نشر قبل 4 سنوات
تقيمك هو: 4. مجموع الأصوات: 43
القراءات: 6519

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

رد اباطيل عثمان الخميس حول كذب الصحابة

نص الشبهة: 

قال عثمان الخميس: (وكذلك من الأمور التي تدل على عدالة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مجمل وعام ما قام به أهل العلم من تمحيص الروايات التي رواها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فما وجدوا صحابياً واحداً كذب كذبة واحدة على النبي صلى الله عليه وسلم بل مع انتشار البدع في آخر عهد الصحابة رضي الله عنهم كبدعة القدرية والشيعة والخوارج لم يكن صحابي واحد من أولئك القوم أبداً وهذا دليل على أنّ الله اصطفاهم واختارهم لصحبة نبيّه صلى الله عليه وسلم) (حقبة من التاريخ صفحة 147.).

الجواب: 

أقول:
أولاً: ليس كل الصحابة لهم روايات رووها عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فالذين وجدت لهم روايات عنه هم قلة نسبة إلى مجموع الصحابة.
ثانياً: كيف علم هؤلاء العلماء أن ما رواه هؤلاء الصحابة من روايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله كلّه مما صدر عنه صلى الله عليه وآله، حيث لا سبيل إلى هذه المعرفة إلاّ أن يكون هناك تسجيل كامل موثوق به لكل أقوال وأفعال وتصرفات النبي صلى الله عليه وآله، فهم بمطابقة ما رواه عنه هؤلاء الصحابة بما هو مثبت في التسجيل علموا عدم كذبهم، ومثل هذا التسجيل غير موجود فلا سبيل آخر إلى معرفة ذلك إلاّ أن يكون لهؤلاء اتصال بالغيب والوحي فأخبروا من هذا الطريق عن صحة كل ما رواه هؤلاء الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، لكن لكي تصح دعواهم هذه عليهم أن يثبتوا هذا الاتصال!!
نعم لو كانت كل الرّوايات المروية عن هؤلاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله مما تواتر واستفاض، بمعنى أنها مروية من طرق عديدة أو كثيرة لكان لهذا القول وجه من الصحة، لكن جل هذه الروايات روايات آحاد لا تصل إلى درجة الاستفاضة أو التواتر إلاّ القليل جداً منها.
ثالثاً: ليس تعريف العدالة هو: عدم الكذب، فمن لا يكذب يكون عادلاً، وإنّما تعريفها: الاستقامة على جادة الشريعة، وذلك بالإتمار بأوامر الله عزّ وجل، بفعل الواجبات وترك المحرّمات، فكيف يستدل الخميس بعدم كذبهم على عدالتهم؟!
نعم يمكن أن يستدل بعدم كذبهم على وثاقة نقلهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصدق خبرهم إذا صحّ الخبر إليهم، لكن لا دليل على عدم كذبهم على رسول الله صلى الله عليه وآله، وما استدل به الخميس على ذلك قد بيّنا وهنه وضعفه وعدم دلالته 1.

  • 1. هذا الموضوع رَدُّ على شبهة طرحها عثمان الخميس ضمن مجموعة من الشبهات الأخرى التي أثارها ضد مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، و قد قام سماحة الشيخ حسن عبد الله العجمي بالرد عليها، و هذا الرد هو أحد تلك الردود، هذا و قد نُشرت مجموع هذه الردود في الموقع الرسمي لسماحته.