نشر قبل 18 سنة
تقيمك هو: 5. مجموع الأصوات: 115
القراءات: 11330

السائل: 

محمد محمود سورة

العمر: 

17

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

حيفا

ما هو النفاق ؟

السوال: 

ما هو النفاق ؟

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
النفاقُ في اللغة العربية ، مأخوذٌ من " النَّافِقاء " ، و النَّافِقاءُ هو المَخْرجُ المستور لِجُحْر اليربوع ، حيث أنَّ لجُحْرِهِ مَخرجان ، مَخْرجٌ ظاهرٌ يُسمّى " الْقاصعاء " ، و مخرجٌ آخر غيرُ ظاهر مستور بالتراب يُسمّى " النَّافِقاء " ، و هذا المخرج يستخدمه اليربوع في الحالات الطارئة للهروب من المهاجمين ، و لدى استخدامه لهذا المخرج يقال : " نافق اليربوع " ، أي استخدم النَّافِقاء .
و أما النفاق في المصطلح الاسلامي فَيُطلقُ على إظهار الاسلام قولاً و عملاً ، و إضمار الكفر ، و مَنْ يكون هذا حاله يُقالُ له " منافق " .
و المنافق رأسماله الكذب و الخديعة ، فيتظاهر بالايمان و العمل الصالح ، ليتستَّر بالاسلام على كفره ليأمن من بطش المسلمين و ليدفع الخطر عن نفسه ، و يكون المنافق في الغالب مرتبكاً و خائفاً من الفضيحة .
المنافقون في القرآن الكريم :
ظاهرة النفاق هي من أخطر الأمور و أكبرها ضرراً على الأمة الاسلامية ، و المنافقون هم بمثابة الطابور الخامس الذي يعمل لمصلحة العدو ، و منذ اليوم الأول لولادة الاسلام و الامة تعاني من هذه الظاهرة الخطيرة .
و لقد حذَّرَ الله عز و جل في القرآن الكريم الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) من خطر المنافقين في آيات عديدة و بيَّن بعض صفاتهم و آساليبهم و كشف عن بعض خططهم الخؤنة ، بل و نظراً لخطورة النفاق و المنافقين فلقد خصص الله عز و جل سورة من سُور القرآن بالمنافقين و التحذير منهم ، و السورة هي سورة " المنافقون " و رقمها حسب تسلسل السور في المصحف الشريف هو ( 63 ) .
قال الله تعالى و هو يذكر بعض صفاتهم : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } ، ( سورة النساء : 142 ) .
و قال عزَّ مِنْ قائل : { إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } ، ( سورة المنافقون : 1 ) .
و قال جل جلاله : { اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ، ( سورة المنافقون : 2 ) .
و قال سبحانه و تعالى : { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } ، ( سورة التوبة : 64 ) .
و قال عز و جل و هو يبيِّن عاقبة المنافقين و جزاءهم في الآخرة : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا } ، ( سورة النساء : 145 ) .
المنافقون في الأحاديث الشريفة :
ذكرت بعض الأحاديث جانباً من علامات المنافقين و صفاتهم و بيَّنت بعض الأسباب الموجبة للنفاق نذكر بعضاً منها :
رَوَى الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصادق ـ ( عليه السلام ) ، أَنَّهُ رُوِيَ : " أَنَّ لِلْمُنَافِقِ أَرْبَعاً مِنْ عَلَامَاتِ النِّفَاقِ : قَسَاوَةَ الْقَلْبِ ، وَ جُمُودَ الْعَيْنِ ، وَ الْإِصْرَارَ عَلَى الذَّنْبِ ، وَ الْحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا " ، ( مستدرك‏الوسائل : 11 / 367 ) .
وَ رُوِيَ في كتاب دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ ، عَنْ الإمام جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادق ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ : " مَجْلِسُ الْغِنَاءِ مَجْلِسٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِهِ ، وَ الْغِنَاءُ يُورِثُ النِّفَاقَ وَ يُعْقِبُ الْفَقْرَ " ، ( مستدرك‏الوسائل : 13 / 212 ) .
الى غيرها من الأحاديث الكثيرة .