قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله:‏ "لِيَكُنْ أَوَّلُ مَا تَأْكُلُ النُّفَسَاءُ الرُّطَبَ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لِمَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ:‏ ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾".

فَقَالَ عليه السلام: "يَا عَمَّارُ، إِنَّ الْمَالَ يَفْنَى، وَ الْبَدَنَ يَبْلَى، وَ الْعَمَلَ يَبْقَى، وَ الدَّيَّانُ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، يَا عَمَّارُ إِنَّهُ مَا قَدَّمْتَ فَلَنْ يَسْبِقَكَ، وَ مَا أَخَّرْتَ فَلَنْ يَلْحَقَكَ".

عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام‏ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، هَلْ يُعَدُّ مِنَ‏ السَّرَفِ‏ أَنْ يَتَّخِذَ الرَّجُلُ ثِيَاباً كَثِيرَةً يَتَجَمَّلُ بِهَا وَ يَصُونُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ؟

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام: أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَشْكُو الْبَخَرَ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: "كُلِ التَّمْرَ الْبَرْنِيَّ.

أَكْرِمِ السَّائِلَ بِبَذْلٍ يَسِيرٍ أَوْ بِرَدٍّ جَمِيلٍ، لِأَنَّهُ يَأْتِيكَ مَنْ لَيْسَ بِإِنْسٍ وَ لَا جَانٍّ، مَلَائِكَةٌ مِنْ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَنِ يَبْلُونَك فِيمَا خَوَّلْتُكَ، وَ يَسْأَلُونَكَ عَمَّا نَوَّلْتُكَ.

قِيلَ: وَ حَجَّ الرَّشِيدُ 1 فَلَقِيَهُ مُوسَى 2 بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى بَغْلَةٍ، فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ:
مِثْلُكَ فِي حَسَبِكَ وَ نَسَبِكَ وَ تَقَدُّمِكَ‏ يَلْقَانِي عَلَى بَغْلَةٍ؟

تَذَاكَرُوا الْعَقْلَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ الْإِمَامُ الشَّهِيدُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: "لَا يَكْمُلُ الْعَقْلُ‏ إِلَّا بِاتِّبَاعِ الْحَقِّ".
فَتَبَسَّمَ مُعَاوِيَةُ لَهُ‏ وَ قَالَ: مَا فِي صُدُورِكُمْ إِلَّا شَيْ‏ءٌ وَاحِدٌ".

قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: "كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صلوات الله عليه رَجُلًا صَرِداً لَا تُدْفِئُهُ فِرَاءُ الْحِجَازِ".

رُوِيَ عَنْ الإمام جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام‏ أَنَّهُ حَجَّ، فَبَيْنَا هُوَ فِي الطَّوَافِ وَ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ رَفِيعَانِ إِذْ جَذَبَ‏ رَجُلٌ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عَبَّادٌ الْبَصْرِيُّ. فَقَالَ ــ عَبَّادٌ الْبَصْرِيُّ ــ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَلْبَسُ مِثْلَ هَذِهِ الثِّيَابِ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَ أَنْتَ مِنْ عَلِيٍّ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، وَ قَدْ عَلِمْتَ كَيْفَ كَانَ لِبَاسُهُ؟!