الله ، والرسول ، فلا تتعارض الرواية مع الآية ، بل تكون الرواية مفسرة للآية المباركة . .
ثانياً : إنه لو كان أمر الخلق والرزق قد فوض إليهم عليهم السلام فعلاً ، لما كانت حاجة إلى ذكر لفظ الجلالة في الآية ، بل كان يكفي أن يقول تعالى : أغناهم الرسول من فضله . .
وأما فيما يرتبط بالتفسير الباطني للآية المباركة ، فذلك مما ليس لي فيه حيلة ، ولا أستطيع أن أدّعي شيئاً لنفسي في هذا المجال ، بل لابد من الرجوع إلى أهل بيت العصمة عليهم السلام في ذلك . .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 3 . .

  • 1. الغيبة للطوسي ص 178 .
  • 2. a. b. القران الكريم: سورة التوبة (9)، الآية: 74، الصفحة: 199.
  • 3. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة العاشرة » ، المركز الإسلامي للدراسات ،الطبعة الأولى ، 1424 هـ ـ 2004 م ، السؤال (583) .