الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لماذا تسمى هؤلاء باسم عمر ؟!

نص الشبهة: 

في الجزء الأول من كتاب الكافي للكليني أسماء الرجال الذين نقلوا للشيعة أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، ونقلوا أقوال أهل البيت، ومنها الأسماء التالية: «مُفَضَّلِ بْنِ عُمَر ، أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، عُمَرَ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ابْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ، مُوسَى بْنِ عُمَرَ، الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ»، والجامع بين هذه الأسماء هو اسم عمر! سواء كان اسم الراوي أو اسم أبيه. فلماذا تسمى هؤلاء باسم عمر؟!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد ..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً: قد تكرر هذا السؤال عدة مرات ، وقد أجبنا عليه ، فراجع السؤال رقم 7 وآخر السؤال رقم 4 وما أجبنا به هناك ..
ثانياً: إن هؤلاء الذين وردت اسماؤهم في السؤال لم يسموا أنفسهم باسم عمر، بل سماهم آباؤهم، أو غيرهم من ذويهم عند ولادتهم. وليس بالضرورة أن يكون الأب شيعياً أو غيره أيضاً.
ثالثاً: إن التسمية باسم عمر وأبي بكر ليست حكراً على الخليفتين الأول والثاني، فهناك أشخاص آخرون من الصحابة باسم عمر، وأبي بكر وعثمان مثل: أبي بكر بن شعوب، وعمر بن أبي سلمة، وعثمان بن مظعون، وغيرهم ..
رابعاً: إن هذه التسميات إن دلت على شيء، فهي تدل على عدم صحة ما يشيعونه عن الشيعة، من أن لديهم حساسية خاصة من الأسماء، فالسائل ينقض ما يريد أن يثبته بنفس الدليل الذي أورده، فإن هذه التسميات إن كانت لرجال من الشيعة فهي تكذب دعوى السائل: أن الشيعة لا يسمون بهذين الاسمين.
خامساً: إن للنقاش في صحة ما استدل به هذا السائل مجال، فإن الناس كانوا ينتقلون من التسنن إلى التشيع، فإن زرارة مثلاً كان من أهل السنة، ثم صار من شيعة أهل البيت «عليهم السلام» .
كما أن أكثر من نصف الذين ذكرهم لم يكن اسمه عمر، بل هو اسم أبيه، ومن الذي قال: إن ذلك الأب كان من الشيعة كالابن؟!
وإذا كانت تسمية الأب قد جاءته من قبل أبيه، فيجب إثبات تشيع جدُّ ذلك الراوي، المسمى باسم عمر.
سادساً: لو فرضنا: أن أحد السفاحين كان اسمه محمد، أو لو أن قاتل الأب والأخ أو الولد اسمه محمد، فهل يمنع من التسمية باسم محمد بعد ذلك، و هل يجب تغيير كل من اسمه محمد في العائلة كلها لمجرد أن ذلك القاتل يحمل نفس الاسم؟!
والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله .. 1 .

  • 1. ميزان الحق (شبهات .. و ردود)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، سنة1431 هـ ـ 2010 م، الجزء الأول، السؤال رقم (11).