الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لماذا ثقافة القرآن؟

من جملة ما يدعونا للدعوة لثقافة القرآن الحاجة الملحّة لتصحيح المفاهيم، بالذات ما يشكِّل منها خلفيّة ومنطلقاً للعديد من المواقف المتصلة بحياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية، أي اننا نسعى لتصحيح حياتنا من خلال القرآن الكريم.

فمواقفنا المتعددة الجوانب في الحياة تأتي استجابة طبيعة ولا شعورية لنخبة معتمدة من المفاهيم والتصورات المركزية، ولذلك يفترض فيها الدقة، بحيث تكون مصنوعة بإتقان ومتوافقة مع ما أملاه الدين علينا وأراد منا الالتزام به والظهور بهيئة تتناسب معه في الواقع الخارجي، إلا أن المفاهيم المركزية عند الإنسان والمجتمع قد لا تكون بهذا المستوى من الدقة، وذلك بفعل الموروثات الخاطئة التي تُتبنّى من غير تمحيص ولا مراجعة، أو بفعل ردود الأفعال السريعة التي تنشِّطها الدعاية والإعلام، وقد يكون بفعل القراءة السريعة أو الانفعالية للنصوص الدينية، خاصة ما يأتي منها استجابة لمتطلبات مرحلية حرجة، كقراءة نصوص الجهاد في زمن التحدّي والمواجهة، وقراءة نصوص السلام في زمن التراجع والسكون.

فبفعل هذه المسائل وغيرها تتشكّل عند الإنسان مفاهيم غير دقيقة، تتحكّم في الكثير من مواقفه الثقافية والاجتماعية والسياسية، ولعل الكثير من الاضطراب في المواقف مردّه إلى الاضطراب في تأسيس المفاهيم المركزية، وذلك ما يدعونا لتصحيح المفاهيم بالشكل الذي يتناسب مع الكلام الإلهي العظيم1.

  • 1. منشور في صحيفة الدار الكويتية - الشيخ فيصل العوامي - 9 / 9 / 2010م - 1:19 م