ممّا لا شكّ فيه أنّ القوة صفة إيجابية بنحو الإجمال تحمي صاحبها من شرور الآخرين وأذاهم، لأنّ القوي قادر على حماية نفسه من الجهات المعادية سواء أكانت فرداً أم أمة.
الزيارة الجامعة الكبيرة من ضمن الزيارات المشهورة التي يُزار بها الأئمة الأطهار عليهم السلام أجمعين، وهي مروية عن الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام المعروف بالإمام الهادي ، وهي زيارة جليلة القدر، عظيمة المضامين، تدل جزالة ألفاظها وجلالة مضامينها على صدورها عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.
فالتعددية الفكرية والعقائدية كانت موجودة على نحو صريح، وقلما تجد عصراً من العصور لا توجد فيها هذه التيارات المتخالفة فيما بينها، ولسنا بحاجة لكثير من الأدلة على شرعية هذه التعددية بعد ذلك، فالمجتمعات الإسلامية لم تكن لتزدهر إلا بفضل هذا الفسيفساء المعرفي والثقافي لدى أبناء الحضارة الإسلامية.
ظهر للعيان وثبت أن التطرف الديني هو أخطر أنماط التطرف، ولسنا بحاجة لإثبات هذه الحقيقة العودة إلى التاريخ الإنساني أو الإسلامي في أزمنتهما القديمة أو الوسيطة، فأمامنا اليوم فائض من الوقائع المرئية والمشاهدة المخيفة والمرعبة، والتي لا تكاد تتوقف، ولم تعد تنحصر في أمكنة محددة، كشفت ودلت على مدى تعاظم خطر التطرف الديني.
كَتَبَ الإمام الحُسين (عليه السلام) إلى بَني هاشم يَقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، مِنَ الحُسين بن علي إلى بني هاشم، أمّا بَعد، فإنّه مَنْ لَحِقَ بي مِنكم إستُشهِد, وَمَن تَخَلّفَ عَنّي لَمْ يَبلغ الفَتْح، والسّلام)1.
يبدي كثير من الباحثين الأجانب غربيين وشرقيين دهشتهم لضخامة الإنجاز الذي حققه الرسول محمد، في مدة قياسية، ومساحة زمنية محدودة، فما كاد يمر على بدء الدعوة عقد ونصف من الزمن، حتى تمكن رسول الله من بناء مجتمع إيماني متماسك، واقامة كيان رسالي متحضر، على أنقاض حياة جاهلية قبلية متخلفة. لينطلق بعد ذلك مارد الحضارة الإسلامية المشرقة.
الشباب من أروع فترات عمر الإنسان في هذه الدنيا، لأنّها الّتي تعبّر عن اكتمال الإستعدادات النفسية والفكرية والروحية والجسدية لدخول من هم في سنّ الشباب إلى معترك الحياة من بابها الواسع، وللتمتّع بكلّ النّعم الإلهية الّتي أوجدها اللّه من أجل الإنسان عموماً.
والحاصل أن الشيعة ليسوا إرهابيين، وإنما هم مسالمون كما هو معلوم من تاريخهم الطويل، عملاً بوصايا أئمة أهل البيت عليهم السلام التي حثتهم على حسن المعاشرة مع مخالفيهم، مع أنهم كانوا ولا يزالون يعانون من الإقصاء والتهميش والتمييز الطائفي المعلن على جميع الأصعدة، وفي أكثر البلدان الإسلامية، ومع ذلك فإنهم قابلوا كل تلك الأمور بالسمع والطاعة، وعدم مخالفة أنظمة دولهم وقوانينها، وكان ولاؤهم لأوطانهم لا لغيرها.
في جاهلية هذا العالم الذي نعيش حيث تغيب الشروط الموضوعية لحياة تحقق غاية الوجود الإنساني. وفي ظل اختلال المعايير والموازين إلا ما يتطابق منها مع المصالح والفوائد التي يسعى لها أصحابها.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ العبد إذا تخلّى بسيّده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه، ... ثمّ يقول جلّ جلاله لملائكته: {ملائكتي أنظروا إلى عبدي فقد تخلّى بي في جوف الليل المظلم والبطالون لاهون، والغافلون نيام، واشهدوا أني غفرت له }).
تمييزاً للإنسان عن بقية المخلوقات، وتفضيلاً له عليهم، وهب الله له عقلاً يمتلك به قدرة التفكير وصنع الرأي، ومنحه إرادة يتمكن بها من اتخاذ القرار وحرية الاختيار.
الإمام الحسن العسكري هو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت الأطهار، وهو قائد من قادة الإسلام الكبار، وعلم بارز من أعلام الهدى والحق والإيمان، ومفخرة من مفاخر الدين، وشخصية عظيمة من الشخصيات العظام في التاريخ الإسلامي، بل في التاريخ الإنساني.
من الواضح جداً أنّ الصلاة هي عنوان الإنسان الملتزم لأنّها الوسيلة التي يلتقي فيها المسلم مع ربّه يومياً عبر الفرائض الواجبة فضلاً عن نوافلها المستحبّة، ولذا ورد في الأحاديث الكثيرة أنّ الصلاة هي معراج المؤمن أو أنّ الصلاة قربان كلّ تقي، أو أنّها خير موضوع فمن شاء إستقلّ ومن شاء إستكثر فيها.
حديث: (من كنت مولاه فعلي مولاه) مشهور متواتر يُعرف بحديث الموالاة، وقد قاله النبي بعد رجوعه من حجة الوداع في الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام، في السنة العاشرة من الهجرة، في موضع يقال له غدير خم، وهو موضع بين مكة والمدينة، وهو حديث عظيم يدل على فضيلة عظيمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومنقبة باهرة لم ينلها غيره من صحابة رسول الله، بل إن هذا الحديث دال على أفضلية أمير المؤمنين على من عداه من الصحابة، وعلى أنه هو المتعين للخلافة بعد رسول الله دون غيره.
وبقدر هذا الاشمئزاز من تلوث المكان المحيط بالإنسان فإن مجتمعاتنا مليئة بالشوق لتكون قريبة من مصادر تلويث السمعة ولتتعاطى معها وتتحرك في فلكها. وحدها سمعة الإنسان تعيش حالة اليتم والوحدة وعدم التبني من قبل أحد حين تتعرض للتلوث، بل إن الكثير من المحيطين بها يتسربون ويبتعدون عنها، لتواجه بمفردها محاولات الاعتداء عليها، وكأن الحفاظ على كل شيء أهم وأولى من الحفاظ على كرامة الإنسان.
من النماذج التحليلية التي استند إليها المفكر الجزائري مالك بن نبي في دراسة وتحليل علاقة المجتمع بالأفكار تقدما وتراجعا، النموذج الذي يمكن تسميته بالعوالم الثلاثة المتصلة والمتعاقبة، وهي: عالم الأشياء وعالم الأشخاص وعالم الأفكار.
في عاشوراء لا يُتحدث عن "رجل بعيد" يحاول المحبون له افتعال حضوره فيهم، ولا عن قربان يجري في مجرى الخيال والفانتازيا والميثولوجيا أو في حركة العصبيات الدينية، ولا عن رائعة روائية يكمن نابض إبداعيتها في الفجائعية والبكائية.